أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الحسيني - كيمياء الألم















المزيد.....

كيمياء الألم


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 03:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حين أمر الخليفة الراشد عثمان ابن عفان بنفي الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري الى منطقة الربذة ليموت هناك ويدفن ، بعد الثورة العارمة التي نهض بها هذا الصحابي ضد الطغيان والعنجهية التي كانت تمارس من قبل الولات الذين ولاهم خليفة المسلمين آنذاك خاصة معاوية الذي كان والي الشام ، وثورة الغفاري كانت من أجل نصرة الفقراء والمظلومين في الارض ، فقد كان الخليفة قد أصدر اوامره للحراس بأن يجلدوا ويقتصوا من كل شخص يحاول توديع ابى ذر الغفاري حين يغادر الى منفاه الاجباري ..

وما ان قدمت ساعة رحيل الغفاري حتى خرج الامام علي ابن ابي طالب واولاده الحسن والحسين ( ع ) ويرافقهم عمار ابن ياسر لوداع ابى ذر الغفاري ، وبعد ان علمت (الاشرطة) هكذا كان اسم الشرطة سابقا ، بتوديع الائمة الاطهار وعمار لابى ذر ، حتى اشهر صاحب الاشرطة الصوط عليهم ليجلدهم ، الامر الذي أضطر امير المؤمنين بأن يأخذ الصوط من صاحب الشرطة ويجلده هو ورجاله وبقوة ! وقد وصلوا الى خليفتهم مضرجين بدمائهم ، لقد كانت أهانة وأهانة كبرى الى صاحب الامر والنهي الخليفة ، وقد ثارت ثائرة الخليفة وطلب استدعاء الامام علي (ع) ومن كان معه !
وعندما دخل الامام واولاده وعمار ابن ياسر ، كانت عينا الخليفة تقدح بالشر والبغض ، الا انه وعلى الرغم من السلطة التي يتمتع بها آنذاك ، كان يتحاشى الامام لمعرفته التامة بشخصه ونسبه الكريم ، وما تفوه به الخليفة ساعة غضبه انه قال :

يا علي إني غضبان عليك ؟

فرد عليه الامام قائلاً : غضب الفرس على اللجام !!

ومن ثم خرج الامام واولاده وعمار غير مكترثين بما أصاب الخليفة من ذهول ... وهو يصب جام غضبه على العمل الذي قام به من دون وجه حق بنفي ابى ذر الذي قال عنه الرسول الكريم ( ما أقلت الغبراء وما أظلت الخضراء أصدق لهجة من ابى ذر )..

تحدي كبير غير معهود وغير مطروق ، ذلك ان الامام علي (ع) كان هو الحق وكان الشجاع الذي لا يهاب الموت ، بحيث وقع الموت عليه أو الموت يقع عليه ...

والحال في العراق رغم الفوارق الزمنية والظروف ينطبق على الحكومة العراقية والجماعات الارهابية التي تتحصن داخل المدن العراقية وتنشر الموت اليومي عبر التفخيخات المستمرة بالعبوات والسيارات وغيرها ما بين صفوف المدنيين ، الا ان الحالة هنا جاءت بالمقلوب ، فبدل الخليفة اصبح ثمة تيارات وجدت ظالتها بعد ان سقط النظام ورأت الساحة مفتوحة تماماً لتشكيل احزاب وقوى وتيارات ، الا انها أساءت الفهم تماماً في تلك التشكيلات الحديثة والتي كان الهدف منها الارتقاء بالعراق الى اعلى درجات الديمقراطية والتعددية ، لكن ان تدخل وتشكل هكذا احزاب من قبل مجاميع أُمية متطفلة على الوضع بالعراق ، وتساندها جموع الارهابيين القادمين من دول الجوار ومجاميع حزب البعث المنقرض ، فقد ادت تلك التجمعات لعدم استقرار البلاد واثارت العنف الذي لم يتوقف الى هذه الساعة ..

فأن تترك الحكومة العراقية جموع الارهاب داخل العراق من دون لجام يذكر ، فهذا سيزيد الطين بله ، وان تعقد الحكومة العراقية أتفاقات هدنة مع تلك الجماعات وهي التي تفرض الشروط على الحكومة ، أو حتى تتساوى تلك الشروط ما بين الطرفين ، سيؤدي وبكل تأكيد الى تقوية تلك الجموع الارهابية في مدن كثيرة من العراق ، وسنعود الى دوامة جديدة من شأنها ان تعيد الى السلطة كل فلول البعث المجرم الذي جعل من جماجم العراقيين ان تذوب في احواض التيزاب !!

ولهذا علينا نحن العراقيون ان نرفض العديد من التوجهات التي تقوم بها الحكومة العراقية هذه الايام ، فكما طبقت ارادت القانون في مدينة النجف الاشرف واوقفت التيار الصدري وحددت من حركته على الرغم من ان هذا التيار ليس ممن يفخخ السيارات او العبوات وغير ضالع بقتل العراقيين المدنيين الا بعد ان استفز في ضرب مدينة سامراء والتدمير الكامل الذي لحق بالاماميين العسكريين !!

يتضح لنا يوما بعد اخر ان الوضع الامني داخل العراق مرتبط ارتباطا وثيقاً بخلايا الارهاب التي تسربت من خارج الحدود ، هذا اولا ومرتبط بشكل كبير بفلول عصابات البعث المجرم التي مازالت تحتفظ بملايين الدولارات العراقية التي سرقت من البنوك وثراوات العراق الاخرى ، واصبح من الطبيعي ان تدعم فلول البعث بهذه الدولارات جموع الارهاب المنتشر داخل الوطن ، وبهذا يصبح العراق وشعبه دوامة للعنف لم تتوقف وهكذا هو منذ ان سقط النظام الدكتاتوري !

اذاً : لنقطع دابر السيارات المفخخة ونحد من حركتها ونقطع دابر المتسللين عبر الحدود ونحرقهم جاعلين منهم عبرة لمن تسول له نفسه في ضرب المدنيين العراقيين ، ومن ثم تتوجه الحكومة العراقية لضرب الميليشيات وكل من يحمل السلاح الخارج عن القانون ، ليلا ونهاراً ، عند ذاك ستتمكن الحكومة العراقية من فرض سيطرتها على الشارع العراقي وليس على المنطقة الخضراء فقط وبمساندة امريكية !!

للاسف الشديد استهتار الاحزاب الدينية والعلمانية بالمواطن العراقي اصبح لا يطاق ، حيث سخرت الحكومة واحزابها وقوائمها التي انتخبت كل امكانيات الشعب العراقي وثرواته لحماية هذه القرقوزات من اصحاب العمائم واصحاب الاحزاب الذين كانوا يحلمون بالسكن ببيوت نظيفة ، فكيف بهم الان وهم يسكنون قصور الطاغية واعوانه المنتشرة في الجادرية ومناطق كثيرة من العاصمة بغداد ! كما وقد وضعوا الموانع الكونكريتية للطرق التي تؤدي لقصورهم لكي يحموا انفسهم من القوى الارهابية ، تاركين الانسان العراقي ينهش به الفقر والارهاب بطريقة اكثر من مخجلة على اصحاب القرار السياسي في العراق الا وهم الحكومة وبرلمانها والاحزاب التي وصلت الى السلطة!!

ان ما يجري من تصرفات مشينة تقوم بها الحكومة العراقية داخل الوطن وخارجة خاصة من قبل المسؤولين الذين يتصرفون باموال الشعب العراقي المسكين والمغلوب على امره وكان اخرها تصرف نائب الرئيس عادل عبد المهدي بتبرعه لجامع الازهر بمبلغ ربع مليون دولارا ، فلو استغل هذا المبلغ لبناء مدرسة او طلاء شارع او اي خدمة تقدم للمواطن لكان افضل ! يفترض اذا كان ثمة برلمان عراقي ان يحاسبه ويقدمه الى العدالة ويقدم كل من على شاكلته !!

ان الشعب العراقي يمّر بظروف غاية في الصعوبة وغاية في الخطورة والألم خاصة بمستقبله الذي يهدده خطر التقسيم ، فنرى من خلال شاشات التلفزيون ان الشعب اصبح كلياً ضد قرار التقسيم الذي دعا اليه جوزيف بايدن في واشنطن وصادق عليه مجلس الشيوخ ! ورأينا العراقيون جميعاً انتفضوا على هذا القرار ، رافضين هذا التقسيم ، بينما الحكومة العراقية وبرلمانها لم تصدر بيانات تدين هذا الاجراء الغير مسبوق في تحكم دولة كبرى مثل امريكا ببلد مثل العراق !!

ان قرار بايدن رغم مساوءه وعواقبه الوخيمة الا انه وحد العراقيين من الشمال الى الجنوب وقالوا كلمتهم بحق بلدهم العراق رافضين كل شيء من شأنه ان يهدد وحدة الوطن ، بينما ظلت الحكومة العراقية وبرلمانها واحزابها وبخاصة الدينية منها في موقف لا تحسد عليه امام الشعب العراقي الذي سيقذف بهم يوماً الى مزابل التاريخ آجلاً ام عاجلا ً !!

وليعلم الجميع ممن هو داخل المنطقة الخضراء او الحمراء ان الشعب العراقي صاحب صبر محدود ومحدود جداً ، وتاريخ هذا الشعب معروف للجميع فان غضب فلا ينفع الندم وسيكون ( السحل ) في الشوارع !!

وان غضب الفرس على لجامه ؟؟

تناثر فمه !!

انها كيمياء الألم العراقي !!!



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيمياء عادل عبد المهدي
- كيمياء جوزيف بايدن
- كيمياء قناة الفرات الفضائية
- رسالة الى رئيس الوزراء المالكي لانقاذ الفنان كريم منصور
- رفقتي مع السياب
- بلاك ووتر وساحة النسور
- رمضان الذي لم يتفق عليه
- فيزياء كربلاء
- عمار الحكيم دبلوماسياً
- انتربول موفق الربيعي
- سنجار والشاحنات الاربع
- تسيّس النصرالكروي
- في الذكرى الثامنة لرحيل البياتي / الحرية والشعر
- مئذنة الشعر
- كيمياء الفرقة القذرة
- مرثية إلى علي الصغير
- فيزياء النفط والغاز
- فيزياء الفساد !
- مسكينة يا جنائن بابل
- حتى لا يطير الدخان


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الحسيني - كيمياء الألم