كيمياء الفرقة القذرة

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 05:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

اطلقت تسمية الفرقة القذرة على ( فوج 36 ) احدى التشكيلات العسكرية العراقية التابعة لوزارة الدفاع تسندها قطعات من قبل القوات الامريكية اسنادً كبيراً ، اضافة الى تجهيز هذه الفرقة بكافة المستلزمات شأنها شأن القوات الامريكية المجهزة بكل شيء ، ومهمة الفرقة القذرة التي تشكلت لمكافحة بؤر الارهاب والمتمردين في المناطق الساخنة داخل العاصمة العراقية بغداد هي مهمة تكاد تكون اكثر من صعبة ، لِمّا فيها من خطورة ومجازفة بالنسبة لمنتسبيها الذين ينذرون أرواحهم فداءً من أجل الوطن اولا ومن أجل كبح جماح الارهابيين وتنظيف المناطق السكانية منهم ليعم الامن والامان في بلاد الرافديين !

الفرقة القذرة تسميتها لا تليق اطلاقاً بوحدة من وحدات الجيش العراقي وهو الفوج 36، والذي اطلق هذه التسمية من المؤكد أراد أهانة الجيش وتشكيلاته ، هذا من جهة اما من جهة ثانية فان مهمات هذه الفرقة اكثر قذارة من اسمها المقزز ، فما ان تتواجد هذه الفرقة القذرة في منطقة ما من مناطق العاصمة حتى يستغيث السكان استغاثات جراء المداهمات التي تشنها بصحبة جنودها المدججين بالسلاح والعتاد ، فبدلا من مداهمة الارهابيين يدخلون على بيوت الفقراء والمنكوبين في هذه المناطق واول ما يقومون به هو اعتقال الشباب ان وجدوا داخل الدار ومن دون معرفة ان هؤلاء من الارهابيين ام لا ! ومن ثم سرقة المال والذهب والموبايلات وكذلك الاجهزة الكهربائية داخل البيت ، وما ان يتأكدوا من ان هذا الشاب الذي اعتقل من قبلهم لا تربطه علاقة بالارهاب او المظاهر المسلحة يقذفوا به بعد ساعات في احدى المناطق البعيدة والتي يكون سكانها من الطائفة الاخرى الامر الذي سينتج عنه طبيعاً قتله من قبل الميليشيات الطائفية القاطنة بتلك المنطقة ، وما قضية الجثث اليومية داخل العاصمة بغداد منذ فترات طويلة الا من نتاج هذه الفرقة القذرة التي جاءت لتزيد من الطين بله !!

لقد اثبتت مداهمات هذه الفرقة خلال الاسبوعيين الماضيين لمناطق مدينة الثورة ذات الاغلبية الشيعية والتي تعتبر المعقل الكبير لميليشيا جيش المهدي ، واحياء البياع وحي العامل وغيرها من مناطق يسيطير عليها التيار الصدري ، كانت مداهمات في غالبيتها هدفها سرقة اموال المواطنيين وحاجياتهم الثمينة وبطريقة اقل ما يقال عنها خسيسة !!

لقد اصبحت مخاوف المواطن العراقي من الفرقة القذرة اكثر من مخاوفه من قوى الارهاب واصحاب السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة ، في وقتٍ يحتاج الشعب العراقي بشكل عام تشكيلات عسكرية كثيرة لحمايته وحماية حكومته التي تحاول جل وقتها ان تحفظ امنها وامن منطقتها الخضراء التي تتحصن بها ولم تستطع ، فكيف بهذه الحكومة التي اسست هذه الفرقة وباوامر امريكية لكي تسرق المواطن وتحتقره وترميه للقتل المتعمد من قبل الميليشيات ، وهذا لا ينطبق على الميليشيات الشيعية ومناطقهم فقط بل كذلك تنفذ هذه المداهمات من قبل هذه الفرقة ذاتها على الميليشيات السنية وتقذف بالابرياء منهم للمناطق الشيعية لكي يقتلوا !!

ثمة عملية تبادل بالادوار مقصودة جراء هذه المداهمات ، كانت حصيلتها العشرات من الجثث المجهولة الهوية اليومية ومن دون اي انقطاع ولو ليوم واحد ، والهدف اصبح واضحاً وهو سعة رقعة الاقتتال الطائفي داخل العاصمة بغداد !!!

فعلى رئيس الوزراء ان كان لدينا فعلا رئيس وزراء ، انا شخصياً اشك في ذلك ولا اعترف اصلاً بوجود حكومة ولا برلمان يقيمان داخل المنطقة الخضراء ومنشغلين بالسرقات والمناصب والتصريحات والمهاترات والنفط وشراء القصور في اوربا وغيرها وتهريب النفط ، والادهى من ذلك كله تهريب الارهابيين من وزراء الى برلمانيين ومسؤولين كبار ، والا كيف يفسروا لنا ان برلماناً قوامه ( 275 ) مقعداً لم يتواجد فيه سواء ( 175 ) مقعداً ، ويقولوا لقد اكتمل النصاب القانوني للتصويت على قرار ما !!!

اعتقد ان هؤلاء جميعا من الاغبياء والنصابين الذين يحاولوا الضحك على ذقون الناس وبطريقة باتت مكشوفة للجميع !!

على رئيس الوزراء والذي هو القائد العام للقوات المسلحة كما نص الدستور ! ان يوقف مهازل الفرقة القذرة التي جعلت من المواطن مسلوب الارادة ومسلوبة امواله وحاجياته بطريقة السرقة !!!

كان الاجدر بالفرقة القذرة المرعبة ان تذهب الى معاقل الارهابيين وتقتص منهم ، ان تحمي المنطقة الخضراء على اقل تقدير من الهاونات التي تسقط فوقها في كل يوم ، ان تحمي سامراء ومراقدها المقدسة ، ان تفتح شارع حي الجامعة في بغداد الكرخ الذي مازال مغلقاً جراء سيطرة الارهابيين عليه منذ اكثر من عام !!

لقد كان محقاً كل الحق ذاك الذي اطلق على الفوج 36 باسم الفرقة القذرة ، كونها فعلا قذرة ولا تحمل لأي اخلاق او شجاعة او شهامة !!!!

#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل