أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فاضل الخطيب - ضبابٌ سوريٌ في يومٍ مشمس!















المزيد.....

ضبابٌ سوريٌ في يومٍ مشمس!


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 12:16
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الشمس مازالت تشرق من الشرق,ـ قالها قبل أن يُحيّيني ـ, وقد عطفت على كلامه بقولي "أستطيع أن أُخاطر وأُؤكّد لكَ وأنها مازالت تغيب بنفس المكان".
هكذا بدأ أحد أصدقائي المقيمين في إحدى دول الشتات السوري حديثه التليفوني, وأسرع بطرح الأسئلة التي لم تكن كلها بريئة.
لا يستطيع الإنسان الهروب من الجواب ولا يجب الهروب منه عندما يتعرض لأسئلة عن قرارات اتخذها في حياته, وهو أمرٌ طبيعي بدون تلوين ولا تزيين أن نتخذ في حياتنا مواقف عديدة, لكن طرح السؤال يجعل الفرد أن يحاول الجواب عليه مربوطاً ببعض التصورات الفلسفية وفهمه للحياة التي يعيش.
وكما يقال لا يوجد سؤال سخيف بل يوجد جواب غبيّ, وهذا يعني أنني منذ البداية أعلن عن احترامي للآراء التي سمعتها وقرأتها عن المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني في سورية وهذا لا يعني أنني أتفق مع كل الانتقادات والأحكام المسبقة القطعية.
يمشي رجلٌ مع طفلته في شارع ويتوقف أمام محل لبيع الحلويات, تسأل الطفلة والدها إن كان يريد قطعة بقلاوة, فيكون الردّ بلا, ثم تسأل والدها إن كان يرغب بأكل البوظة(أيس كريم) ويكون جواب الوالد بالنفي, وبعد عدة أسئلة كان الوالد يجيب بأنه لا يريد أكل أو شرب شيئاً, وأخيراً دعت الطفلة والدها أن يبدأ هو بطرح الأسئلة عليها!
رغم عدم براءة أجوبة الأب إلاّ أنني كنت أتمنى لو كانت بعض ردود أفعال المهتمين بالشأن السوري على مؤتمر الجبهة أن يكون فيها الوضوح والدقة ومناقشة ومحاكاة نقاطٍ موّثقةٍ وحقيقيةٍ وعدم الحكم المسبق.
ولننطلق أولاً من أن الجبهة ليست حزباً بل هي تجمع يضم مجموعة أحزاب واتجاهات ومستقلين, من المسلم إلى المسيحي ومن الشيعي إلى العلوي واليزيدي والدرزي ..., من المتدين واللاديني إلى العلماني والليبرالي, من اليساري إلى اليميني ومن القومي العربي والقومي السوري إلى القومي الكردي ومن السرياني ومن الأرمني.., فيها شباب ونساء, فيها من قضى سنوات طويلة في سجون النظام السوري, وفيها المشرّد والممنوع من العودة للوطن... والقاسم المشترك هو حب الوطن والعمل على تخليصه من القمع والفقر بإقامة البديل الديمقراطي السلمي.
إنها تشبه مجموعة من عمليات الكسور الحسابية والتي تحتاج إلى قاسم مشترك لتتم عملية جمعها, وهناك من يصعب عليه ـ أو من لا يريد ـ جمع الكسور حتى بعد إيجاد المخرج المشترك لها.

والمشكلة عند البعض هي الإخوان المسلمين والسيد عبد الحليم خدام, وهي مشكلة للبعض وغير قابلة للنقاش ولمحاكاة موضوعية وبدون حججٍ ومنطق, حكماً قاطعاً مسبقاً وغير قابل للطعن, وحتى غير مسموحٍ "للمتهمين" بطرح آرائهم! وينكر هذا البعض اعتناق الوطنية بدون ترخيصٍ منه!

المتابع لحركة الأخوان المسلمين خلال العشرين عاماً الماضية يلاحظ تحولٌ كبير في مواقفهم, تحولٌ يدعو للترحيب, ولا أعرف سبب أن البعض لا يريد الاعتراف بهذا التحوّل ويحكم على الأخوان وسياستهم كما كانت قبل ثلاثين سنةً, وهذا البعض يفسّر سياسة جبهة الخلاص الوطني وكأنها سياسة الأخوان قبل ثلاثين عاماً, ويقوم البعض بتقييم مؤتمر الجبهة ودون الاستشهاد بأية فقرة أو جملة من وثائق المؤتمر, وحتى دون الاستشهاد بوثائق الأخوان المسلمين للمرحلة الحالية والمقبلة.
يؤمن الأخوان ببناء دولة مدنية ـ وهم للآن لا يستطيعون هضم تعبير دولة علمانية ـ ويؤمنون بالتعددية السياسية والانتخابات الحرة الديمقراطية وحرية المعتقد, وبالمقابل آخرون يؤكدون أن الأخوان هم ورثة وحملة فكر ابن تيمية وعند وصولهم السلطة سيعيدوننا للوراء 14 قرناً.
وبعض محاربي موقف السيد خدام بعد انسلاخه عن النظام كان يتمنى زيارة مكتب السيد خدام ـ أيام زمان ـ ولو لمدة خمس دقائق.
هذا البعض يصف نفسه بال"علماني" أو ال"ليبرالي" أحياناً أو "لا ديني"...
كان البعث وعبد الناصر وكل القوميين العرب يؤمنون برمي اليهود في البحر والقضاء على دولة إسرائيل, ماذا يطرحون الآن؟
كان بعض "العلمانيون الليبراليون" يرددون شعارات الروح والدم والبيعة والدلعة, وعمل بعضهم عند رفعت الأسد وبدون مقابل حسب زعمهم ـ وهو أسوأ مما لو عملوا بأجرة ـ, ولم يكن صدام حسين بعيداً عن البعض, وما زال البعض ينظر إلى حزب الله ونصره الإلهي كما نظرنا نحن اليساريون يوماً إلى فشل عدوان 5 حزيران!
لا أدري إن كان حسن نصر الله وأحمد نجادي أكثر علمانية وديمقراطية من غيرهم؟
لماذا لا يريد البعض الاقتناع أن جبهة الخلاص تحمل مكونات الطيف السوري بكل تنوعاته؟
لماذا لا يساعدونا في دعم الاتجاه العلماني في داخلها, ويساعدونا على تشجيع الأخوان المسلمين ودفعهم للاقتراب أكثر من فلسفة الإسلام في تركيا أو التخندق مع الإخوان مما يقويّ الاتجاه الآخر!
إن الذين أعلنوا الحرب على إعلان دمشق يوم ولادته ووصفوه بإعلان قندهار يتابعون حملتهم على جبهة الخالص, على هؤلاء التأمل قليلاً في الجغرافيا لأن قندهار أقرب إلى طهران من برلين!
يعيشون(يحلمون) بالمستقبل ويفكرون بالماضي, ويبقى الحاضر ضباباً لهم رغم أننا في يومٍ مشمس, أو ظلاً في ليلٍ قمريٍ.
إن جبهة الخالص لا تريد التفريط ولا بأي سوري سواء اتفق معها بالرأي أم لا ـ باستثناء من تلطخت يده بالدم ـ.

إن مستقبل سوريا الحضاري يرتبط بالنظر والتطلع نحو الضفة الأخرى للبحر المتوسط وليس للضفة الأخرى لجبال زاغاروس, وشتان بين السفوح الشمالية لطوروس والسفوح الشرقية لزاغاروس!

شيءٌ جميلٌ وحضاريٌ أن نتحاور وتتصارع حججنا وأسئلتنا وردودنا بدقةٍ, وشيءٌ صغيرٌ أن نعطي أحكاماً مسبقة على غيرنا. أحياناً لا يستطيع الشخص أن يحكم سلفاً على عمله ونشاطه فكيف يقوم بالتنجيم المطلق على غيره, الحكم يكون غالباً على أساس قرائن وحقائق.
كان العلمانيون والليبراليون أول من وقف ضد العقلية المكارثية, ثم أريد أن أسأل البعض "ماذا يقترحون؟ ننتظر حتى يصبح الإخوان المسلمين كلهم علمانيين, أو يتخلوا عن دينهم!
ويقول البعض "يجب الاعتذار من الشعب عن السياسات السابقة", وللحقيقة أنا أتمنى ذلك, لكن هل يستطيع شخصٌ أن يخبرنا خلال التاريخ الطويل لشعوب المنطقة عن حالة فيها اعتذار واضح وصريح, عشرات ومئات الأمثلة التي تحتاج للاعتذار ومن أطياف ورموز كبيرة وغير كبيرة في تاريخنا القديم والجديد, لم نتعود على الاعتراف بالخطأ بكل صراحة وبالتالي يصبح الاعتذار هو الموقف الإيجابي والممارسة الجديدة.
أكبر ثمنٌ ندفعه في كثير من الأحيان عندما نريد إثبات وجهة نظرنا وبأي ثمن كان!"عنزة ولو طارت".

قبل فترة قرأت موضوعاً لأحد مثقفي السويداء واصفاً السيد وليد جنبلاط "بالصغير", ومن جرائم جنبلاط التي جعلته صغيراً تحالفه مع السيد عبد الحليم خدام والذي حسب رأي مثقفنا "الغير صغير" أن شخص خدام أكثر الأفراد المكروهين في سوريا (يكون مشكوراً لو يخبرنا الطريقة التي استطلع فيها رأي الناس في سوريا).
وأنا هنا لست بصدد الدفاع لا عن السيد وليد جنبلاط ولا عن السيد خدام, لكن هذا الفنان والذي كان له دورٌ في عملٍ فنيٍ ضخمٍ عن سلطان باشا الأطرش للموقف البطولي الذي لعبه ضد الاحتلال الفرنسي ـ أقول لمثقفنا هذا: هل وقوف جنبلاط ضد الاحتلال والهيمنة والمافيا السورية لبلده جريمةٌ؟ وماذا كان موقف مثقفنا هذا لو قتل أحدهم والده ـ لا سمح الله ـ
لماذا يشن حملة على السيد خدام ولا يذكر كلمة سوءٍ عن السيد حكمت الشهابي وهو أيضاً انسلخ عن النظام وكان من كبار أركانه لكنه ما زال يلزم الصمت حتى الآن ويعيش في أمريكا!

وبغض النظر عن رأي البعض بحجم جبهة الخلاص وتأثيرها سواء في الداخل أو الخارج, ولا أريد إقناع أحداً منهم بالانضمام إلى الجبهة, لكنني أقترح على كل الذين عندهم ملاحظات أو حتى "عداوات" مع الجبهة وسياستها أن يبدأوا بحوارات ونقاشات حول هذه أو تلك الفكرة المطروحة ـ أن نرفع ولو مؤقتاً الأحكام المسبقة والعداوات الأبدية الإيديولوجية ـ إنني أقترح على المقربين من صفوف المعارضة الوطنية والتي لا تنتمي إلى جبهة الخلاص الوطني ولا تنتمي إلى إعلان دمشق لحوارٍ مفتوح وبلا شروط سوى شرط احترام الرأي الآخر.
مهامٌ كبيرة تقع على عاتق إعلان دمشق وجبهة الخلاص, ومن يقرأ أية وثيقة من وثائق مؤتمر برلين وبدون النظر إلى الكلمات التي تشير إلى أنها تعود للجبهة ـ لو قرأها شخصٌ ـ لوجد فيها الكثير من الآراء والأهداف التي يطمح لها كل من يريد ويعمل على التغيير السلمي وإقامة البديل الديمقراطي.
أريد أن أقول بكل صراحة أن البعض يريد الديمقراطية مشفّرة على ذوقه, لكن ما العمل لو أراد كل فريق لوحده تشفير الديمقراطية.
وعودة لتلفون صديقي وهو عينّة من آراءٍ تسبح هنا وتتمشى هناك, يتداخل فيها ضباب الخريف مع أشعة الشمس, ضبابية قوس قزح بين برلين ودمشق!
وكان ومن جملة أجوبتي على أسئلة صديقي عن مؤتمر الجبهة, أن جبهة الخلاص الوطني أعطتني أصدقاءً جدد ولم تحرمني من أصدقائي القدامى, أغنتني بوجهات نظرٍ جديدة ولم تنتزع مني قناعاتي الفكرية والسياسية والإيديولوجية.
وأقول أخيراً مع الاحترام لمنتقدي الجبهة وبنفس الوقت الصامتين عن سياسة النظام والأسرة ـ أقول أيهما أفضل:
وجود الشخص في تجمعٍ سيء مائة في المائة أم وجوده في تجمع جيد سبعون في المائة؟

إن مواقف البعض تشبه من كانت رائحة فمه كريهة, كل الناس تشعر بها إلاّ صاحبها.




#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشق تنتقل إلى برلين!
- سورية- معارضات بلا حوار في دولة بشار
- رابعة العدوية والعشق الإلهي السوري
- حزيران بين الصُوَر
- سبع وسبعة ودبيكة و-كمشة- تسعات
- تليفون الإستفتاء
- قبل الإستفتاء
- الديكتاتور والديكتاتورية قديماً وحديثاً
- انتخابات ديمقراطية في سورية الأبية
- أريد أن أكون وزيراً
- وجهتي نظر لقضية واحدة-لباس المرأة
- بيعة وبيّاعين في سوق البعثيين
- السارق والسرقة
- حلمٌ غريبٌ في بلد إسمه سوريا
- نفاق الرفاق ديالكتيك العبد والقبضاي
- الحوار السياسي, هل نتعلمه؟
- تزمير وتثاؤب
- محطات ليست بعيدة عن السياسة
- من نظام الحزب الواحد إلى الديمقراطية! تجربة المجر
- -العبقرية-المجرية 15 مليون نسمة, 15 جائزة نوبل, مئة وخمسة و ...


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فاضل الخطيب - ضبابٌ سوريٌ في يومٍ مشمس!