أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر العذاري - الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية الحلقة (8) تجميد اللغة وتجميد طريقة التفكير














المزيد.....

الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية الحلقة (8) تجميد اللغة وتجميد طريقة التفكير


ثائر العذاري

الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


أنت تعلم أن بامكانك أن تقلب صفحات دواوين الشعر وموسوعاته لتقرأ شعرا من أي عصر من عصور الأدب العربي ، فتفهمه وتشعر به ، كأنه قيل اليوم ، تستطيع أن تفهم المهلهل وخلجات جليلة وعبثية امرئ القيس وغيرهم ، فهل تظن أن هذه سمة حميدة في اللغة العربية تدل على غناها وخلودها وقدرتها على الحياة في كل العصور ؟ لا تغالط نفسك وواجه الحقيقة لنتمكن من تشخيص العلل والبحث عن العلاج , ففكرة البحر الذي في أحشائه يكمن الدر محض أسطورة أو مغالطة نهرب بها من مواجهة حقيقتنا ، لأننا اذا علمنا أن اللغة نتاج الحاجة الحياتية فلا يمكننا تصور لغة تجمد على حالة واحدة أكثر من الف وخمسمائة عام.
وكل ما في الأمر أن الأرث الشفاهي جعل اللغة تلزم شكلها الذي جاءت عليه في المرويات لأن أي خروج على هذا الشكل يعد كفرا بقدسيتها(المرويات) ، لكن ازدواجية أخرى كان العربي مضطرا أن يعيشها ابتداءا من القرن الثاني للهجرة ، اذ كان عليه أن يتحدث بلسانين ؛ الأول هو اللسان المقدس الذي عليه استخدامه في حلقة الدرس وممارسة الطقوس الدينية ، والثاني هو اللسان الذي فرضته المدنية ويتطلبه تطور الحياة وحاجاتها المتجددة ، فأطلق على الأول اللغة الفصيحة ، وأطلق على الثاني لغة العامة.
من المعلوم أن لغة القرآن الكريم هي لغة قريش المكونة في معظمها من لغة البادية ، فجاء القرآن ليكون اعجازا في البلاغة اعتمادا على اللغة التي يفهمها العرب جميعا ، فكانت مغالطة الرواة في اقناع الناس بان هذه اللغة التي جاء بها القرآن المعجز هي أفضل لغة وأفصح لسان ، والحقيقة أن هذا الاستنتاج ينطوي على مغالطة واضحة ، اذ لا علاقة بين تكريم اللغة وتكريم القرآن الكريم ، فكون القرآن معجزا لا يأتي من بنائه من اللغة العربية ، بل من كونه كلام الله الذي يستطيع بقدرته أن يأتي بكتاب معجز بأية لغة يشاء.
هل تتصور ان بامكانك منع كائن حي من النمو ؟ طبعا لا ، فهذا غير معقول ، وهكذا كان حرص الرواة على (سلامة اللسان الفصيح) قد أدى الى تجميد لغة المرويات التي فرضوا على الأدباء والمفكرين أن يستخدموها كما هي ، مما أدى الى أن تكون الآداب عبارة عن استنساخ سمج عن بعضها ، وفي المقابل كان هناك لغة أخرى تتفاعل مع الحياة وتتطور نحوا وصرفا ومفردات لتلبي الحاجات اليومية للعربي، فكانت محاولات الرواة القمعية تتخيل امكانية تجميد اللغة الا ان محاولاتهم لم تنتج الا صورة فوتوغرافية للغة الجاهليين، أما اللغة الحقيقية فهي التي كانت تتطور في الظل .
المشكلة الكبرى تكمن في أن هذه اللغة المتطورة كانت ومازالت لغة ممنوعة محرمة مقموعة ، وأكاد أجزم أن هناك آلافا من الشعراء الذين قالوا الشعربلغة العامة عبر العصور غير أننا لم نسمع بهم وضاع شعرهم وضاعت أخبارهم بفعل ذلك المنع . والمفارقة الكبرى تكمن في أن الأديب الذي وضع أدبه بلغة العامة كان مضطرا لان يسلك سبيل الشفاهية لأن كتابة أدبه محرمة عليه.
أخيرا أريد أن أسألك سؤالا قد يبدو غريبا ولست واثقا من اجابتي عليه، فانت تعلم أن اللغة وسيلة التفكير ، وان أفصح لغة عربية هي لغة الأعراب (البادية) ، فاذا كان علينا حسب ما تفرضه قدسية اللغة أن نكتب بها، واذا كانت الكتابة ضربا من التفكير ، فهل يعني ذلك أننا مازلنا نفكر بعقلية البدوي؟

وبقية الحديث آتية اذا لم أكن قد أزعجتكم



#ثائر_العذاري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الرجل في نصوص رحاب الهندي
- الاعتراف بالأدب النسوي
- زاوية النظر والبداية في القصة القصيرة
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (7) الشفاهية و ...
- أسلوب الكولاج في شعر سعدي يوسف
- وظائف البداية في القصة القصيرة
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (6) الشفاهية و ...
- الأفعى والتفاحة . . موضوعة الجنس في الأدب النسوي المعاصر
- فن البداية في القصة القصيرة
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (4) الشفاهية و ...
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (5) الشفاهية و ...
- فضاء الصغائر .. قراءة في قصص إيناس البدران
- الشفاهية..الداء المستعصي في الثقافة العربية الحلقة 1
- الشفاهية..الداء المستعصي في الثقافة العربية الحلقة 2
- الشفاهية..الداء المستعصي في الثقافة العربية الحلقة 3


المزيد.....




- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر العذاري - الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية الحلقة (8) تجميد اللغة وتجميد طريقة التفكير