أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر العذاري - الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (5) الشفاهية وشيزوفرينيا المثقف العربي














المزيد.....

الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (5) الشفاهية وشيزوفرينيا المثقف العربي


ثائر العذاري

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 07:52
المحور: الادب والفن
    


في القرن الثاني الهجري ، أيام ازدهار الرواية والرواة تكون مفهوم غريب لتعريف العلم والعالم ، فالعلم هو تلك الروايات التي تروى عن الاسلاف بسند ومتن ، والعالم هو ذلك الشيخ القادر على حفظ الروايات واعادة تسويقها ، ويكون المرء عالما بقدر ما يحفظ ، انظر مثلا كيف تروي الكتب القديمة خبرا عن المبرد لبيان مركزه العلمي :
((وقال المفجع البصري: كان المبرد لكثرة حفظه للغة وغريبها يتهم بالوضع فيها، فتواضعنا على مسالة نساله عنها لاأصل لها لننظر ماذا يجيب؟ وكنا قبل ذلك تمارينا في عروض بيت الشاعر:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض الشر أهون من بعض
فقال البعض: هو من البحر الفلاني، وقال آخرون: هو من البحر الفلاني، وتردد على أفواهنا من تقطيعه: قبعضنا، ثم ذهبنا إلى المبرد فقلت له: أيدك الله تعالى ما القبعض عند العرب؟ فقال هو القطن، وفي ذلك يقول الشاعر:
كان سنامها حشو القبعض
قال: فقلت لأصحابي ترون الجواب والشاهد، فان كان صحيحاً فهو عجب، وإن كان مختلقاً على البديهة فهو أعجب ))-معجم الأدباء-

هذه الرواية واضحة في تحديد معيار العلمية عندهم وهناك مثلها أخبار كثيرة تملأ بطون أمات الكتب .
هذا الفهم للعلم والعلمية يفسر لك موسوعية الشيوخ وشمولية مروياتهم فالهدف عندهم حفظ أكبر عدد ممكن من الروايات من غير الاهتمام بقيمة الرواية أو موضوعها، ومن غير التفكير في صدقها أو عدمه ، ولا حتى امكانية تصديقها ولذلك لم يتحرجوا من رواية شعر عن الملائكة والجن ، بل نسبوا الشعر الى آدم ونوح وغيرهم بلسان عربي مبين ، ويكفيك أن تقرأ مقدمة أبي زيد القرشي لجمهرته .
وبمرور الأيام والسنين أصبح العربي لا يجد ضيرا في أن يروي أخبارا لا يؤمن بها ، بل قد يدافع عنها ممحصا السند ، مبرهنا على ان رجال روايته ثبت ثقاة ، حتى لو كان المتن غير قابل للتصديق.
محفوظات المثقف العربي تهدف الى ابراز كثرة ما يحفظ وهو يستعرضها بفخر في خطبه وكتبه ليبهر جمهوره باحاطته وكثرة ما يحفظ ، لكن الأمر الخطير الذي لابد من أدراكه ، هو مقدار فهمه لهذه الروايات وكم منها استطاع ان يمر من ذاكرته الى لاوعيه ليتحول الى عقيدة علمية متجذرة! واني أكاد أجزم ان نسبة ذلك تكاد لا تذكر بدلالة التناقض الكبير الذي نجده بين ما نكتب وما نفعل ، بين ما نقول وما يدور في خلدنا.
ويترتب على ذلك أمر أكثر خطورة فالشفاهية بهذا الفهم للعلم والعلمية والعالم أدت الى أن المثقف العربي لا يجيد الحوار مع الآخر اذ يكفيه التناقض بين ما يحفظ وما يعتقد فهو ليس بحاجة الى تناقض آخر، المثقف العربي صاحب الأرث الشفاهي الثقيل يمكنه أن يتكلم ، أن يروي ما يحفظ، لأن ذلك يظهره بمظهر الشيخ العليم ، لكنه لايحب الإصغاء ولا يعرفه ولا يريد معرفته لأنه يجعله يتراجع ليصبح جليسا بين يدي شيخ ، بينما يريد أن يكون الشيخ نفسه.

ولما يزل للحديث بقية آتية

[email protected]



#ثائر_العذاري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضاء الصغائر .. قراءة في قصص إيناس البدران
- الشفاهية..الداء المستعصي في الثقافة العربية الحلقة 1
- الشفاهية..الداء المستعصي في الثقافة العربية الحلقة 2
- الشفاهية..الداء المستعصي في الثقافة العربية الحلقة 3


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر العذاري - الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (5) الشفاهية وشيزوفرينيا المثقف العربي