أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - السعودية هدف أيضا















المزيد.....

السعودية هدف أيضا


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أحداث 11 أيلول أعلنت الولايات المتحدة عن وجود محور للشر ضم العراق وايران وكوريا الشمالية، وهو تركيبة ثلاثية يعرف علماء النفس انها تسيطر على آليات العقل البشري، الا ان كارل يونغ عالم النفس الشهير يرى ان التركيبة الحقيقية التي يعمل وفقها العقل البشري هي رباعية، وعليه نحت مصطلح (الرابوع) مقابل الثالوث المعتاد في الاساطير والحكايات والفلسفة والرياضيات على حد سواء، والعنصر الرابع عادة هو عنصر متواري لأسباب تتعلق بهواجس الانسان ومخاوفه واحلامه، المهم هنا ان القائمة الامريكية لمحور الشر التي يعتقد قادة البيت الابيض انها معادة للنمط الامريكي في الحياة والسياسة، تلك القائمة لا يمكن اختزالها بثلاث دول، بل ربما كانت هذه الدول تأتي في مرتبة متأخرة في درجة العداء للأمريكان.
لا يمكن للعقل السياسي الأمريكي أن يتجاهل أن معظم انتحاريي الطائرات التي ضربت برجي التجارة العالمي في نيويورك هم من السعوديين، كما أن التنظيم المتهم بتنفيذ ذلك الهجوم والذي أعلن قادته اكثر من مرة عن تأييدهم لتلك الهجمة، هو تنظيم سعودي المنشأ والانتماء والتمويل، واحتفاظ الذاكرة الأمريكية بهذه المعلومات تجلى اكثر من مرة عبر الضغط المبرمج على الدولة السعودية لإحداث تغييرات جوهرية في عدة مؤسسات، سواء في الحكم أو التربية أو المؤسسة الدينية، وقد تطور الضغط في اكثر من حادثة إلى احتكاك مباشر عبر عن نفسه دبلوماسيا، وماليا أيضا، هذا فضلا عن الحملات المتواصلة التي تقودها وسائل الأعلام ومنظمات الحقوق المدنية، وقد أعلن بعض أعضاء الكونغرس وفي اكثر من مناسبة عن توجيه الاتهام إلى السعودية في عدم التعاون للقضاء على الإرهاب، بل هناك من اعتبر السعودية أرضا خصبة للفكر الإرهابي، كما إن تمويل جزء مهم من العمليات الإرهابية يأتي من أشخاص ومؤسسات وجماعات سعودية.
عدم ادراج القادة الامريكان لاسم السعودية ضمن قائمة محور الشر ليس له علاقة بالتفسيرات اليونغية، بل هو نتيجة لأمرين، الاول يتمثل في تعقد الفصل بين الدولة والمجتمع السعوديين، فالامريكان لا يعتبرون الدولة السعودية عدوا او خصما، واذا ما كانت هذه الدولة او بعض اجهزتها قد دعمت ورعت جماعات التطرف والتشدد، فإنما كان ذلك جزءا من الشراكة مع الولايات المتحدة في مواجهة السوفييت في افغانستان، ومواجهة المد الشيوعي في الشرق الاوسط والبلدان ذات الغالبية الاسلامية في شتى انحاء العالم، وكانت تلك الشراكة مثمرة الى حد بعيد، وقد انفق فيها السعوديون الكثير من الاموال والجهود، لكن الحرب الباردة انتهت وتغير العالم مع نهايتها، وصارت الانتقادات الموجهة لنظام الحكم السعودي تطفو للسطح، ومع ذلك فالحكم السعودي صديق مخلص للولايات المتحدة رغم تشابك وتقاطع علاقاته مع المؤسسة الدينية السعودية التي تعتبرها واشنطن العقل الداعم للتشدد، فإذا كان هناك هدف في السعودية توجه اليه الولايات المتحدة تهمة المساهمة في ظاهرة العداء لأمريكا فهو المجتمع السعودي، وتحديدا مؤسسته الدينية وليس الحكومة، رغم العلاقة المفصلية بين مؤسستي الحكم والدين في السعودية.
الامر الثاني الذي منع الولايات المتحدة من ادراج اسم السعودية في محور الشر هو حساباتها الستراتيجية، وخاصة العسكرية والنفطية، ولذلك عملت الولايات المتحدة على تقليص اعتمادها الستراتيجي على السعودية، وذلك من خلال نقل قواعدها العسكرية الرئيسية الى قطر، اما الجانب النفطي فهي تعمل من خلال وجودها في العراق واعادة صياغة القطاع النفطي فيه على تحرير نفسها من الاعتماد على النفط السعودي.
تدرك الولايات المتحدة أن السلوك المتشدد لبعض الجماعات افلتت من سيطرة المؤسسات الأمنية السعودية، كما إن هذا الفكر وجد له ركائز داخل المجتمع تمده بالمال والأفراد والتسهيلات بطريقة تفوق الملاحقة التي تقوم بها الاجهزة الامنية السعودية، بمعنى ان ما تواجهه الولايات المتحدة في السعودية يختلف عما واجهته وتواجهه في العراق وايران وكوريا الشمالية، لأن هذه دول يمكن اسقاط انظمتها او الاتفاق معها او الدخول في محادثات لتقليص فجوة الخلاف، كما ان هذه الدول لا تملك ما تملكه الجماعات المتشددة في السعودية من قدرة على الحركة والتمدد بل والدخول الى المدن الامريكية نفسها، وما دامت هذه دول فأنها تتحرك وفق مصالح، في حين تتحرك جماعات التشدد بسبب العداء الفكري والرغبة في فرض الهيمنة والافكار بدون حساب للخسائر.
لا تقل درجة العداء بين الولايات المتحدة وجماعات التشدد ومن يدعمها عما هي عليه درجة العداء بين الولايات المتحدة وانظمة الدول التي وردت في قائمة محور الشر، بل ان لجماعات التشدد اولوية في هذا العداء لأنها تملك الرغبة في التمدد العالمي مدعومة برؤوس اموال وتنظيم قوي والاهم بفكر جديد، لم يمر بما مرت به التوجهات الفكرية الإسلامية الأخرى التي تحولت الى مذاهب تقنع بالفقه والأصول دون الطموح إلى حكم العالم كما يرغب ويخطط زعماء الوهابية في المنطقة والعالم.
شكل وطبيعة المواجهة بين الولايات المتحدة والسعودية لم يتبلورا بعد بسبب التعقيدات التي ذكرناها لكن المواجهة أمر شبه حتمي لذلك اعتبرت السعودية أن الفشل الأمريكي في العراق قد يؤجل هذه المواجهة أو يلغيها، واعتبرت العراق خط دفاعها الأول، ولذلك أيضا تتردد السعودية في التعاون مع الحكومة العراقية لمواجهة الإرهاب أو إيقاف تدفق الإرهابيين والأموال الداعمة لهم وأحيانا كانت هناك تدخلات سلبية مباشرة تمثلت في تصريحات لمسؤولين سعوديين أو لمقربين منهم، بل لم تتوان السعودية عن استقبال الساسة الطامحين للإطاحة بالحكومة العراقية أو بالعملية السياسية برمتها، وفي ملف آخر للمواجهة لم تنخرط السعودية في عملية الضغط الأمريكي على إيران بتداعيات الملف النووي، رغم إن الدور السعودي في العراق كان يبرر ويعمل تحت شعار مواجهة النفوذ الايراني في العراق.
نظام الحكم في السعودية يتردد كثيرا في إجراء الإصلاحات التي تريدها الولايات المتحدة في المؤسستين الدينية والتربوية، لأنه لا يريد فتح مواجهة مع المؤسسات التي تدعمه بشكل تقليدي كما أن النظام الحاكم يعلم إن تداعيات الإصلاحات التي يطالب بها الأمريكان ستقود آجلا أو عاجلا إلى إحداث تغييرات في المؤسسة السياسية وهذا ما يعارضه الكثيرون من أبناء الأسرة الحاكمة لأنه سيضر بمصالحهم، إنها تكاد تكون حلقة مفرغة أمام السعوديين، وهي لا تقل عن ذلك تعقيدا في نظر الأمريكان الذين لا يريدون إثارة المشاكل في السعودية قبل أن يستقر الوضع في العراق، لأسباب عسكرية ونفطية.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق
- المالكي ليس هو المشكلة
- السلطة الأنثوية
- احتكار ثقافي
- فوضى السلاح
- قلق في الجوار
- الحلقة الاقتصادية المفرغة
- الساعة الامريكية
- تحولات النص المقدس
- (تدوين الفوضى (فعالية النص وانكتابية المجتمع
- حمى الرئاسة
- حالة ضعف
- قسوة
- سياسة الصوت العالي
- الحكم الثلاثي
- سلاح الانقلابات


المزيد.....




- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...
- استئناف حركة المرور بين تونس وليبيا بعد غلق المعبر لإجراءات ...
- -استعدادات الصين العسكرية لمواجهة الغرب-.. فيديو متداول يثير ...
- الكرملين يرفض زعم أرملة نافالني بموته مقتولا
- أوباما في لندن بزيارة مفاجئة ويلتقي سوناك في -داونينغ ستريت- ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - السعودية هدف أيضا