أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - لماذا يتشاجر خطباء الجمعة مع المصلين ...؟














المزيد.....

لماذا يتشاجر خطباء الجمعة مع المصلين ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 12:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كالعادة ومنذ مئات السنين يبدأ الخطيب بهدوء نسبي ثم يتدرج صعوداً حتى الذروة مهددً متوعداً بعذاب جهنم التي وقودها من الأجساد البشرية لأن الله لم يهديها إلى الإيمان .. وقد تصل بالخطيب إلى حد البكاء وإبكاء المصلين ثم ينزل رويداً رويداً إلى مثل مابدأ ثم يعود ويرتفع بالتنديد والتهديد والويل والثبور ليلعب بمشاعر المصلين وإلهاب أحاسيسهم ثم يرفع يديه داعياً على الكفرة والكافرين والكل يردد بآلية واحدة ... آمين .. أللهم اقضي عليهم ... أمين .. أللهم شتت شملهم ... آمين ... أللهم إجعل كيدهم في نحرهم ...آمين ...إلخ .... آمين وآمين ... ليخرج المصلون ليفاجؤا بسيل من طلبات التبرع للمسجد وترميمه أو لبناء مسجد أو أو ... ؟
قديما لم يكن هناك مكبر للصوت وكان الخطيب مضطراً أن يرفع صوته إلى أعلى درجاته ليسمعه الجميع ولكن اليوم وأمام مكبر الصوت الذي يجعل للهمسة دوياً لماذا استمر الشيوخ والخطباء بالصراخ وكأن مكبر الصوت غير موجود ، أم انها عادة أدمنوا عليها ...!
ان شكل ومضمون الخطاب الديني والسياسي العربي والإسلامي لم يتغير منذ 1400 سنة وكلاهما يدعوان إلى عبادة الله للأول وإطاعة ولي الأمر للثاني وذلك تحت طائلة سيل من التهديدات المفعمة بالتعذيب والحرق والشوي وقليل من الترغيب مع تمجيد الخالق وتعظيم القائد ولى الأمر الدنيوي إلى درجة أكثر من عبادة الخالق لأن الأول أي الإله يوعد ويتهدد و بينما القائد الدنيوي يقرن تهديده بالتنفيذ الفوري جلداً وحرقاً وذبحاً محتجاً بالله الخالق وانّه يعمل بمشيئته وتتكرر خطبة الحجاج حتى يومنا هذا .. ياأهل العراق ... ياأهل الكفر والنفاق .. إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها .. انه خطاب تهديدي وتنفيذي في آن واحد لم يزل حتى يومنا يتكرر ولكن بأشكال مختلفة مغلفة بالديمقراطية والعدالة والإنسانية ..
والسؤال كيف يمكن أن يتبدل شكل ومضمون هذا الخطاب الهجومي والتهديدي والشعوب العربية والإسلامية مازالت تجتر تعاليم سلفية مفعمة بكراهية الآخرين وتعظيم أنفسهم وبمنطق القوة وتحدي العالم وهم في نقطة الصفر من كل ما يعطي القوة للشعوب ، ان احتلال المسجد الأحمر من قبل من يدّعون انهم يمثلون إسلام العالم ويخزنون الأسلحة ويتمترسون بالنساء والأطفال ويغررون بطلبة يافعين ليكونوا وقوداً لأفكارهم الهشة وعن طريق تلك الأفكار الحاقدة يريدون تبديل العالم وتكريس سياستهم السلفية ومن مسجد واحد بعد أن حولوه إلى قلعة من الأسلحة والذخائر ... كيف سيكون شكل الخطاب ومضمونه مع واقعٍ مرٍ وأليم ومع جائحة ثقافية تخلفية تحجر العقول وتبلد الأحاسيس وتضخم تلك الأنا التي لن تضاهيها أنا أخرى مهما عظمت .. لأنه إيمان أعمى يسير الجسد بدون أي فكرٍ متجدد .. انه إفراز طالباني من مقعد الدراسة والقلم والكراس إلى الخندق والبندقية وأوامر الحرب والقتال .. وأمراء الحرب لايملكون سوى الأموال المشكوك بها تغدق عليهم ومن أسلحة غربية يحاربون بها الغرب .. ان هؤلاء من جند وقادة لا يملكون سوى ذاتهم وتعاليمهم الروحية فقط وأما كل ما هو مادي فهو من صنع الكفرة والملحدين الأجانب ابتداءً من حبة الدواء ومعقم الجرح ومروراً بألبستهم التي تؤسسها معامل أجنبية الصنع إلى البندقية التي يحاربون بها إلى ورق مصاحفهم والحبر الذي يطبع به هو من إنتاج الكفرة أيضاً ...؟
كيف يمكن أن يتطور الخطاب السياسي العربي ولم يزل الحكم فيه وراثياً والديمقراطية زياً سياسياً منمقاً يواجهون به العالم المتحضر ... كيف يمكن أن يتطور الخطاب الديني وآلاف من شيوخ مقلدين بلقب الدكترة يعتاشون من مخلفات ثقافية سلفية ويحتلون مراكز حساسة في ثورة إفتائية مخجلة ويدعون إلى الجهاد للأخرين فقط أما أولادهم معصومون بل يستثنون من فريضة الجهاد لأنها من نصيب الفقراء والمعدمين فقط .. أم أن خطاب الحجاج وأمثاله هو الخطاب المثالي لمثل هذا الوضع العربي والإسلامي غير المريح ...؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقول يافعة في حمى صراع الدين الواحد وكراهية الأديان الأخرى . ...
- (3) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- فوضى الزيادة السكانية العشوائية من أخطر ما يواجهه هذا الكوكب ...
- (2) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- الأحمر مسجد أم مدرسة أم ما هو أخطر ...؟!
- (1) .. شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد ...
- ماذا بعد أن حرّرت حماس ألن جونستون ...؟
- الصديق محمد الرديني ... أنصحك البقاء في الجنّة ...؟
- ومن الفتاوى مايسيء إلى الإسلام والمسلمين ..؟
- .. أما آن لهذا الشاب النبيل أن يتحرر ...؟
- لماذا يخجل الفقهاء من تاريخهم الإسلامي ..؟
- ...؟حوارات الاتجاه المعاكس مهازل لا تواكب العصرنة
- العلمانية وضوابط الديمقراطية ....؟
- ديمقراطية حماس .....؟
- بعد لدغة حماس ، ماذا تنفع اتهامات الحيّة ..؟!
- ماذا ستنفع اتهامات الحيّة من بعد لدغة حماس ...؟!
- النساء الشرقيات يخضعن للإذلال بمشيئتهن ..ورفضن المساواة ؟*
- (3-6) مشكلة المغيّبات ..؟
- (2-6) مشكلة المغيّبات ...؟
- غزّستان تحرّرت .. ألله أكبر .. هلهلوا يا عربان ..؟


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - لماذا يتشاجر خطباء الجمعة مع المصلين ...؟