أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - الضرورة الموضوعية لتلاحم جميع اشكال مقاومة الاحتلال














المزيد.....

الضرورة الموضوعية لتلاحم جميع اشكال مقاومة الاحتلال


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نهضت المقاومة العراقية الباسلة منذ اليوم الاول للاحتلال بمهام تاريخية متعددة وفي مقدمتها اثبات الحقيقة التاريخية: لايمكن لاعداء البشرية بكل اسلحتهم وادواتهم، قتل السليقة الثورية للشعوب . ان نصف قرن من الخطط الامبريالية بدءا بانقلاب شباط/1963 الفاشي وصولا الى الاحتلال المباشر من تقتيل وتدمير واعطاب للبشر والبيئة وشراء للضمائر وتشويه للسايكولوجيا الاجتماعية والتضليل الايديولوجي وتدمير للاسس التربوية والمؤسسات الثقافية والمنظمات السياسية والاجتماعية فشلت في قتل السليقة الثورية للشعب العراقي. وتشكلت عفويا فرق المقاومة المسلحة لقوات الاحتلال منذ اليوم الاول للاحتلال من بين صفوف القوات المسلحة التي عملت قوات الاحتلال واداتها النظام الدكتاتوري على إذلالها بكل الوسائل والاساليب . فانطلقت لتقتحم السماء وهي مدركة لجبروت عدوها وهول المخاطر التي تواجهها . فاثارت رعب قوات الاحتلال وجنونها ، وجاءت معركة مطار بغداد لتسجل واحدة من افضع جرائم الامبريالية الامريكية بحق البشرية باستخدامها القنبلة الهايدروجينية المحرمة دوليا التي تبيد في محيط تأثيرها كل اشكال الحياة فقط، فحولت بلحظات اجساد عشرات الالاف من الجنود العراقيين الى رماد !!
ورغم ذلك استمرت المقاومة بل وتطورت بتقديمها البديل الوحيد الذي تركته ممارسات قوات الاحتلال وادواتها من وسائل واساليب لتركيع شعبنا. و جعلت ارض العراق من شماله الى جنوبه، تلتهب تحت اقدام جنوده ، وكبدته الاف التضحيات ومليارات الخسائر الامر الذي اثار الشعب الامريكي وطور مطالبته بسحب القوات من العراق الى سحب الثقة بالادارة. وارغمت قوات الاحتلال على الكشف عن زيف كل ادعاءاته بالديموقراطية وحقوق الانسان فاثارت الراي العام العالمي ضدها . والاهم من كل ذلك طرحت المقاومة البديل الوحيد لما يعانيه كل فرد عراقي بغض النظر عن انتمائه القومي او الديني او الطائفي، من تهديد بالموت المجاني بابشع اشكال القتل القديمة والمبتكرة، في كل لحظة واينما كان . دع عنك حياة الذل والتعذيب والحرمان، كالركض وراء لقمة العيش مع فقدان فرص العمل والحرمان من لحظة امن واستقرار عن أي فرد من افراد العائلة وتعذيب الحرمان من الكهرباء والوقود وما يعنيه من معاناة الحر صيفا والبرد شتاء.
نعم انها طرحت البديل لالاف الشبيبة التي لايمكن ان ترضخ لمثل هذه العبودية التي يعيشها الشعب العراقي في ظل الاحتلال فشكلت مختلف اشكال فرق المقاومة . واصبحت بحاجة ماسة الى التنسيق فيما بينها على الاقل والى تطوير وسائل واساليب كفاحها لاسيما وان قوات الاحتلال لم تترك وسيلة لاختراقها دع عنك تشويه سمعتها. واخيرا بادرت بعض فصائل المقاومة الى اقامة جبهة موحدة لها وتشكيل مكتب سياسي واعلنت عن اهدافها بشكل صائب وهي : اولا تحرير العراق من القوات الاجنبية . وثانيا رفض التعاون مع الاحزاب التي تشارك في المؤسسات السياسية التي اقامها الاحتلال. وثالثا اعتبار كل القرارات والاتفاقيات التي ابرمت على يد قوات الاحتلال والحكومات العراقية التي شكلت في عهده باطلة لاغية. واكدوا ادانتهم للقتل الطائفي والتفجيرات الانتحارية التي تستهدف المدنيين. ودعى مكتبهم السياسي الدول العربية لتأمين وجود سياسي دائم لهم في الخارج . كما ابدوا استعدادهم للتفاوض مع الامريكان في حالة حدوث انسحاب مبكر. بهدف تشكيل حكومة كفاءات "تكنوقراط" ريثما التمكن من اجراء انتخابات حرة. كما اشاروا الى ان المقاومة السلمية لاتحرر العراق.
لاشك ان هذه الجبهة وبرنامجها يشكل نقلة نوعية للمقاومة العراقية وتطور ايجابي رائع ، جاء ثمرة تضحيات جسام واستمرارية مذهله للاعداء قبل الاصدقاء رغم افتقاره لاخذ تجارب شعبنا وشعوب المنطقة في عصرنا وفي مقدمتها التنبه لمناورات العدو الرئيس : قوات الاحتلال بما فيها استعدادهم للحوار والحديث عن انسحاب مبكر . فالصراعات في الكونغريس الامريكي بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري لا ترمي حقيقة الى الانسحاب الفعلي من العراق فكلاهما لا يفرطان بالهيمنة على العراق ونفطه والاختلاف فقط في الوسائل. واقصى ما يمكن ان يؤدي هذا الصراع ، الى سحب القوات الامريكية الى قواعدها الجبارة التي اعدتها لبقائها الدائم في العراق وادارة الاحتلال وكل اساليبه الحالية وتطويرها من خلال مئات الالاف من المرتزقة الذين يفوق عددهم الجنود الامريكان، تجندهم وتقودهم شركات امريكية وبريطانية متعاقدة مع وزارة الدفاع الامريكية. فمن السابق لاوانه الحديث عن التفاوض مع الامريكان . والنقطة الثانية: التلاحم الوثيق بين مختلف اشكال مقاومة الاحتلال ، أي التلاحم بين المقاومة الجماهيرية السلمية والمقاومة المسلحة، الذي يضمن تطوير الوعي الجماهيري وتربية الكوادر السياسية والكفاحية التي تمد المقاومة بالدماء الشابة فضلا عن امكانيات دعمها وحمايتها وتزويدها بالمعلومات . وفي معارك معينة مثل مقاومة اقرار قانون النفط فان المقاومة الجماهيرية السلمية وفي طليعتها الطبقة العاملة ولاسيما عمال النفط تلعب دورا كبيرا في حرمان قوات الاحتلال من القانون الذي يمكنها من تحقيق اهم اهدافها اولا ويعوضها عن الخسائر الاقتصادية الانية الفادحة ومن وسائل جديدة لتمزيق صفوف الشعب والمنافسة بين فئاته ومناطقه على اقتسام فضلات عوائد النفط. فلا يمكن للمقاومة المسلحة ان تحقق النصر الحاسم بدون الالتحام والتنسيق مع المقاومة السلمية ولا يمكن في عصرنا انتصار المقاومة السلمية بدون تلاحمها وتنسيقها مع المقاومة المسلحة. ثم لايمكن حماية أي نصر دون تهيئة واستعداد الجماهير لحمايته.
سعاد خيري في 22/7/2007



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة العمالية العراقية هي القيادة السياسية والميدانية للمق ...
- هستريا الهيمنة على النفط العراقي تكشف زيف العملية السياسية و ...
- سيبقى 14/تموز عيدنا الوطني ودروسه منطلقا لتحررنا وكابوسا مرع ...
- مقاومة اقرار قانون النفط والغاز محك وطنية كل فرد وحزب ومنظمة ...
- اصعب امتحانات حياتي
- النضال الجماهيري هو السبيل الوحيد لوحدة القوى السياسية والنق ...
- لنجعل من انطلاقة مقاومة اقرار قانون النفط والغاز انطلاقة شعب ...
- الامبريالية الامريكية تشحذ كل اسلحتها للتبرؤ من جرائمها بعرض ...
- مس بيل جديدة لتحقيق حلم الامبريالية الامريكية في الهيمنة على ...
- في ظل الفوضى المفتعلة مرر مجلس الامن قرار استمرار احتلال الع ...
- رسالة مفتوحة الى سندي شيهان رائدةالشعب الامريكي في النضال ال ...
- الاضراب العام لعمال النفط في البصرة بشير تفجر غضبة شعبنا على ...
- تحلم الامبريالية الامريكية باستعادة شبابها وتضلل البشرية بام ...
- مرة ثانية مع الباحث فؤاد النمري هل انهيار الامبريالية الامري ...
- من اجل ايام عالمية لانقاذ الطفولة العراقية كضمانة لانقاذ الط ...
- اللقاء بين فوكوياما وفؤاد النمري في الدفاع عن الراسمالية وتض ...
- ملاحظات حول المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- لاسبيل لوقف تصاعد وتعدد نكبات الشعوب العربية الا بوحدة وتطور ...
- همجية جريمة قتل دعاء وسيلة لتشويه سمعة الشعب العراقي وتبرير ...
- مسح الذاكرة العراقية الهدف الرئيس من تغيير تاريخ العيد الوطن ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - الضرورة الموضوعية لتلاحم جميع اشكال مقاومة الاحتلال