أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - من يصارع امريكا في العراق ؟















المزيد.....

من يصارع امريكا في العراق ؟


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من مرحلة الفوضى المطبقة الى مرحلة الفوضى المبرمجة ، باتجاه دويلات الطوائف والاعراق ، والدولة التي كان يوما اسمها العراق ، رياح الاحتلال تعصف بالجذور والبذور ، نافخة بالحال وعلى منوال متحرك دوار ، حتى صار ، المنخفض مطب ، فيه تهريب وتسريب وعطب !
النفط مرهون ، والشعب بين مطارد ومهجر ومعذب ومغيب ومسجون ، قواعد غير مرئية ، وعملية سياسية لا تستغني عن الوجود الامريكي لانه ضامن لها وبها استقرار حصته التي لا تعلوعليها حصة وحصص عناصرها !
هكذا فعل الاحتلال وعلى هكذا حال يريد ترتيب اوراق العراق قبل ان ينسحب من امام الانظار، فماذا يرتب ياترى اعداء امريكا في العراق ؟
امريكا تريدها غوغاء طائفية وعرقية ، فماذا يريد العراقيون ؟
امريكا تريدها ثروات مستباحة لها وتريد واجهات عراقية تخدمها فماذا يريد المقاومون ؟
امريكا تريد قواعد مؤثرة باتفاقات ومنافع متبادلة فكيف سيرد الناقمون ؟
امريكا بيديها العصى والجزرة ترغب وترهب وتلعب على التناقضات فبماذا يلعب الرافضون ؟
امريكا تستخدم العراق واهله مطبخا لطبخ ماتريد هنا وهناك فهي تستدعي اعداؤها اليه وتستخدمهم وقودا للطبخ الشرق اوسطي ومن نفطه تطعم نارها المستعرة على نفوط العالمين " من لحم ثوره اطعمه " فماذا يطبخ المتصدون ؟
اسئلة كثيرة وكثيرة ، ومع اختلاف اجوبتها تختلف وتتباين مواقف ومواقع القوى العراقية التي دخلت حضيرة العملية السياسية اوالقوى التي تقاومها ، اضافة الى القوى التي وردت على العراق من الجوار لقتال الامريكان او لمشاغلتهم حيث المجال مفتوح وعلى مصراعيه وبتسهيلات امريكية ، وهنا يلعب الامريكان لعبتهم التي ينفذها ثلاثة منفذين اولهم القوات الرسمية الامريكية وحلفاؤها التي يقدر عددها الفعلي بحوالي 160 الف مقاتل ومعاون ومخابر ، وثانيهم الجيش الخفي "السري " او جيش الظل وهو مكون من تشكيلات المرتزقة الذين يعملون تحت اسم شركات الحماية الخاصة والمهمات الخاصة او القذرة ، وكان قد اهتم بامر استخدامه وتطويره واعتباره رديفا للجيش النظامي دون ان يحسب عليه، وليس لها ما للجيش النظامي من نظام وحقوق ، وعليه ما يوصيه به مقاولوه ايام الحروب انه السيد ديك تشيني ومنذ ولاية بوش الاب ، لقد وصلت اعدادهم ي العراق لاكثر من 100 الف مجند وهم في تزايد مطرد ! ثالثا التشكيلات العراقية المسلحة التي اعدت قبل الغزو ودربت في امريكا وهنغاريا وتم اضافة تشكيلات جديدة لها بعد الغزو وخاصة من عناصرميليشيات البيشمركة والمؤتمر الوطني التابع لاحمد الجلبي واخذت تعمل كقوات رسمية في الجيش العراقي الجديد ولقادتها اجندة امريكية صرفة ، ورغم قلة هؤلاء العددية الا ان تاثيرهم عميق في مجريات الامور على المشهد المضطرب في العراق حيث يحتل اغلبهم مواقع حساسة في اجهزة المخابرات العامة والامن ووزارة الدفاع والداخلية !
اضافة الى استثمار ميداني في تحركات الميليشيات الحكومية والحزبية والطائفية !
لعبة الامريكان تتجسد في جعل البلاد عاجزة عن الاستغناء عن خدماتهم ، فاذا نجحت في جعل كل حارة عراقية تقاتل اخرى فانها ستسيطر على العصب المحرك لكل الحارات ، وهذا ما عملت من اجله نظريا قبل الغزو حيث احتوت اجزاء كبيرة من المعارضة السابقة على اساس طائفي وعرقي وليس على اساس المواطنة العراقية ، وعمليا كان بعد الاحتلال مباشرة ، فكان تشكيل مجلس الحكم ومن ثم الانتخابات والدستور والاستفتاء عليه وكل الاجراءات الاخرى المترتبة على التصنيف الاوطني والساري المفعول بعد الغزو مباشرة وحتى الان ، وكان لتصفية المؤسسات الوطنية التي تتبع نظريا وعمليا للدولة العراقية وليس للسلطة السابقة ـ كالجيش وقوات الامن وحرس الحدود ، والقطاع العام ، واخيرا الثروة النفطية ـ كلها مؤشرات لتكامل مسارات المشروع الامريكي في العراق حيث يعاد صياغة العراق بشكل يتيح للامريكان البقاء فيه اطول فترة ممكنة وبشكل مباشر او غير مباشر كما الحال في افغانستان او كوريا !

هذا ما تريده امريكا فماذا يريد اعداؤها في العراق ؟ :

اعداء امريكا في العراق والذين يصارعوها بكل الاشكال ينقسمون بدورهم الى ثلاثة اقسام رئيسية القسم الاول : هم فصائل سياسية ومسلحة اسلامية وقومية ويسارية عراقية ، كلها تعمل لاهداف وطنية مخلصة وتقاوم المحتلين بكل الاساليب المتاحة وتلتقي اغلبها على طريق تحرير العراق وطرد المحتلين وتصفية عمليته السياسية لتقام محلها عملية سياسية وطنية تفتح الافاق للتنمية المستدامة باستقلال سياسي واقتصادي وشروع ديمقراطي مؤسساتي ينظم العراقيين على اساس هوية ودرجة واحدة هي المواطنة العراقية لاغير ، ومن بين هذه القوى ، الجيش الاسلامي ، كتائب ثورة العشرين ، جيش المجاهدين ،اطراف من التيار الصدري ، و تنظيمات الجيش العراقي ، وتنظيمات مسلحة قومية ، ويسارية وبعثية ، وتتقاطع اهداف هذا القسم الرئيسي في مقاومته وحزمه وبصيرته مع الاقسام الاخرى التي لها اجندة غير اجندته ، ان هذا القسم يشكل امل حقيقي للشعب العراقي في خلاصه من المحتلين وتداعياتهم المدمرة .
القسم الثاني : الجماعات الدينية التكفيرية الواردة على العراق من كل حدب وصوب ، ويطلق على فصائلهم وخاصة جماعة القاعدة بالمقاومة العمياء ، فيهم المتطوعون وفيهم المحترفون القادمون من افغانستان عبر ايران ومن الجزائر والمغرب ومعظم دول المنطقة بما فيها الكويت ، وفي البدأ كانت تنظيمات انصار الاسلام المتواجدة في المناطق الحدودية لشمال العراق مع ايران هي اكثر التنظيمات المتشددة حضورا وكانت تتميز بان لها تغلغل بين اوساط الاهالي في مناطق حلبجة وقرداغ واثبتت الاحداث ان لايران دورا كبيرا في تغذيتهم فاغلب مقراتهم كانت قرب او داخل الحدود العراقية المواجهة لمناطق شمال العراق وحتى وقت قريب كانت مقارهم علنية وبتأييد ايراني مبطن وحتى يتفادوا الاحراج اغلقوا مقارهم العلنية بعد طلب صريح من الطالباني لان اغلب نشاطهم يتركز في مناطق سوران التي تخضع لهيمنة حزبه !
تدريجيا تكونت بؤر قوية للتنظيمات ذات الميول القاعدية والممولة من الخارج وخاصة في المناطق القريبة من الحدود الغربية للعراق مع الاردن وسوريا والسعودية وفي بداية الغزو حصل نوع من التؤمة بين الجماعات العراقية المقاومة والجماعات الجهادية الواردة على الاقضية والنواحي وسط وغرب العراق وكان الكل منهمك في ترتيب اوضاعه لمقارعة الامريكان ومن يساندهم ، وتدريجيا ايضا اخذ المجاهدون الواردون على العراق العمل بشكل انفرادي محاولين فرض نموذجهم على المناطق التي احتضنتهم كمجاهدين لنجدة المقاومين العراقيين والتي لم تحتضنهم لاقتناعها بخلفياتهم اوبما يعتقدوه من تأويل بدعي في معتقدات الاسلام !
ان نماذج تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، والامارة الاسلامية في غرب العراق ، كلها مؤشرات على تخبط الجماعات الجهادية التكفيرية الواردة على العراق ، فهي لم تستطيع تكييف نفسها لتكون سند ومعين للمقاومة العراقية بل برزت لديها نبرة اخضاع الحالة العراقية لما تراه هي مناسب وبعد ذلك حاولت اخضاع الجماعات العراقية لارادتها التي ليس لها مقوم وطني وبعد سياسي باهداف معقولة ومقبولة اجتماعيا وفكريا ودينيا واستراتيجيا ! ومن هنا كانت الخلافات تبرز بين الفينة والاخرى ، وبعد ان صلب عود المقاومة العراقية وتغلغلت في معظم المجالات والمناطق المؤثرة وبعد ان اذاقت المحتلين الامرين ، انحسر نفوذ ومسعى الجهاديين الواردين ، لكن الدعم الخارجي الايراني او والاستخباري العربي والامريكي لم يرد لهم الانكفاء لذلك تزايدت اعداد الواردين وتزايدت امداداتهم فاخذوا يحتكون بالاهالي ويتدخلون بشؤونهم ويحاولون فرض نمط تفكيرهم على مشايخ ووجهاء المناطق التي يتواجدون فيها ، ومن هنا ازدادت مخاطر الانفلات المقاوم المضر بالاهالي وببرنامج وتكتيكات واستراتيجيات المقاومة الوطنية الاصيلة ، لذلك سعت الى تركيز محاولاتها لحصر نشاطات هذه الجماعات المنفلته ودفعها لمقارعة المحتلين دون ان تفرض على الاهالي نمطها وبرنامجها !
وقد نجحت في بعض الاحيان ولم تنجح في الكثير منها ، مما جعل كشف الغطاء عنها بحيث تكون منشغلة بالمحتل اولا ودفعها باتجاهه انجع تكتيك ممكن حتى اشعار اخر ، وهذا ما حصل فعلا ، والامر ذاته لم يسلم من محاولات المرتزقة وعملاء الامريكان لتجيير ما يجري لحسابهم ، لكن المقاومة كانت متنبهة ومستعدة لهذا الاحتمال فكبريات عشائر المناطق الغربية كالدليم والجبور والعبيد ضاقت ذرعا من تصرفات الواردين وافعالهم وطالبت المقاومة بتخليصها من شرور هيمنتهم ، وهنا كان استدراج القوات الحكومية والمساومة المشروعة معها كتكتيك يفيد العشائر ويعزز موقفها امام تجمعات الواردين
ويجعل المقاومة الوطنية طليقة اليد بعملها ضد المحتلين ، لكن بعض المتهافتين وضعفاء النفوس من صغار القوم فهموا الاشارة على انها تغير في الولاء وانقلاب على منهج المقاومة ، وبعضهم كان يسيل لعابه للعروض التي يلوح باغداقها عليهم المحتل الامريكي ـ مناصب سياسية وادارية ، رواتب مجزية لهم ولرجالهم ، تسليح وامدادات ـ حتى قبل الشروع بهذا التوجه بل انها حاولت تسريعه والعمل لجعله هو السائد في المنطقة ، لكن صرامة وحزم فصائل المقاومة حالت دون ذلك !
وقد تعاهدت عشائر الانبار على تشكيل مجلس لها يكون هو المنسق لضبط مناطقها وجعلها غير خاضعة للغرباء ـ الواردين او الامريكان ـ حتى لو اقتضى الامر التفاوض مع الامريكان انفسهم !
نجحت العشائر في تحقيق جزء كبير من هدفها الاول اي مقارعة الواردين لكنها تواجه تعثر في عملية تكييف الوضع الجديد وتسخيره لخدمة المقاومة الوطنية ذاتها وليس العكس ، والسبب الرئيسي هنا هو وجود عناصر خائنة استهوتها اللعبة !
ومنهم ابوريشة وجماعة صغيرة ليس لها حظوة وتريد من الامتيازات التي حصلت عليها من المحتلين ما يوسع حظوتهم ، لكن الامر وكما كان متوقعا انعكس على اصحابه بحيث فروا حتى من ديارهم بلا حظوة تذكر غير حظوة المال !
لقد خاب ضن الامريكان وحكومتهم من ان يكون مجلس الانبار ذراعا لهم بوجه المقاومة فهذا المجلس قد انسحبت منه كل العشائر التي لا تريد تشويه سمعتها واما المتبقون فيه فهم بين نارين لكنهم اقسموا انهم لن يكونوا الا عونا للمقاومة الوطنية ، فهذه العشائر قد صحت على نفسها من استدراج امريكي يريدها ان تكون عملية له وحتى لو تسلحت فسلاحها سيكون سيف ذو حدين ، فلا احد ينقذ الانبار الا مقاومتها وعشائرها من كل معتدي وآثم !
ان تفجير فندق المنصور الذي ادى لمقتل العديد من شيوخ هذا المجلس يؤكد حقيقة ما ذهبنا اليه من ان الامريكان وحكومتهم لا تتوجس بهذه المشايخ الا الريبة !
لقد جذب انتباهي لقاء تلفزيوني كان قد اجراه تلفزيون الفرات التابع للائتلاف الحاكم في العراق مع الشيخ رشيد السلمان احد شيوخ مشايخ الدليم ومن اعضاء المجلس ، حيث كان مقدم البرنامج يلف ويدور ليجعل الشيخ يقول ما تريده المحطة ولم يفعل الشيخ ، فقد اصر في حديثه على ان عشائر الانبار قاتلت من لا يستمع لها ولا يحترم عاداتها وتقاليدها وهي قاتلت الذين يفرضون انفسهم عليها لكنها لا تقاتل المقاومة الوطنية الشريفة ، وقد وضح الشيخ الشاب ان الاحتلال ومن يدس معه لا يستطيعون تفرقة العراقيين طائفيا وقد جرب هذا الطريق قبلهم المستعمر البريطاني ، وقال نحن نمتحن ما يتعهد به الامريكان وحكومة المالكي من انهم يريدون الخير لنا ومن ان الاحتلال سينسحب وقريبا !
فالانبار صاحية مادامت المقاومة بخير وعشائر الانبار وصلاح الدين وديالى هم روافد هامة من روافد تلك المقاومة التي لا تنام حتى تحقق كامل اهدافها .
والقسم الثالث والاخير : تنظيمات ميليشياوية ومخابراتية وعسكرية مختلطة ايرانية عراقية ، اغلبها تابع لجهاز اطلاعات الايراني بالتعاون مع جهازي الحرس الثوري وجيش القدس وهذه التشكيلات كانت لها جذور منذ حرب الخليج الاولى وزاد الاعتماد عليها وتوسيعها بعد اندلاع حرب الخليج الثانية وجرى استخدام المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وفيلق بدر كواجهة عراقية لهذا النشاط اضافة للنشاط الايراني الخاص اي غير المختلط والذي ينفذ اهداف محددة جدا وحساسة وقد تكون اهدافها مثلا تصفية بعض الوجوه الشيعية غير الموالية او بتصفيتها ستحدث تداعيات تستفيد منها ايران وهكذا ، لقد استطاعت هذه التشكيلات دخول العراق والعمل به لتحقيق الاهداف المرسومة لها ايرانيا وتحديدا بعد احتلاله ، وايران مازالت الملجأ الامن لها وهي تتواصل معها تدريبا وتمويلا ، وقد عملت هذه التشكيلات تحت عناوين مختلفة ، منها منظمات مجتمع مدني ، منظمات اغاثية ، جمعيات دينية ،مكاتب ووكالات تجارية ، وبعد ان تحقق الهدف الايراني بان تكون التنظيمات الشيعية التي ترعرت في احضانها هي القوى المهيمنة على الواجهة العراقية للحكم ـ المجلس الاعلى وحزب الدعوة ـ جرى دفعها باتجاه ان تخترق عناصرها كل مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية والامنية والمخابراتية وحتى يتحقق لها ذلك يجب ان لا تكون باي حال من الاحوال بحالة تصادم مع الاحتلال الامريكي وسياسته طالما هي لا تعترض على التغلغل الجاري ، وراحت المخابرات الايرانية تخطط للتغلغل بصفوف التيار الصدري وجيش المهدي في محاولة منها للمراهنة عليه باستخدامه عند الطلب كواجهة تصادم واستنزاف للامريكان ، ويتفرغ فيلق بدر ومن معه من مجندين ايرانيين للسيطرة التدريجية على اجهزة الدولة الحساسة ، ولم تكتفي ايرن بذلك بل لديها نشاط خاص بمنطقة البصرة وهو يتولى مهمات التعامل مع القوات البريطانية عند الطلب وذلك بواسطة فصائل معدودة العدد عالية التدريب ، اضافة لكل هذا فان للقنصليات الايرانية المنتشرة في العراق نشاط يخدم خيوط اللعبة الايرانية في العراق وما استطاع الامريكان كشفه من خلال اعتقال الدبلوماسيين الايرانيين الخمسة في قنصلية اربيل امر يشير الى عمق التغلغل الايراني في العراق الجديد من الشمال الى الجنوب ، وان لهم صلات حتى مع تنظيمات القاعدة وان لهم مسؤولية جنائية على تفجير مراقد لائمة في سامراء !
ايران تؤسس في العراق اذرع طويلة وقوية يمكنها بها ان تصافح الامريكان لحساب مشاريعها الخاصة ـ ملفها النووي ـ او ان تستخدمها ضدهم لو لم تجنح امريكا للسلم معها ، وفي كلا الحالتين فان العراق وشعبه من يدفع الثمن !
ان القسم الثاني والثالث يشكلان خطرا حقيقيا على النضال الوطني العراقي وهما ينغمسان في تشتيت الجهد الشعبي المقاوم ، والاكثر خطورة مكونات القسم الثالث لما تمتازبه من انتهازية وبرغماتية متلونة بالاصباغ الطائفية والعرقية التي هي موضوعيا حليفة للاحتلال في سعيه لتفكيك اللحمة الوطنية وتقسيم الشعب والدولة باجندة احتلالية مزدوجة امريكية ايرانية !

لقد اثبتت تجربة الاربع سنين الماضية ان الطرف الوحيد المؤهل لقلب معادلات المحتلين وعملاؤهم وردع اطماع الايرانيين ومحاولاتهم جعل العراق ساحة لمعاركهم او مساوماتهم مع الامريكان هي المقاومة العراقية بكل اشكالها وعلى راسها المقاومة الشعبية المسلحة وحاضنتها كل حواضر وارياف العراق ، اثبتت التجربة انها الامل الواقعي والموضوعي والوحيد للخلاص من كل الاوبئة التي حلت في العراق ، وتعلمنا كل التجارب انه فقط بوحدتها البرنامجية والميدانية وعلى اساس مشروع للخلاص الوطني الذي لا افق امامه الا بتعميق قاعدتها الشعبية وباستخدام مختلف وسائل الكفاح المتاحة وتأهيل ذاتها بالتفاعل مع حاضتها سياسيا وعسكريا واستنباط حلول واقعية للمعضلات الجديدة مع وضع التصورات التكتيكية والاستراتيجية للمراحل القادمة قبل وبعد التحرير ، تعلمنا التجارب ان كل ذلك مطلوب وجوبا لتحقيق النصر المرتجى ، ان اي منزلق طائفي او عنصري او مناطقي هو عمل اجهاضي لا يستحق منها الا العزل والاستبعاد ، ولا صوت يعلو فوق صوت مقاومة الشعب الوطنية .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ملجأ كبير للأيتام !
- حزب ش ي ع ي بدون هوية وطنية ولا طبقية !
- غزة تحك ظهرها !
- نفس العضّة
- مدارات متشابكة
- يا عمال العراق اتحدوا بوجه محتليكم !
- اهتمام اعلامي رسمي ملفت بذكرى هزيمة حزيران !
- ملاحظة حول عنوان الكتاب الشهري 4 للحوار المتمدن !
- قصائد ارهابية
- المرأة وطن
- الاول من ايارعيد للطبقة المقاومة
- مؤتمرات عراقية للتوطئة الواطئة !
- عدوان -فلسطيني- على غزة !
- الاحتلال يؤسس لنظام الاقطاع النفطي في العراق!
- لا تشيني ديك ولا العراق دجاجة تبيض ذهبا اسود !
- ليس على شرم الشيخ حرج
- حاخامات المنطقة الخضراء يسعون لجعل احياء بغدادغيتوات جديدة
- 9 نيسان يوم كسوف شمس العراق
- تفجير كل جسور العراق لن يصرف ازمة الاحتلال !
- ليلة احتلال بغداد


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - من يصارع امريكا في العراق ؟