أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - الرهاب ( الخوف المرضي )















المزيد.....

الرهاب ( الخوف المرضي )


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 09:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الرهاب ( أو الخوف المرضي ) ترجمة عربية لمصطلح شائع هو
" الفوبيا Phobia " . ومفردة (Phobia) مشتقة من (Phobos) وهو آله الخوف عند الإغريق . وتشير إلى خبرة الخوف المفرطة أو غير المناسبة ، أو الخوف الذي يدفع إلى الهرب . وكان فرويد أول من نشر في عام (1909) موضوعاً بشأنه عن حالة هانس الصغير . والرهاب (الفوبيا) خوف فجائي مفرط من موضوع أو موقف معين . والشخص المصاب به يعرف أن خوفه لا يناسب مصدر الخوف ، ومع ذلك فأنه يفقد السيطرة على الإحساس المفرط بهذا الخوف . وهو يرتبط بمثيرات متعددة ومتنوعة تعمل على إحداث هذا الخوف مثل : أماكن شاهقة ، مناطق مغلقة ، الوحدة ، الناس ، العواصف ، رؤية الدم ، الجراثيم ، المرض ، الحرائق ، والحيوانات .
وللرهاب تعريفات متعددة ، منها :
- هو اضطراب قلق يتصف بخوف مفرط أو غير مناسب .
- هو خوف شديد ومستمر من موضوع أو موقف لا يعد في الواقع مصدراً واضحاً أو بارزاً للخطر. هو خوف من نوع خاص لا يتناسب وحقيقة الموقف ، ولا يوجد تفسير أو سبب واضح له ، وهو أبعد ما يكون عن قدرة الشخص في السيطرة عليه أو تجنبه .
- هو خوف مبالغ فيه ولا يحمل في طياته ما يبرره .
وعليه نقترح التعريف الآتي للرهاب :
"خوف مفرط أو شديد من موضوع أو موقف، يعّد لدى الآخرين عادياً أو طبيعياً، لا يستطيع المصاب به السيطرة عليه بالرغم من معرفته بأن خوفه هذا غير مناسب" .
- التصنيف :
يصنف الرهاب ، على وفق المرشد الطبي النفسي بصورته الرابعة (DSM-IV) ضمن اضطرابات القلق (Anxiety Disorders) التي ترد فيه على النحو الآتي :
1. اضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder) .
2. أضطراب الرهاب (Phobic Disorder) .
3. اضطراب الفزع (Panic Disorder) .
4. اضطراب الوسواس القسري (Obsessive - Compulsive Disorder)
5. اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية
(Post Traumatic Stress Disorder) .
هذا يعني أن الذي يجمع هذه الاضطرابات الخمسة هو : القلق المفرط . ولهذا تعرّف اضطرابات القلق هذه بأنها :
" صنف من الاضطرابات تتصف بمشاعر مفرطة من القلق وتوقع الشر ".
- أنواع الرهاب :
هنالك ثلاثة أنواع رئيسة من الرهاب ، هي :
1. الرهاب البسيط (Simple Phobias) :
ويتضمن خوفا شديداً ولا عقلانياً من شيء محدد أو موقف محدد. وهنالك العشرات منها ، مثل : الفأرة ، العنكبوت ، الماء ، القذارة ، الظلام ، الوحدة .
وللاختصار يمكن تحديدها بأربعة أنماط :
1. نمط الحيوانات : الفأرة ، أبو بريص مثلاً ( تكثر بين الفتيات في المجتمع العراقي ) .
2. نمط البيئة الطبيعية : المرتفعات ، الماء ، العواصف ...
3. نمط الموقف : في طائرة مثلاً .
4. نمط الإصابة أو حقن الدم .
2. الرهاب الاجتماعي (Social Phobias) :
ويمكن تعريفه بأنه خوف دائم وواضح من واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية أو الأداء الاجتماعي . بمعنى آخر هو خوف الفرد من المواقف التي يوجد فيها ناس آخرون . ولا يعني ذلك خوفه من إلحاق الأذى به ، إنما يخاف أن يمعن الآخرون النظر فيه ، فيشعر عندها بالإحراج أو الخجل . ولهذا فهو إذا كان يأكل ورأى الآخرين ينظرون إليه ، فأن الملعقة قد تقع من يده . وإذا كان بيده كوب الشاي فقد ينسكب عليه . ولهذا فأن قلقه المفرط هذا يضعه أمام خيارين ، إما أن يتوقف عن الأكل أو الشرب ، وإما أن يغادر المكان .
والشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف أيضاً من النقد ، أو الظهور أمام الآخرين ، أو ممارسة الرياضة بحضورهم ، او مواجهة الجنس الآخر، .. بل هو يخشى حتى التقاء العيون . وهو إذا تعرض إلى مثل هذه المواقف فأن الشيء الذي سيشغل تفكيره هو خوفه من الفشل أمام الآخرين . ومشكلته أو علّته انه يتوقع حدوث هذا الفشل . ويزداد يقينه بذلك عندما يبدأ وجهه بالاحمرار، وترتعش يداه ، ويتصبب العرق منه ، وتزداد ضربات قلبه . وتعمل هذه الأعراض كلها كما لو كانت جرس إنذار بحصول ما لا يحمد عقباه ، يدفعه إلى أن يغادر الموقف فيتجنب الموقف الاجتماعي بالهرب منه . أما إذا أضطر مجبراً على البقاء فيه ، فأنه سيغض بصره عن الآخرين ، وينظر إلى الأرض أو الفضاء أو أي شيء آخر يشغله عن الآخرين ، ويكون صوته ضعيفاً خافتاً .
3. رهاب المجال (Agora Phobia) :
جاءت هذه التسمية أصلاً من مصطلح إغريقي هو " الخوف من السوق Fear of the Market Place " وأستعملت في عام (1871) لتصف حالة أربعة رجال شعروا بالخوف من مدينة بلازا .
ورهابات المجال هذه لها تأريخ يرتبط بنوبات الفزع أو الذعر أو الهلع (Panic) . فالفرد المصاب برهاب المجال يتجنب الأماكن العامة لأنه يخاف من حرج أن يراه الناس وقد تعرض إلى نوبة فزع . ولهذا فأن الأشخاص من هذا النوع يتجنبون الحفلات أو المناسبات أو الأحداث الرياضية ، أو التسوق ... وفي الحالات المتطرفة منه ، فأن الفرد يبقى حبيس بيته ، ويشعر بالذعر إن فكر في مغادرة البيت لأي سبب كان .
‎هذا يعني أن رهاب المجال يمكن تعريفه بأنه الرهاب المرتبط بالخوف من الأماكن العامة ، بسبب قلق الشخص بأنه سيقع في إحراج شديد إذا خرج إلى أماكن عامة وتعرض لنوبة فزع . وتعني نوبة الفزع الخوف الشديد من الموت أو ما يفقد الإنسان عقله ، تتحدد أعراضها بزيادة في ضربات القلب ، التعّرق ، الارتجاف ، ضيق التنفس ، وتصل في الحالات المتطرفة إلى خوف الفرد من الانفصال عن جسمه .
هذا ويرى بعض الباحثين أن رهاب المجال يمكن أن يحدث بصورة مستقلة عن اضطراب الفزع.
ويعّد رهاب المجال النوع الأكثر انتشارا ، إذ تصل نسبته إلى حوالي (60%) من الرهابات بشكل عام ، ويكون أكثر شيوعاً بين النساء . ومع أن المكان الذي يبعث على الخوف قد يكون مغلقاً : مصعد، نفق ، قطار، حافلة / أو مفتوحاً : ملعب رياضي ، سوق .. فأن ما يجمعها هو أنها : مجالات .
- أسباب الرهاب :
تتنوع النظريات التي حاولت تفسير الرهاب . فالنظريات الدينامية النفسية (والتحليل النفسي) تفسر كل أنواع الرهاب بأنها دفاعات ضد القلق الناجم عن كبت دوافع غير مقبولة . وأن الآلية التي يعمل بها تكون بتحويل موضوع أو موقف مخيف إلى موضوع أو موقف آخر. وأنه بتحويل هذا القلق فأن الفرد يُبقي على أو يحافظ على المصدر الحقيقي اللاشعوري (كما في الطفل هانس الذي حوّل خوفه من أبيه إلى خوفه من الحصان) . فيما ترى النظرية السلوكية أن الرهاب (بجميع أنواعه) هو استجابات متعلمة من مواقف حياتية وأنه يتطور أما بالاشتراط الكلاسيكي (بافلوف) ثم الإجرائي، بخبرة شخصية ، أو بملاحظة آخرين مصابين به .
أما المنظور المعرفي فأن أصحابه يرون أن الرهابيين يمتلكون تحيزات معرفية بشأن تضخيم المثيرات المهددة ، الخارجية أو الداخلية ، أو بسبب اعتقادهم أن تفسيراتهم لما يحدث في أجسامهم غير واقعية . فزيادة في ضربات القلب تعني لهم وجود شيء ما خطأ في القلب ، يزيد من قلقهم ،ويضعهم في دائرة مغلقة على النحو الآتي : (تفسير خاطئ لأحساس جسمي ß قلق ß يزيد من الحالة (اضطراب دقات القلب مثلاً) ß يؤدي إلى فكرة كارثية (الموت مثلاً) ß زيادة في القلق) .
أما النظرية الوراثية البيولوجية فترى أن بعض المصابين بالرهاب يحملون استعدادا بيولوجيا أو وراثياً . وتشير بعض الدراسات إلى وجود عوامل جينية لاسيما في حالات رهاب المجال .
والرأي الأرجح- على ما نرى - أن لكل حالة رهاب أسبابها الخاصة بها ، يمكن أن تصدق في تفسيرها النظرية النفسية أو السلوكية أو المعرفية أو الوراثية . وأن هناك حالات يمكن أن يصدق عليها تفاعل أكثر من سبب . فمن لديه استعداد بيولوجي (جينات) للإصابة بالرهاب ، يكون أكثر تعرضاً للوقوع فيه والمعاناة منه ، إذا عاش في أسرة توجد فيها حالة رهاب ، او أنها تعتمد أساليب تنشئة تساعد على تطور الحالة ، كأن يكون الوالدان قلقين بشكل دائم .



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاضطرابات النفسية الجسمية ( السيكوسوماتك )
- لسيكولوجية الفتنه...قوانين !
- العربي..والهوس بالسلطة
- العرب .. أكثر المجتمعات تعرضا- للاصابه بالشيزوفرينيا
- الحول الإدراكي...في العقل العربي
- أحقا... أننا خير أمّة ؟
- روح فهمّه للديج!
- الهوس والاكتئاب
- الاضطرابات الانشطارية ( التفككية ) أو ( التفارقية )
- فلسفة التعليم العالي في العراق وأهدافه إشكاليات وأفكار
- لو تكاشفتم ...ما تدافنتم !
- الانتحار...أسبابه ... ومشاهير انتحروا
- الانتحار...حوادثه وأساطير عنه وحقائق..-القسم الأول -
- اللهّم عجّرم نساءنا !
- اضطرابات التفكير
- أحول عقل !
- وعلى الحب ...السلام !
- في سيكولوجية الشيخوخة
- فنتازيا
- مذيعون ولكن ....مصيبة !


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - الرهاب ( الخوف المرضي )