أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - طز بالأقلام الجاهزة














المزيد.....

طز بالأقلام الجاهزة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:17
المحور: كتابات ساخرة
    


طز...طز....طز...بالأقلام الجاهزة و...أخ أتفه على كل من يبيع قضيته بكرسي وسلة ورق ومروحة وسكرتيرة من فوق الركبة تلبس ومن تحت الصره تفكر

بلل أصابعي بالندى .....وعلى وجهي خط أسود من كثرة الدموع
ولم يرني أحد أضحك وكلهم رأوني في ذلك اليوم كما رأوا المسيح ,رأوه يبكي ولم يره أحد يضحك .
وبكيت كثيرا والسبب هو الإعلام العربي!
إعلام كئيب وحياه كئيبة ....وسيناريوهات جاهزه وأقلام جاهزة للدفاع عن القرارات وليس من المهم أن تكون صائبة أو مخطئة والأهم من كل ذلك هو أن تكون الأقلام جاهزة وعلى أهبة الإستعداد للتصفيق بحرارة لأي شيء يصدر .
الأقلام الجاهزة تخنقني وأشتم منها رائحة القذارات العربية ورائحة ...النتن والعفن ولا شيء مهم فقط ماهو جاهز والحبر معلق وكأنه جواد و خيل وخيول مسّرجة للدفاع عن كل قرار يصدر .
لا أحب العمل السياسي ولكنني أحب الحرية وصناعتي هي الحرية على حد تعبير -جورجي صاند- أو كما يشار إليها بإسمها الحقيقي _أروور - .
ومشيت ومشيت وأجر خلفي 100 مائة عام من القلق المصيري على أمة مازالت تناقش عن الإشتراكية والحرية وأوروبا تعدت ذلك وهي اليوم تعيش في مجتمعات مدنية ونحن في مجتمعات جامدة كبؤبؤ عين الرؤساء العرب .
والقصة طويلة والحكاية أطول....وأنا وحدي أراقب الأقلام الجاهزة .
ولم أتعود أن أقرأ صحيفة عربية أو محلية صدقوني رغم أنني كثير القراءة إلا أنني لم أعتد طوال حياتي على قراءة الصحف العربية وأفضل عليها قراءة :ول ديورانت وتوينبي وإبن رشد ومارتن هانز لوثر والعقاد وسلامه موسى وطه حسين .....ونزار قباني ...إلخ

هؤلاء وغيرهم الكثير أقلامهم ليست جاهزة وأنا لا أحب الأقلام الجاهزة.

وقد رباتي أبي في صغري على حب الأدب والروايات الروسية وعلوم القرآن وحب الأدب الجاهلي وكنت أعشق الشاعر العربي -الأعشى وكنت أينما خلوت بنفسي أفرأ على نفسي معلقته من البحر البسيط:
ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعا أيها الرجل؟
وهي من أجمل عيون الأدب العربي ولحنها جميل وعليها أغنيات من الأدب الشعبي الأردني :سبل عيونه ومد إيده يحنونه غزال إرقيق وبالمنديل يلفونه
ولما عرفت أن الأعشى هو أول من إتخذ من الشعر مطية للعطايا كرهت الأعشى بقدر كرهي لأصحاب الجاه والوجاهات الجهوية.
وقلت في نفسي:
طز وأخ أتفه على كل من تسول له نفسه أن أصحاب المراكز والسلاطين أكبر من الأدباء والشعراء فعطايا سيف الدولة للمتنبي قد زهقت في يوم وليلة وضحاها وما زالت أشعار المتنبي ظاهرة للعيان ولها تأثير رغم ما بها من وصف كاذب ومبالغة في طرح صفات سيف الدولة .
وأحترم وأجل أنا والناس جميعا أحمد بن حنبل رغم أنني لست متدينا بأي مذهب ولكنني أحترم به ثياته وحياته البسيطة التي ركز بها على علم الحديث وأصوله وكانت الناس تصفق لجلاده ولكن الملايين اليوم من الناس تلعنه وتلعن جلاد مصطفى أمين ومحاكم التفتيش في أوروبا قديما وكل من قمع مثقف أو نال منه بدهاءه وخبثه وسوء طويته وتربيته النشاز وطز على أصحاب الأقلام الجاهزة .
الأقلام الجاهزة اليوم لم تتعلم أنها ستخرج من التاريخ مثلما دخلته وأصحاب الأقلام الحرة وغير الجاهزة اليوم تعلم أنها الخالدة إلى الأبد وسيحترمها حصومها وإن إختلفوا مع أصحابها بالرأي أو تنابزوا بالألقاب.

الأقلام الجاهزة هذا اليوم كثيرة وهم يدافعون عن أي ضحكة تخرج من فم مسؤل أو كشرة أو مزحة أو طرفة أو أي شيء حتى وإن كان لا يعني أي شيء ونلاحظ عن كثب أن أي وزير يصدر عنه إصطلاح او كلمة ما فسرعان ما تتردد أصداؤه في كل الصفحات وما زالت النشرات الإخبارية عندنا تبدأ ب :إفتتح رئيس الوزراء كذا وكذا وقام ....بتوجيه تعليماته إلى كذا وكذا ...وهذا بخلاف النشرات الغربية والأروبية التي تبدأ صفحاتها بأخبار عادية عن رجل الشارع العادي والإنسان العادي لأن أقلام محرريها غير جاهزة على الأطلاق إلا لقضايا الناس العامة .
فطز على النشرات العربية أينما وجهت وجهها وأينما حلت في حلها وترحالها مادام الكتاب العرب لا يعتبرون أن لهم قيمة مثل قيمة النبلاء وأنهم نبلاء وبرجوازيون في عقولهم وأدمغتهم

ألله يابلد المتعبين كيف يثري فيكي الدجاجلة والنصابون وأصحاب الأقلام الجاهزة والغوغاء والزعران والجهّال وكيف يجوع فيكي المثقفون وهم أنبياؤنا ورسل الله والحرية وكيف هي أعمار المثقفين في البلدان العربية قصيرة وكيف يعيش فيكي أصحاب المقام الأول من دعاة إخراج الشياطين والجان من جحورها في دماء البشر ويكتبون الرقي والتعاويذ للسذّج والمخصيين عقليا



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاغية :صلاح الدين الأيوبي
- المثقف السياسي
- عبادة الله
- الشعب: صاحب الجلالة
- العصف الذهني2
- العصف الذهني1
- مجتمعات الملح
- الثقافة القديمة
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي
- في ذكرى موت حبيبتي
- نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي
- التطبيع ألثقافي
- الأديبة ألأردنية رجاء أبو غزالة ونظرية دارون
- المرأة والمفاهيم ألخاطئة
- الخلفاء ألعرب يعشقون ألنساء وكتاب للجاحظ عن ألنساء
- الرئيس لنكولن والرئيس كندي


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - طز بالأقلام الجاهزة