بعد عقدين من الاحتلال الإمبريالي الأمريكي العسكري المباشر والسياسي التعاقدي (9/4/2003-9/4/2023) برهنت الأحداث على صواب رؤية التيار اليساري والوطني الديمقراطي العراقي للتحرير والإنقاذ والتغيير الثوري ..!!!!


جريدة اليسار العراقي
الحوار المتمدن - العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 13:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية     

يعيش شعبنا ووطننا ، مأزقا ً تاريخيا ً ومحنة ً خطيرة وشاملة، متعددة الأوجـه والمستويات، أستهدفت وتستهدف وجودهما ومستقبلهما، كنتيجـة مباشرة للغزو والإحتلال العسكري الأميركي، وما نجم عنـه من تبعات العملية السـياسية البريمرية التي أقيمت على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية، بعد حقبة طويلة وقاسية تحت حكم دكتاتوري فاشي تميز بالقمع والأسـتبداد والمغامرات الحربية الفاشلة وما تبعها من حصار مدمر فرض على الشعب العراقي وليس على ذلك النظام الذي تعمد بدوره محاصرة الشعب وإذلاله .

لقد كان إحتلال بلادنا مشـروعا ً داخلا ً ضمن الإستراتيجية -الأنگلو /أمريكية منذ أمد بعيد ليس له أية علاقة بالأسباب التي أعلنت لشن الحرب عليها وإحتلالها، هدفهم ضمن مخطط معلوم ومدروس سلفاً، في الجوانب الحربية والاجتماعية والاقتصادية، وهو كهدف كان موضوعا ضمن مخططاتهم الحربية الرامية للسيطرة على المنطقة ومنابع النفط فيها .

واليوم 9 نيسان 2023 وبعد عقدين على احتلال العراق وسقوط النظام البعثي الفاشي على يد اسياده الامريكان والتعاون الشامل مع نظام الملالي الايراني العدواني التوسعي وبتواطؤ مع وتركيا والأنظمة العربية الرجعية، قد سقطت الأوهام عن جعل العراق " يابان والمانيا الشرق الاوسط " الذي تراجعت الحياة فيه الى ما يشبه حياة القرون الوسطى.

حيث جُففت أنهاره ودُمر ما تبقى من زراعته وصناعته العليلة نتيجة الفاشية والحروب والحصار ناهيكم عن تدمير الأنظمة الصحية والتعليمية، عراق بلا كهرباء ولا ماء أو غذاء ودواء، اقتصاده نفطي ريعي تنهبه الميليشيات واسيادها الدوليون والاقليميون..

فتفجرت انتفاضة شباب العراق في تشرين 2019 من أجل حرية الوطن وكرامة الشعب رافعين شعار ( نريد وطن) وإذا بهم يواجهون بالحديد والنار والقتل والاختطاف والاغتصاب والإندساس والتخريب والدعاية الكاذبة التحريضية على يد المنظومة العميلة التدميرية الإرهابية الحاكمة ومليشياتها ومافياتها وعصاباتها .. ليسقط اكثر من الف شهيد وثلاثين الف مصاب ناهيكم عن المغيبين والمخطوفين والمعتقلين.

ورغم المآل الذي وصلت اليه انتفاضة تشرين 2019 لعوامل عديدة ( موضوعية وذاتية ) فقد أدت الانتفاضة البطولية بكل فخر دورها وهزت أركان المنظومة العميلة التدميرية الاجرامية اللصوصية الفاسدة..وان جميع اسباب اندلاعها لازالت قائمة بل وازداد الوضع سوءاً…لذلك فالثورة الشعبية تطرق الأبواب .

فالعراق بلد مستباح ومنهوب وقوى السلطة تحكم بالفساد الذي تحول الى منظومة محمية من قبل الحكام واحزابهم كما تستخدم اموال الريع النفطي للثراء غير المشروع والرشى لخلق قاعدة اجتماعية طفيلية من خلال المال السياسي الذي حول الانتخابات البرلمانية من آلية لتحقيق الديمقراطية الى وسيلة للانقضاض عليها.
كما نشهد الدور المتنامي للمليشيات المسلحة التي تسعى لابتلاع الدولة ومؤسساتها وتوسيع نشاطها من المجال العسكري الى السياسي والان اتجهت للنشاطات الاقتصادية.

ناهيكم عن التدخلات الدولية والاقليمية حيث تحول العراق الى ساحة لتصفية الصراعات الاقليمية والدولية وصندوق بريد لتبادل الرسائل بطرق سلمية وعنيفة.

ويبقى العراق على موعد مع تفجر الثورة الشعبية ليس بالشباب الثائر فحسب، وإنما بالعمال والفلاحين والعاطلين والمهمشين الحفاة وعموم الكادحين لإسقاط المنظومة العميلة والحاقها بالنظام البعثي الفاشي في مزبلة التاريخ…ثورة شعبية ستستمد أسمها من لحظة اشتعال شرارة تفجرها.

فكما بشرنا في أذار /2019 بأن الانتفاضة الشعبية تطرق الأبواب ..نثق اليوم ثقة مطلقة بأن الثورة الشعبية تطرق الأبواب…فالغالبية العظمى من الشعب العراقي قد قاطعت هذه المنظومة العميلة الميتة سريرياً.

ولا يدعي التيار اليساري والوطني الديموقراطي العراقي بأنه يمثل ال 86% المقاطعة لانتخابات 2021 أو ال 80% المقاطعة لانتخابات 2018 ولا ساحات انتفاضة تشرين 2019 التي أفقدت المنظومة شرعيتها المزعومة .

وإنما يمثل ثقلاً كبيراً وقوياً مؤثراً في ذلك، سياسياً وجماهيرياً ميدانياً ومعرفياً وتاريخياً.

وما علينا سوى تنظيم صفوف التيار اليساري والوطني الديموقراطي العراقي الموزعة بؤره الثورية في جميع المدن العراقية وتطوير أساليب كفاحه في تعبئة الجماهير لإسقاط منظومة 9 نيسان 2003 العميلة وإلحاقها بالنظام البعثي الفاشي في مزبلة التاريخ..!!

#منتفضون_حتى_النصر
#فإما_النصر_أو_النصر
#المجد_للشهداء
#الموت_للقتلة
#الخزي_والعار_للمرتزقة