أكثر ما يثير السخرية في المواقف من - صلح بكين - بين مملكة آل سعود ونظام ولي الفقيه الايراني..تلك المصفقة فرحاً والمحبطة حزناً..!!


جريدة اليسار العراقي
الحوار المتمدن - العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 12:55
المحور: كتابات ساخرة     

#كلمة_بالقلم_الأحمر:

فالمواقف المصفقة وغالبيتها " مقاومچية " تتناسى طبيعة النظامين المعادية لشعبي البلدين ولشعوب المنطقة وما " صلحهما " سوى نتاج ميزان القوى بينهما على صعيد الحروب والصراعات التي أشعلاها الذي لم يسمح بانتصار أحدهما على الآخر.
مما سمح لفرض إرادة الجناح الإصلاحي في كلا النظامين، إضافة الى ميزان القوى العالمي الآخذ بالرجحان لصالح روسيا والصين على حساب الإمبريالية الأمريكية وحلف الناتو الاستعماري العدواني..
فالصلح بين مملكة آل سعود ونظام ولي الفقيه في إيران لا يغير من طبيعتهما الرجعية الظلامية المعادية للشعوب ومهمة النضال لإسقاطهما..!

أما المواقف المحبطة وغالبيتها متصهينة بما فيها فلول البعث الفاشي والليبرالية الطفيلية، فهي وإن تشترك مع أصحاب المواقف المصفقة في تجاهل الأسباب الذاتية والموضوعية لعقد " صلح بكين " والتي أشرنا إليها أعلاه، فإنها تعيش حالة ردة فعل هيستيرية نتيجة سقوط أوهامها بتواصل الحروب والصراعات بين النظامين الى ما نهاية ليبرر هؤلاء نشاطهم السياسي الطفيلي المأجور على هامشها..!!

فيما أتخذ التيار اليساري والوطني الديموقراطي العراقي موقفاً موضوعياً واقعياً من " صلح بكين " مفاده ( أن ( صلح بكين ) بين ايران والسعودية برعاية جمهورية الصين الشعبية الذي أسهم في تحقيقه الجناح الاصلاحي في النظام الايراني والجناح التغييري في مملكة آل سعود الذي يقوده محمد بن سلمان والمدعوم من قبل الشباب ( نسبتهم 70% من مجموع السكان ) سيوقف 10 سنوات من الحروب والارهاب والقتل والتهجير وتدمير البلدان وضياع الثروات.. وسيضع المنطقة على سكة طريق الحرير للتنمية والتعاون بين الشعوب ..

وبذلك رُكلت الإمبريالية الأمريكية ركلة كبيرة نحو فقدان سيطرتها في المنطقة ..!!

فهل سيمنح ( صلح بكين ) بين ايران تحت ضغط نفوذ الاصلاحيون في السلطة، والسعودية تحت ضغط التغييريون في السلطة، وفي ظل تغير ميزان القوى العالمي لصالح عالم متعدد الأقطاب يلعب القطب الروسي-الصيني فيه دور الداعم لحرية الشعوب واستقلال البلدان وسيادتها.
هل سيمنح شعوب المنطقة التي عانت وتعاني من القمع والظلم والإذلال والحروب العبثية فرصة لإطلاق طاقتها البشرية والتنموية..؟!

هذا ما ستجيب عليه التطورات في الشهور القادمة إرتباطاً بالنصر الروسي المحتم في حرب روسيا-الناتو في أوكرانيا.)