هَوى كلُّ قلبي


محمد يعقوب الهنداوي
الحوار المتمدن - العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 12:05
المحور: الادب والفن     

ماذا يــَـظِنُّ الياسَمِينُ

إذا رأى رَيْحانةً ريّانةً سَكرانةً تَندَسُّ في حضنِ النَدى

الشِعرُ يَنبِضُ من حضورِك كالمِرايا في المِرايا

كالصّدى خللَ الصّدى

يا فَرحَةَ القِدّاحِ في جَذَلِ النّدى



هَوى كلُّ قلبي

لـِـلـُــؤلؤةٍ

وَضَعَ الدّهرُ فيها مَعينَ مَفاخرِهِ

وتَقاطــَـرَ بَينَ يَديها نداءُ الفُصولْ



يُراوِدُها الصُبحُ عن نورِها

والأَغاني

وشَدوُ النُهَيــْــراتِ

في كاحِلَيــْـــها تَصولْ



إذا رَقَصَتْ

رَقَصَ الفَجرُ فيها

سَحائبَ تكتظّ شَوقاً

وَيَـنــْــثالُ في سَلـّـةِ الصُبحِ قَطرُ النّدى

والنجومُ البَـــتولْ



فتـَــأخُذُني نَشوةٌ منكِ

فيكِ

إليك

لأَبــْــصمَ سِرّ اشتهائي على شَفَتَين

هُما البِدءُ

والإِنــْــتـِـهاءْ

هُما العِشقُ

والإشْتــِــهاءْ



هُما الماءُ

والصّمتُ

والفَيءُ

والجُـلــّنارُ

وسِرّ الفناءِ

ومَعــْــنى البـَــقاءْ



هُما مَجــْــدُ قلبي

وأَرْشِفُ مِنْ رَوعةٍ هي عِبقُ الوجودِ

حَبيبي

وأَنهَمِرُ الآنَ مثلَ دموعِ الينابيعِ منكَ

وفيك



أسيلُ طرياً على شَفَتَيك

الى مفرقِ النّحرِ روحي تَميل



فيكَ كُلّ الشّذى

أنتَ نَبعُ الندى

واختلاجُ الأَصيل

وَبَيـْـني وبَيـْـنكَ

عاصِفةُ العطرِ شلـّـتْ لِساني

فكلّ النساءِ اجْتَمَعنَ هنا

بَينَ كفيّ

يقطرنَ خمرَ الخليقةِ فيك



حبيبي

أَسيلُ الى أَصلِ كلّ الينابيعِ

مثلَ حصانٍ جموحٍ

وبينَ المفاتنِ يَكبو

يَفِيءُ الى الصمتِ

يَنبثقُ العِطرُ يَملأُ كلّ الدُنى

وقِنديلُ روحي على ربوةِ الليلِ يَخبو



خاشِعاً في رحابِكَ

أسرجُ كلّ المُنى

شمعةً لحبيبي



أنتَ من قلبي

بقلبي

ولقلبي

يا حبيبي

كلّ قلبي