حَنِين


محمد يعقوب الهنداوي
الحوار المتمدن - العدد: 6515 - 2020 / 3 / 16 - 10:00
المحور: الادب والفن     

أَحِنُّ الى حَفْنَةٍ مِنْ تُرابٍ
أُوَسِّدُ رأْسِي عَلَيْها
وأغْفو
لأَحْلُمَ بالإقحوانِ الذي يَزْدَهِي فوقَ قَبْرِي
وبالنَرجِسِ المُتَفتِّقِ من جَسَدي
يَتَجذّرُ بينَ الضلوعِ التي عَشقَتْ كُلَّ ما تَسْتَطيعُ
وأَغْمَدَ فيها المِــدى
كُلُّ مَنْ يَسْتَطِيعْ

أَحِنُّ الى زَوْرَقٍ من ضَبابٍ يُغلـّـِفُ رُوحي
لِيُغرقَها في مُحيطِ التلاشِي
لِينْبَعَ من سُرَّتِي سلسبيلٌ حَوى كلَّ طيبِ الفُراتِ
وكلَّ اشتهاءِ الحياةِ
وكلَّ انكسارِ اليَتامى

أَحِنُّ الى مَرْمَرِ القبرِ مثل حَنِينِي لأُمّي

بكلِّ اشْتياقِ الطيورِ لأعْشاشِها
أيُّها الليلُ
إني أَحِنُّ إِليكَ لِتَكْتُمَ أسْرارَ رُوحي
وتَفْرشَ بالأنْجُمِ الخابِياتِ جِرُوحِي التي فَغَرَ القَهْرُ أشْداقَها
فَلْتجِيء أيُّها المنقذُ الفّردُ
يا مُنْقِذي الفردُ
يا مُنْقِذي الفردُ
يا مُنْقِذي

كلُّ هذي الجِراحاتِ في مَحْضِ قلبٍ!
ذَليلاً أُطأْطِئ رأْسِي
فَمَوْتي خلاصٌ لِهذا الذي أسْرجَ العُمْرَ قافلةً من شموعٍ لعشقِ الأحبَّةِ
لكنَّهُ ضاعَ في غَيْمةٍ
مِنْ هَباء.

* * *