اشحذوا سكاكينكم ..فالانتخابات قادمة


يونس الخشاب
الحوار المتمدن - العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق     

ان اجراء الانتخابات تحت قوة احتلال اجنبي له تاريخه الطويل ليس ابعده ما كان يجري في فيتنام وخاصة قسمها الجنوبي حيث كانت تسيطر عليه حكومة عميلة موالية لامريكا . اذ جرت في ذلك الجزء من البلاد ما بين 1950 ـ1970 العديد من الانتخابات المزيفة ، لا بل كانت تجري انتخابات في ذروة العمليات العسكرية ضد القسم الشمالي من البلاد ، بينما قوطعت في المناطق التي كان الفيت كونغ يسيطرون عليها . ان الخطر الحقيقي لهذه الانتخابات ليس ببساطة في مدى مصداقيتها فقط ، بل ان خطرها الحقيقي هو في تعميق الازمة العراقية واستخدام الفتنة الطائفية كوقود لحرب اهلية من قبل قوات الاحتلال . حيث ان الهدف الواضح من هذه الانتخابات هو جعل تقسيم العراق على اساس طائفي او عرقي حقيقة على الارض على الجميع الاعتراف بها ، ومن ثم تكريس احتلالها وشرعنته . فالامريكان يعززون من تواجدهم العسكري ، فقد سربت الصحافة العالمية اليوم (25/1 ) ما صرح به " جيمس لوفيلاس " احدالمسؤولين العسكريين الكبار قائلاً ان الجيش الامريكي يتهيأ للاحتفاظ ب ( 120) الف جندي امريكي في العراق خلال عام 2006 وحتى نهايته . كما ان قوات الاحتلال تقدح ذهنها لايجاد وسائل جديدة للحد من عمليات المقاومة احداها هي اللجوء الى " الخيار السلفادوري " ، وهذا النموذج الذي سبق وان اشرف عليه السفير الحالي في العراق " نيغروبونتي " ضد نيكاراغوا يقوم على تشكيل " فرق الموت " وهي قوات عسكرية محلية تستخدمها في شن حرب قذرة ضد مقاومة السكان تتبع اسلوب الاندساس والتجسس . فاحد عساكرهم يقول الى جريدة " النيوزويك " " نحن نخسر ، وباستخدامنا للنموذج السلفادوري
فقد وصلت سمعة البنتاغون الى الحضيض عبر كل تاريخه " . ان مجرد القاء نظرة على بوسترات الدعاية الانتخابية يقنعنا ان معظمها تفوح منها رائحة الطائفية. فالقائمة الكردية تركز على الفوز بكركوك الى جانب مركز عال في الحكومة ، والشيعة لهم قائمتهم ، البعض منهم ينشد الفيدرالية والبعض الاخر يريد نظاماً اسلامياً على غرار النظام الايراني . والادارة الامريكية تعمل على تازيم هذا الوضع بشكل متعمد ومرسوم جيداً ،حيث يقول " تشارلس كراتهامر "في الواشنطن بوست قبل ايام " يجب ان ننظرالى التشظي الطائفي في العراق كاداة مفيدة " .
أيا كانت نتيجة هذه الانتخابات ومدى تمثيلها فانها لا تعكس الارادة الحقيقية للشعب العراقي فيما يخص الاخطار التي تواجه الوطن الا هي مسالة الاحتلال .
فاستطلاعات الراي القليلة التي اجريت تبين ان غالبية الشعب العراقي هم الى خروج المحتلين من ارضه .علينا ان نتذكر دائما ان لا ديمقراطية هناك بدون سيادة حقيقية وحق كامل في تقرير المصير ، والطريقة الوحيدة في اجراء انتخابات حرة وعادلة في بلدنا هي في انسحاب هذا الاحتلال المسخ من ارضنا.