-أنت حطمته ، انه ملكك -


يونس الخشاب
الحوار المتمدن - العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

تنتشر فروع شركة (بارن )، وهي شركة امريكية متخصصة في الاثاث المنزلية في كافة الولايات الامريكية . الغريب في هذه الشركة انها تلتزم بقاعدة عرفت باسمها ( قاعدة شركة بارن للخزفيات ) ، وبموجب هذه القاعدة يلتزم الشخص الذي يتسبب في كسر انية خزفية ،أثناء معاينتها و من دون قصد ، ان يدفع ثمنها .
كان وزير الخارجية الاسبق ، كولن باول ،أول من استخدم هذا المصطلح في سياق دفاعه عن غزو العراق وتبريره لهذا الغزو قبل ان يحدث ، اي قبل عام 2003 ، فقال موجها خطابه الى جورج بوش الابن :
"سوف تكون المالك المفتخر ل 25 مليون من البشر ، ستكون مالكا لكل امالهم ،تطلعاتهم ، مشاكلهم ، سوف تكون مالكا لكل شئ بصورة شخصية "
You are going to be the proud owner of 25 million people, he told the president. You will own all their hopes, aspirations, and problems. You ll own it all. Privately,
غير ان( جورج كيري ) الذي كان كان مرشحا عن الديمقراطيين آنذاك ، استخدم هذا المصطلح ،اي نص هذه القاعدة في مناظرته مع خصمه الجمهوري في الثلاثين من تموز من عام 2004، بعد عام من غزو العراق ، قائلا:
"بكل تاكيد ، فان الحرب هي كارثة ،غير اننا لا نستطيع ان نتوقف الآن ، " انت حطمته ، انت تملكه " يقصد العراق.
في مؤتمره الصحفي في القاهرة ،يوم الاحد 22 من حزيران الحالي ،يقف هذا الجزار المنافق ،يخطب قائلا "ان الولايات المتحدة غير مسؤولة عما يحدث في العراق وانها بذلت الكثير من اجل ان انقاذ الشعب العراقي من الديكتاتور ،ثم تركت الشعب العراقي حرا ليجري انتخابات ديمقراطية ويختار حكامه ، واليوم تحاول انقاذ الشعب العراقي من خطر الارهاب الذي تمثله (داعش ).
الجميع يعرف ان الفتنة الطائفية هي من بركات الاحتلال الامريكي للعراق ، والجميع يعرف ان " بايدن " الذي يطلقون عليه اسم" الغبي" في الولايات المتحدة، هو من يجلس ويراقب عملية تقسيم العراق الى ثلاثة اقسام متناحرة ،متضادة،الى ان يتفكك العراق ويصبح لقمة سائغة للامريكان، لان تقسيم المنطقة الى جيوب وطوائف واقاليم هي احدى اهم استراتيجيات السياسة الامريكية في الشرق الاوسط.
متى يدرك ساسة العراق هذه الحقيقة ؟ برايي انهم يدركونها طبعا ، غير ان مصالحهم المادية هي الاولى بالاهتمام بمصير وطن اسمه العراق .
لذلك سوف نشهد في الايام القليلة القادمة السيناريو الامريكي ولكن تنفيذه بايدي عراقية ، أعمتها الطائفية والمصالح الاقتصادية .تدمير مدن وخراب سدود ، وحرق مصافي ، وتدمير ما تبقى من بنية تحتية ،كل ذ لك غير الكلغة البشرية من قتل وتشريد . لقد وصلت بشائر المستشارون العسكريون الامريكان ، لتنفيذ ما تبقى من فصول اللعبة ، نجحوا في ايقاظ الروح الطائفية والقومية ، واججوا للصراعات القومية والاثنية ، اذن " تحطم الخزف ، غير انه ملكك " يا كيري.
هذه ارض شنعار ايها الاوباش ، نحن لسنا هنودا حمرا سنقاتلكم باظافرنا شبابنا وشيوخنا ، وسنفضح العملاء فردا فردا ، هذه ارض اسمها العراق .