حرب الميليشيات


يونس الخشاب
الحوار المتمدن - العدد: 1213 - 2005 / 5 / 30 - 04:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق     

تصريح وزير الدفاع العراقي ،سعدون الدليمي ، بانه سيبدأ بنشر 40 الفا من القوات العراقية لكي يقفل بغداد باحكام اعتباراً من يوم السبت المصادف 28/5 لكي " يطارد المتمردين " يشي بان الحرب الاهلية ستندلع في الاحياء على نمط الحرب الاهلية اللبنانية . حيث سيقوم بتقسيم بغداد الى قاطعين رئيسيين ، شرقي وغربي ، ومن ثم تقسيم كل قاطع الى الى مناطق اصغر تحت سيطرة هذه القوات . وسيكون هناك ما يقارب من 675 نقطة سيطرة ، هذه هي المرحلة الاولى من الخطة التي سوف تعمم لكي تغطي عموم العراق ، كما سيقوم بانشاء حواجز كونكريتية حول بغداد" مثل السوار حول معصم اليد " كما يزعم الدليمي . اما بيان جبر ، وزير الداخلية ،فقد اضاف ان الهدف من هذه العمليات هو تحويل دور الحكومة من الدفاع الى الهجوم .

قامت الحكومة الامريكية بتأسيس ما هو في واقع الامر ميليشيات مسلحة تعمل تحت امرتها مركزياً لكي تجابه بها حركة المقاومة بنفس الاسلوب وذلك عوضاً عن تدريب الجيش النظامي الذي قامت بانشائه . ويذكر احد الصحفيين الاجانب العاملين في العراق ان سمعة قوات الامن العراقية في الشارع العراقي قد وصلت الى الحضيض خاصة في بغداد وضواحيها ، ويذكر ان ثلاثة اطباء عراقيين يعملون في مستشفيات مختلفة كانوا قد اخبروه ، بمعزل كل منهم عن الآخر ،ان العراقيين يطلقون على ما يسمى بالحرس الوطني اسم "كلاب الامريكان ". ان اطلاق تسميات من مثل " لواء الذيب " على بعض التشكيلات العسكرية يشير بوضوح انها تسميات امريكية من المعاني القبيحة الموحية بهاهذه التسميات في العنف والشراسة .فقد اعتدنا على اطلاق اسماء تاريخية ورموز دينية على القطعات العسكرية . اما اخلاقيات هؤلاء فيكفي ما ذكره احد شهود العيان في منطقة السيدية الواقعة الى الجنوب من بغداد حيث قال انه ما ان انفجرت احدى السيارات المفخخة مؤخراً هناك حتى اصاب الناس الذهول و العجب حينما شاهدوا ما يسمى بالشرطة ينهبون احد مخازن التلفونات المحمولة التي تضررت بفعل الانفجار . ان معظم هذه القوات هي من اللصوص والعديد منهم كانوا من المجرمين الذين اطلق سراحهم صدام حسين من ابو غريب قبل اندلاع الحرب .
ان من حق الشعب العراقي مقاومة الاحتلال بكل السبل والوسائل ، وهو حق ضمنته لهم المواثيق والحقوق الدولية . وقد نجحت هذه المقاومة في تنسيق جهودها رغم تنوعها السياسي .واذا كان يحلو للبعض اتهام هذه المقاومة بالارهاب او انها من فلول صدام فان ما نشرته الكثير من الصحف عن مكوناتها يدحض هذا الادعاء ، فهي الى جانب القوى الدينية تضم شيوعيين سابقين وقوى كانت معادية لصدام حسين اضافة الى القوى القومية.
وطبقا لمجلة " Asia Times " فان الميليشيات المدعومة امريكيا تضم ثلاثة فصائل رئيسية : الفصيل الاول هو قوات البيش مركة الكردية سابقا وقوات بدر سابقا وقوات من حزب البعث القديم وقوات من الجيش العراقي السابق والتي كانت جزءاً من نظام صدام حسين ومن الذين انخرطوا في الجيش الجديد .
ويعتقد بعض المحللين العسكريين بان الامريكان سيستخدموا الميليشيات الكردية والشيعية لقمع المقاومة في وسط وشمال العراق ، بينما ستستعين بقوات البعث السابقة و بقايا الحرس الجمهوري لصدام حسين من الذين انخرطوا في خدمة النظام الجديد لقمع الجماعات الشيعية المناوئة للامريكان في كل من البصرة والجنوب .ان كل هذه الفصائل مسلحة باسلحة خفيفة ومتوسطة ومن اقطار عدة من ضمنها الباكستان ، اما الدفاعات الجوية والاسلحة ذات التقنيات العالية فانها ما زالت بيد الجيش الامريكي وليس هناك ما يشير الى اقتراب تسليمها للعراقيين .
الشعب العراقي يدرك اليوم ما يحاك له ، ويعرف قواعد اللعبة التي تمارسها قوى الاحتلال . بقى ان نفضح اللاعبين كل من موقعه .

يونس الخشاب / كاتب من العراق