الى انظار السادة وزيري العدل وحقوق الانسان المحترمين


يونس الخشاب
الحوار المتمدن - العدد: 1136 - 2005 / 3 / 13 - 10:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق     

قد نختلف في ترجمتنا لما يحصل في بلدنا من احداث ولكننا نتفق على ادانة وشجب تلك الجرائم التي حصدت ارواحاً بريئة وطاهرة في الحلة والموصل. وانا ازعم ان كل تلك الجرائم هي من تخطيط قوى الاحتلال وتنفيذ ايادي عراقية تستفاد من وجوده .ولا احتاج الى كثير جهد لاثبت ان الاطياف العراقية المختلفة اثنياً ودينيا وطائفيا قد استطاعت العيش سوية دون سوابق من تلك التي نشاهدها اليوم ، في حين تعج تقارير الساسة الامريكان في كيفية اللعب على هذا التشظي الديني والطائفي والاستفادة منه لتقليل العمليات العسكرية التي تشن يوميا ضده .فقوى الاحتلال هي المستفيدة وبامتياز من هذه الجرائم البشعة . ومن بين مئات الجرائم التي قام بها الاحتلال ، والتي ترقى الى اعتبارها جرائم حرب بدون ادنى شك ، اخترت ان اقدم لسيادتكما قضيةً هي الاقل وقعاً على رهافة الاعصاب المنهكة. وبما ان المواطن العراقي لا يستطيع مقاضاة قوى الاحتلال في المحاكم الدولية كونه لا يعترف بشرعية محكمة الجناءات الدولية ، وبما ان العدل هو اساس الملك ، كما تعلمنا الشريعة الاسلامية ، وبما ان الثقافة الغربية تقول على لسان الفيلسوف " كانت " ( اذا لم يكن هناك عدلاً فان الحياة لا تستحق ان تعاش ) ، عليه اضع التقرير ادناه تحت انظاركم مطالبا بمقاضاة العراقيين الذين يعملون كقتلة لدى شركة " Custer Butler " مؤكدا لكم ان كافة المعلومات يمكن الحصول عليها من الروابط الموجودة في نهاية المقال .

في الخامس عشر من شهر شباط الماضي أجرت محطة MSNB الامريكية مقابلة صحفية مع اربعة من المستخدمين الذين كانوا قد تعاقدوا مع شركة امنية خاصة وقد قال هؤلاء انهم شاهدوا مدنيين عراقيين ابرياء اطلقت عليهم النار من دون اي سبب ، كل ما اقترفوه من ذنب كان تواجدهم في نفس الشارع اثناء مرور قافلة عسكرية ، بل ان بعضهم دهس
بشاحنة اثناء اختناق مروري في احد شوارع بغداد .هؤلاء الامريكان كانوا يعملون مع شركة "Custer Battler " ، وهي شركة امنية متعاقدة مع البنتاغون لتنفيذ مهام خطرة مثل نقل المؤن والعتاد الى الجيش الامريكي في المدن العراقية . لقد اضطر هؤلاء الى تقديم استقالاتهم وقاموا برفع دعوى الى المدعي العام العسكري متهمين هذه الشركة بارتكاب
جرائم حرب ضد مدنيين عراقيين .ويقول احدهم " ما شاهدناه لا يمكن للمواطن الامريكي قبوله " .
لقد أكد هؤلاء ان مرتزقة امنيين مدججين الى راسهم بالسلاح يعملون في تنفيذ مهام شركة "Custer " ، من بينهم شبان اكراد مدربين بشكل سئ ، ومن الذين يحملون استياءً تاريخياً ضد بقية العراقيين ، قاموا بارهاب السكان المدنيين وباطلاق النار عشوائياً على المارة حينما كانوا في مهمة لحماية قافلة عسكرية وداهسين السيارات التي صادف وقوفها في طريقهم بعد اطلاق النار على من بداخلها .ففي الثامن من شهر تشرين الثاني الماضي واثناء مرور قافلة عسكرية في احد شوارع بغداد قام احد المستخدمين الاكراد باطلاق النار على ركاب كانوا في داخل سيارة حدث ان كانت تقف في طابور السيارات اثناء اختناق مروري . يقول احد هؤلاء الشهود:
"صوب بندقيته من نوع ( AK -47 ) وبدأ باطلاق النار ، اخترقت الرصاصات زجاج نافذة السيارة واصابت الراكب ، وشاهدت ذلك بقدر ما سمحت لي الرؤية ، ولم يعرف بقية الركاب الذين معه من الذي اطلق النار " .
بعد ذلك بقليل صادفت القافلة شابين يافعين يسيران على الطريق ، شاهدنا احدهما يسقط نتيجة اصابته برصاصة اطلقها القناص الذي يجلس ورائي في نفس العربة " كان مجرد شابا صغيرا غير مسلح يسير في طريقه " . وفي اختناق مروري ذكر هؤلاء الشهود ان شاحنة من نوع فورد دهست على مؤخرة سيارة ركاب صغيرة كانت مليئة بالعراقيين ." لقد رأيت مؤخرة السيارة وهي تهبط الى الاسفل " يقول احدهم " كان لا يزال بامكاني رؤية طفلين عراقيين كانا جالسان في مؤخرة السيارة وعيونهم شاخصة الى محاور السيارة وهي تدعسهم " . هنا تسأله المذيعة اذا كان هناك احتمالا ان احد الركاب قد تمكن من النجاة ، فيجيب هذا الشاهد :
" لا ، ليس من المحتمل ذلك ، ليس مما كنت قد شاهدته "
وفي رسالة الكترونية ارسلها احد هؤلاء المستخدمين الى صديق له في البنتاغون يقول فيها " لا اريد ان اكون جزءاً من منظمة تقوم بقتل الاطفال والمدنيين الابرياء عمداً "
لقد قدم هؤلاء الاربعة استقالاتهم بعد تنفيذ مهمة او مهمتين في هذه الشركة لانه كما يقول احدهم " لا اريد ان اكون شاهداً على اية خروقات كهذه ، خروقات يمكن تصنيفها كجرائم حرب "
انا اتسائل اذا كان هؤلاء لايريدون ان يكونوا جزءاً من منظمة تقوم بقتل الاطفال والمدنيين الابرياء عمداً فهل تريدون انتم ؟
هل ستستطيعان النوم بعيون قريرة ؟ انه الدم العراقي .