أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نائل الطوخي - المدير الجديد لمعهد جوتة بالقاهرة، هايكو سيفرس: غياب الماضي الاستعماري لألمانيا يجعلنا نتحرك بلا حساسية















المزيد.....

المدير الجديد لمعهد جوتة بالقاهرة، هايكو سيفرس: غياب الماضي الاستعماري لألمانيا يجعلنا نتحرك بلا حساسية


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 11:21
المحور: مقابلات و حوارات
    


عندما وصلت معهد جوته وجدت هايكو سيفرس المدير الجديد للمعهد يستقبلني خارج مكتبه، بل ويشير لي بالدخول أولا إلي المكتب. وعلي عادة المصريين كررت له الدعوة ليدخل هو. فما كان منه إلا أن قال بالإنجليزية مبتسما: أنت الضيف. وهنا اضطررت للدخول. يحاول سيفرس تلمس التقاليد والثقافة العربية قبل أن يبدأ عمله الجديد في المعهد. لا يتعلق الأمر بتقاليد الضيافة فقط وإنما بالقراءة أكثر عن هذا العالم ومحاولته تعلم العربية، التي يعترف بأنها مازلت غير متقنة تماما حتي هذه اللحظة. برغم هذا، لايبدو أن الحماس ينقصه لكي يبدأ العمل الجدي، ولا حتي فهم ذلك الجزء القصي من العالم، مصر والهند، التي ظل مديرا لمعهد جوتة بها قبل أن ينتقل ليدير المعهد هنا. كان لأخبار الادب معه هذا الحوار بمناسبة توليه منصبه الجديد

كنت في الهند ثم إذا بك تأتي لتدير جوتة في مصر. كيف كان وقع هذا الخبر عليك في البداية؟

كنت قد تقدمت منذ عدة بسنوات بطلب إلي المعهد لكي أعمل في مصر، كان هذا هو اختياري الشخصي برغم هذا فمعلوماتي عن العالم العربي قليلة جدا وأعتقد أنه منطقة معقدة وغير سهلة. أري أن عمل جوتة مهم في الأماكن التي لابد أن يبذل فيها تعارف أكثر مثل جنوب آسيا وشمال أفريقيا. العمل هنا مثير برغم كونه مجهدا ولهذا السبب فأنا أفضل العمل هنا عن العمل في أوروبا. كانت هناك أماكن أخري أحب العمل فيها مثل الهند حيث مكثت تسع سنوات. أما مصر فهي مهمة أيضا لتصحيح الصور المسبقة الموجودة لدي الجانبين، المصري والألماني، هناك ما يسمي الحوار بين العالم الإسلامي وأوروبا، وأنت تعلم أنني قادم من الهند. أنا لا أعتقد أن الفوارق الدينية والثقافية هي الأساس في العلاقات بين هذه البلد وذاك وإنما عدم وجود اتصالات كافية بين العالمين.

ظللت في القاهرة لما يقرب من شهرين قبل أن تتولي فعليا إدارة معهد جوتة كيف حاولت الاقتراب من الثقافة واللغة العربيين خلال هذه الفترة؟

أخذت أتعلم لمدة أربعة أسابيع العربية الفصحي ولستة أسابيع أتعلم العامية ولكنك تري النتيجة، (يبتسم) فأنا حتي الآن مازلت غير قادر علي الحديث معك بالعربية. أتمني أن يتحسن هذا الوضع في المستقبل. أعتقد أن اللغة هامة جدا حتي تستطيع الوصول إلي الآخر. أنا أقرأ كثيرا عن الثقافة هنا، كذلك أركب التاكسي وليس الليموزين، وأحاول الوصول إلي مناطق لا يتواجد بها أوروبيون كثيرون وأحاول خلق اتصال مباشر لي بالناس، كما أتعرف علي الفنانين المصريين،ولكن كل هذا لا يزال صعبا بسبب اللغة. هذا هو أساس الثقافة من وجهة نظري. الحياة اليومية أهم كثيرا في نظري من زيارة المعاهد الثقافية.

وماذا عن المشاريع التي تنوي مواصلتها أو البدء بها في ظل إدارتك الجديدة للمعهد؟

كان هناك تطور ملحوظ للحوار بين العالم العربي والمانيا مؤخرا. أقمنا ورش عملا وعرضنا أفلاما وأقمنا نقاشات وموقعا للشباب، ومباريات كرة القدم للنساء ومؤتمرا لشباب البحر الأبيض المتوسط. في نفس الوقت أحاول تطوير العمل في مكتبة المعهد. أعتقد أيضا أنه مهم جدا الآن محاولة بعث فنانين وأدباء شباب وأفراد في منظمات غير حكومية من مصر إلي ألمانيا ممن لا تسمح إمكاناتهم المادية بالسفر، كذلك أسعي إلي جلب فوتوغرافيين ومسرحيين ألمان إلي هنا لتنمية تيارات الفن الحديث في مصر.

تسعي للتعرف الآن علي الثقافة المصرية بعد الهندية والألمانية التي تنتمي إليها، ما ابرز نقاط الاختلاف والتلاقي التي وجدتها بين تلك الثقافات؟

لاحظ أنك عندما تتحدث عن ثقافة الهندية والمصرية فأنت تتحدث عن الثقافة داخل المدينة. برغم العولمة فالثقافة تركز نفسها في المدن. بالإضافة إلي هذا، فهناك تفاوتات داخلية بين المدن وبعضها. هناك مدن ألمانية مثل برلين وميونيخ وفرانكفورت تحوي تيارات فنية كثيرة بسبب الدعم المادي المقدم للثقافة، ولذا فهي أكثر انفتاحا علي العالم الخارجي من مدن مثل دلهي ومومباي والقاهرة. أنت تعرف أن وجود مناخ دولي في المدينة يسهم في اختراق الصور المسبقة، الفنانون الدوليون مثلا قليلون هنا جدا ولذا فصورة العالم العربي في الخارج ليست ضخمة.

بمناسبة الثقافة والمدينة.. هل يسعي جوتة لأن يمد عمله خارج القاهرة والإسكندرية؟

نحاول فعل هذا. لدينا مسئول ثقافي في أسيوط ونقيم هناك أنشطة متنوعة، هناك أيضا مشروع الأوتوبيس الذي أقمناه وتحرك في مدن مصر بعد أن ضم شبابا ألمانا ومصريين بهدف تقريب اللغة الألمانية للشباب المصريين أنا أتمني أن يمتد عملنا إلي كل مكان ولكن دعنا نكون واقعيين، نحن نحاول الخروج ولكن مقرات جوتة في العالم كله هي في المدن الرئيسية.

أليست هناك مشاريع أخري بنفس طرافة مشروع الأوتوبيس؟

لا ليس هناك. نحن نفكر ولكن ليس هناك بعد. وعودة إلي سؤالك عن التشابهات بين الثقافة الهندية والمصرية فكلا البلدين كان محتلا من قبل بريطانيا، وهذا لا يزال مؤثرا داخليا، حتي علي صعيد المعمار، معهد جوتة نفسه مقام في مصر ولكن فكرته المعمارية هي أوروبية. في الهند يمارس الاحتلال تأثيره لدي الفنانين وأساتذة علم الاجتماع، وكون ألمانيا ليس لها ماض استعماري مع مصر والهند فهذا يسهم في تحركنا بسهولة وبلا حساسية.

ما مظاهر تأثير الاحتلال علي الثقافة الهندية؟

الفن الهندي مثلا تزيد أسعاره بشكل مرعب ومن يشترونه هم أوروبيون، والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هناك هو إلي أي مدي هذا فن هندي خالص وليس أوروبيا مصنوعا خصيصا ليلائم ذوق المشتري الأجنبي. كذلك هناك نقاشات حادة تتم بين الأدباء الذين يكتبون بلغات هندية أو بالإنجليزية. هناك من يتهمونهم هناك بأنهم بعد 60 عاما من انتهاء الاحتلال لا يزالون يكتبون بلغة المحتل حتي يحققوا النجاح في الخارج.

هذا ينطبق علي أرونداتي روي؟

بالطبع، وكارين ديساي التي يتهمونها بمحاولة التقرب للغرب. المشكلة هنا أن من يكتبون بالإنجليزية أكثر نشاطا وحركة حيث يعيشون بين إنجلترا وأمريكا ومتواجدين في الإعلام جيدا. هذا كله غير موجود في مصر، ليس هنا كمن يكتبون بلغات أجنبية. عمارة يعقوبيان مثلا مكتوبة بالعربية ولم تحقق هذا النجاح في ألمانيا إلا بعد أن تمت ترجمتها.

ما هي المشاكل التي واجهتك خلال عملك هنا في جوتة بالقاهرة؟

لم أر أية مشاكل. وإذا كانت هناك مشاكل فهي تمت للطرف الآخر، فبرغم وسائل الاتصال في ألمانيا إلا أننا نجد أن الألمان لا يأتون مصر إلا لزيارة الأهرام والبحر الأحمر، بينما المصريون يراقبون الأوروبيين جيدا سواء في السياسة أو الاقتصاد والموقف من الشرق الأوسط. لذا أعتقد أن العمل هنا في جوتة في القاهرة أفضل كثيرا من العمل في مكتب مصري في ألمانيا علي سبيل المثال.

وبخصوص المشاركة الإسرائيلية في برلمان شباب حوض البحر الأبيض المتوسط. الكثيرون كان لهم اعتراضات عليها. ألا يمثل هذا مشكلة ما؟

في الحوار بين الثقافتين المصرية والألمانية هناك مشاكل سياسية لابد أن يكون لها تأثير علينا. وعندما فكرنا في مشروع برلمان الشباب الأورو متوسطي واجهتنا مشكلة إسرائيل لأنها تنتمي لدور البحر المتوسط فكان الخيار إما أن نشارك وإما أن نمتنع، وفضلنا المشاركة. في النهاية نحن لسنا نشطين سياسيين. وإنما بالعكس، نحن عاملون بالثقافة ونعاني من السياسة دائما من كونها تلقي ظلالها علي الثقافة.




#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بينالي الشارقة: تضميد الواقع بيد وخدشه بالأخرى
- مسعد أبو فجر ورواية البدو: الديكتاتورية أسوأ من الاحتلال
- يوميات الكتاب في أبو ظبي
- في مديح العنصرية: النقاء المطلق لكراهية الآخر
- لمسة من عالم ميت
- جاليري آرت اللوا: محاولة لاختراق مركزية وسط البلد
- الاحداث الكاملة لفيلم روح شاكيد الاسرائيلي
- قضية الأسرى المصريين: جنون الذبح الإسرائيلي
- فيلم بوفور بعد فوزه في مهرجان برلين: العقدة الإسرائيلية من ل ...
- معرض القدس الدولي للكتاب.. بين علامتي تنصيص
- عادل جندي في كتابه:-الحرية في الأسر-.. العجز عن تأويل العالم
- الشاعر بني تسيبار: البلدوزر سلاح ضيوف القدس غير المهذبين
- الفنان الفرنسي ستيفان أويه: هكذا جعلت مارسيل بروست صورا وفرا ...
- محمد اركون: لا يمكن الربط بين الدين و الديمقراطية
- أمريكا اللاتينية: الخيار الغائب في معادلة الشرق والغرب
- الناشرة الفرنسية تريزا كريميزي: في انتظار فتح الباب العربي
- محمد أركون: ماذا نحتاج أكثر من ابن رشد؟
- محاولة جديدة لنسبة الهرم إلى العبرانيين
- سعد الدين ابراهيم يحاضر امام جمعية لمحبي المصريين في اسرائيل ...
- الشاعر المصري عماد فؤاد: في بلجيكا مثلما في إمبابة، الأصولية ...


المزيد.....




- مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري ...
- جواد ظريف يدّعي أن أمريكا تسببت بمقتل الرئيس الإيراني ومرافق ...
- -البدلات غير المرئية- تساعد في إنقاذ العسكريين الروس من المس ...
- -حالة تسبب الضرر-.. بيان من هيئة الغذاء السعودية بشأن المشرو ...
- هل سيؤثر غياب عبد اللهيان على الزخم الإيراني في ملف غزة؟
- منحوتات رملية مبهرة في مهرجان هونديستيد الدنماركي
- غالانت في تسجيل مسرب: لا دولة فلسطينية والأمريكيون يفهمون ذل ...
- مصر.. وزارة الداخلية تكشف واقعة تحرش جديدة داخل سيارة تابعة ...
- -أعطى انطباعا خاطئا بالمساواة-.. برلين -تأسف- لتحرك الجنائية ...
- افتتاح أول -مسجد ذكي- في الأردن


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نائل الطوخي - المدير الجديد لمعهد جوتة بالقاهرة، هايكو سيفرس: غياب الماضي الاستعماري لألمانيا يجعلنا نتحرك بلا حساسية