أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الفقر والجوع والحرمان روافد تصب في حفرة الجريمة والإرهاب














المزيد.....

الفقر والجوع والحرمان روافد تصب في حفرة الجريمة والإرهاب


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7433 - 2022 / 11 / 15 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أم عباس ليس لديها أطفال (عقيمة) تعيش في الريف مع زوجها وبعد وفاة زوجها هاجرت من الريف إلى المدينة فسكنت في بيت مشيد من الطين في (عكد الكرعين) وتعود ملكيته إلى امرأة أرملة اسمها (سويده) وكانت تمارس العمل في حمام للنساء فأصبحت أم عباس التي استأجرت غرفة في البيت تعمل مع (سويده) في الحمام .. كان في ذلك (العكد) نسوة تمارس شوي الخبز في التنور وبيعه إلى الناس من أجل توفير لقمة العيش لهن من خلال شراء الطحين من رجلين يملكان محلات في السوق لبيع الحبوب والطحين يساعدان هذه النسوة بتوفير الطحين لهن بالنسيئة (الدين) وبعد بيع الخبز يدفعن مبلغ الطحين .. وأخذت أم عباس تمارس هذه المهنة في الليل تشوي الخبز ومع الفجر تحمله في صحن من الخزف (طبك) وتذهب به إلى إحدى ساحات مدينة الحلة لبيعه إلى العمال والكادحين الذين يتجمعون في تلك الساحة من أجل العمل.
وفي فجر أحد الأيام خرجت أم عباس ومعها الخبز كعادتها في كل يوم وقع بصرها على طفل ملفوف في قطعة من القماش مرمي على قارعة الطريق ويبكي ويصرخ فأسرعت أم عباس وتناولت الطفل وعادت مع الخبز إلى غرفتها وأخذت تعتني وترعى الطفل وأخذت بعض النسوة في الدار يساعدن أم عباس في رعاية الطفل كما ساعد البعض من أبناء المحلة أم عباس على تسجيله في دائرة النفوس وأطلق عليه اسم (عباس).
ومرت الأيام والسنين وأصبح عباس صبي أخذ يساعد أمه في بيع الخبز في الساحة العامة إلى الناس وبعد فترة من الزمن ماتت أم عباس وأصبح عباس وحيداً ومتشرداً يقوم بجمع قناني المياه الغازية الفارغة من الشوارع والأزقة والدرابين من أجل توفير لقمة العيش له وكان ينام ويقضي الليل على الأرصفة للشوارع أو ينام على إحدى المصاطب في إحدى الحدائق ... وفي إحدى الأيام كان يبحث عن القناني الفارغة فوقع بصره على خاتم (محبس) مرمي على الأرض وكان هذا الخاتم الذهبي قد سقط من كمية من الذهب سرقت من إحدى البيوت .. فتناول عباس الخاتم وحمله وأخذ يسأل الناس عنه فأخبروه أنه من الذهب والذهاب إلى أحد الصاغة وبيعه له .. وكان في ذلك الوقت عندما تحدث سرقة من هذا النوع تبادر الشرطة وتخبر الصاغة عنها فحمل عباس الخاتم وذهب به إلى أحد الصاغة لبيعه والعيش من ثمنه واتفق مع الصائغ على ثمنه وطلب من عباس الجلوس ليأتي له بثمن الخاتم فجلس عباس في المحل وذهب الصائغ وأخبر الشرطة بذلك وجاء مع الصائغ أحد الشرطة وألقى القبض على عباس ووجهة إليه تهمة سرقة الذهب فأنكر ونفى ذلك العمل إلا أن الشرطة استعملت ضده العنف والقسوة التي أدت به إلى الاعتراف بسرقة الذهب ومن شدة التعذيب والعنف كان يكذب على الشرطة ويخبرهم أن السرقة وضعها في حفرة في إحدى البساتين وحينما تذهب الشرطة إلى البستان وتحفر المكان تجده فارغاً وبعد أن عجزت الشرطة من تعذيبه واستعمال العنف معه أحالوه إلى المحكمة التي حكمته بالإعدام شنقاً حتى الموت وشاءت الأقدار والأيام أن تلقي الشرطة القبض على عصابة من اللصوص التي اعترفت على السرقة من الذهب التي اتهم عباس بارتكابها والقيام بها وأطلق سراح عباس من السجن ... فخرج من الشرطة والفرح والسرور تغمر قلبه وحينما حان وقت الظهر شعر بالجوع وشعر بالقلق من أين يأتي بالطعام وهو لا يملك المال وكان يتناوله في السجن وعند المساء أين يذهب لكي ينام وكان ينام في السجن وبعد أن أنهكه الجوع والقلق والسهر والنوم على أرصفة الشوارع فلجأ إلى المطاعم التي أخذت تساعده بتقديم الفضلات من الطعام الذي يتركها الزبائن وفي المساء كان يقضي الليل ينام على إحدى المصاطب في إحدى الحدائق في المدينة.
كانت في الحديقة بالقرب من المصطبة التي بنام عليها عباس شجرة اتفق الإرهابيون أن يجتمعوا بين فترة وأخرى بالقرب منها وقد شاهدوا عباس ينام على المصطبة القريبة منهم فأخذوا يراقبونه واطمأنوا منه بعد أن شعروا وعرفوا أنه من أبناء السبيل الفقراء فاقتربوا منه وتعرفوا على حياته البائسة واتفقوا معه على العمل معهم ويقدمون له المال الكثير وفي البداية أخذوا يكلفونه بوضع العبوات الناسفة في بعض الأمكنة من المدينة تم تطور ذلك إلى العمل معهم حتى ألقي القبض عليه ونفذ فيه حكم الإعدام شنقاً حتى الموت.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير الوضع الأمني يأتي من خلال تسليم السلاح إلى الدولة
- الدولة والإنسان
- شعب العراق أيقونة كالفسيفساء زاهية الألوان منذ أقدم الزمان
- الفاسدون يهربون .. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون أو يشكون من قل ...
- الدول وواجباتها وأزماتها
- المجرب لا يجرب (2)
- الجوع والفقر والبطالة ظاهرة تصب في حفرة الإرهاب والفساد الإد ...
- الشعب العراقي بين مآسي وكوارث الماضي وأمل المستقبل
- إن حكومة السوداني تتعامل بالجزئيات وليس بالكل الذي يصب بمصلح ...
- تنفيذ الوعود معيار مصداقية رئيس الوزراء السوداني
- لماذا قوبلت حكومة السوداني بالتشكيك وعدم الثقة ؟
- على حكومة السوداني إعادة فتح المكاتب الإعلامية في دوائر الدو ...
- لا يجوز أن يشيد ويبنى العراق على حساب جوع وفقر شريحة واسعة م ...
- من واجب حكومة السوداني معالجة جميع السلبيات للحكومات السابقة
- الحكومة المتعثرة وتدوير الوجوه
- رئيس الوزراء محمد السوداني بين التبعية والاستقلالية
- قصة المادة (140) في الدستور العراقي
- المطلوب من السيد مقتدى الصدر تأليف لجنة استشارية لنشاطه السي ...
- الحكم في العراق أصبح مختبر تجارب بين الوزير الصالح والطالح ل ...
- الفاسد فاسد وإن طوقته بالذهب يبقى فاسد


المزيد.....




- شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس
- زاخاروفا تصف قرار برلين بإغلاق قضية مفتش القوات الجوية الألم ...
- مظاهرة داعمة لتل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بعد اتهام جنو ...
- في عين الإعصار ـ تنامي العنف السياسي يهدد الديموقراطية في أ ...
- هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية: تعرض سفينة لأضرار بع ...
- مصر.. أدلى باعترافات صادمة أمام النيابة بعد أن شنق زوجته (صو ...
- لحظة مؤلمة في ماضيك قد تزيد خطر إصابتك لاحقا بمرض خطير
- عقار جديد لإنقاص الوزن يتفوق على حقنة -أوزمبيك- في حرق الدهو ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط مسيرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم ...
- مصدر عسكري: القوات الروسية قصفت مطارا في بولتافا غرب خاركوف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الفقر والجوع والحرمان روافد تصب في حفرة الجريمة والإرهاب