أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حرب الأيام الثلاثة.. تباين أجندات حماس والجهاد















المزيد.....

حرب الأيام الثلاثة.. تباين أجندات حماس والجهاد


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7344 - 2022 / 8 / 18 - 00:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن العدوان الصهيوني على قطاع والتأكيد على استهداف تنظيم الجهاد الإسلامي وبنيته العسكرية وقادته الميدانيين معزولا عن البيان الأمريكي الصهيوني المشترك الذي وقع أثناء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فلسطين المحتلة الذي فيه جاء فيه أن "الأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية مثل... والجهاد الإسلامي في فلسطين" حسب البيان.
الجهاد فقط..!
لكن الاستفراد بحركة الجهاد في توقيته يكشف خفاياه ما نقلته مصادر عبرية عن مسؤولين أمنيين في دولة الاحتلال قولهم إن إعلان وقف إطلاق النار في غزة يمنح فرصة «لا يمكن إضاعتها» لإحراز تقدّم في ملفّ تبادل الأسرى مع «حماس»، خاصة عقب إعطاء الأخيرة إشارات مهمّة في هذا الشأن أخيراً.
ولا شك أن مؤشرات موقف حماس حول عقد صفقة مع كيان الاحتلال قد سبقت ما جرى في الضفة والعدوان على غزة ، ويمكن التقدير في ظل هذا المعطى أن الحرب على غزة مع أن عنوانها هو استهداف حركة الجهاد قد بدأت بالحملة التي ركزت على تنظيم الجهاد في الضفة الغربية وتوجت باعتقال القيادي بسام السعدي. وترافق معها تعزير تواجد قوات الاحتلال في منطقة غلاف غزة. في ظل صمت لافت غير معتاد من قبل مسؤولي حماس السياسيين والعسكريين. والتأكيد الصهيوني على استهداف الجهاد، كانت رسالة إلى حماس التي لا تشعر بالرضا عن نزوع حركة الجهاد نحو ترسيم نفسها قطبا موازيا ومساويا لحركة حماس، في مسألة الصراع مع الكيان الصهيوني لما تعتبره الوجود العسكري الموضوعي لها في غزة الذي يؤهلها لهذا الدور ولتعاونها وتنسيقها مع الفصائل الأخرى في غزة والضفة.

الفخ..!
لكن في النتيجة إن كلا من حماس والجهاد قد وقعا في الفخ بأن وقفت حماس موقف المتفرج والتقطت رسالته الملغومة من أنها مستثناة هذه المرة مما سميت عملية "بزوغ الفجر" التي استهدفت حركة الجهاد، فيما تصورت حركة الجهاد أنها تستطع صياغة معادلات جديدة في الصراع بمعزل عن القوى الأخرى حتى تلك التي شاركتها التصدي للعدوان الصهيوني بهذا القدر أو ذاك التي تجاهلتها تماما، وإنتاج نسخة ثانية من اتفاقات حماس في كيان الاحتلال، التي تعبره رغم العدوان ما يزال ساريا، في تكريس واضح لحالة الانفصام وتقاسم النفوذ ولو المعنوي في إمارة غزة. ولتبقى القوى التي شاركت في استهداف المناطق المحتلة التي أعلنت عنها في بياناتها هي أو نقلتها وسال إعلام مختلفة خارج إطار الصورة ولتتكتفي بدور الـ"كمبارس"، بعد تجاهلها وتجاهل غرفة العمليات المشتركة من قبل حركة الجهاد، التي أعلنت عن خوضها المعركة تحت شعار وحدة الساحات، التي هي فيما يبدو وحدة ساحات حركة الجهاد التي أعادت صياغة مفهوم جديد في معركة الأيام الثلاثة بربط ساحة حركة الجهاد في غزة بساحتها في جنين الذي بدا واضحا وهي تشترط الإفراج السعدي والعواودة دون الانتقاص منهما كمناضلين إلا أن ذلك كشف أن الجهاد تعاملت مع هذه القضية من منطلق "قبيلة الجهاد الإسلامي" وليست كحركة وطنية ضمن المشهد الفلسطيني العام.
لكن إعجاب حركة الجهاد بنحت شعار وحدة الساحات، وفق تلك التجليات التي عبرت عنها الحركة، يضع الجهاد كفاعل مقرر بمفردة بمعزل عن القوى الفلسطينية الأخرى ومنها بالطبع حركة حماس التي تحكم إمارة غزة وأيضا فصائل غرفة العمليات المشتركة التي أُسقطت من قبل حماس والجهاد.
المفارقة أنه ما أن أعلن عن وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحركة الجهاد حتى أقدم الكيان بدء معركة في الضفة استهدف فيها مدينة نابلس وسقط فيها ثلاثة شهداء من حركة فتح، وهو اختبار لصدقية شعار حركة الجهاد حول مفهوم وحدة الساحات، ليتأكد ما سبق قوله من أن الشعار يتعلق بأعضاء الحركة ولا يمكن التعاطي معه كشعار وطني عام. فيما ساحة غزة نفسها غير موحدة، ناهيك أن شعار وحدة الساحات في حد ذاته يعكس وفق مفهوم المخالفة تعددا للساحات، والسؤال لماذا وكيف؟ ثم أليس من الطبيعي أن تكون وحدة الساحات نتاج عمل يعيد الوحدة السياسية والجغرافية التي فجرتها حماس عام 2007، وسيطرتها على غزة وإقامة سلطتها عليها بمعزل عن الضفة الغربية، دون أن نتجاهل في المقابل الحرص الشكلي من قبل السلطة على طي هذه الصفحة السوداء التي جعلت القطاع أسيرا لمشروع حماس السياسي من جانب وغياب جدية السلطة في رام الله من جانب آخر.

ما وراء الأكمة..!
لكن موقف حماس من الحرب هو وفقاً لمعلومات حصلت عليها صحيفة «الأخبار» اللبنانية من مصادر «حمساوية» مطّلعة، بررت (خذلان) حماس لحركة الجهاد في أن الكيان الصهيوني ربط بين دخول «حماس» على خطّ المعركة، وبين «إعادة الأوضاع الإنسانية إلى ما قبل عشر سنوات»، أي إعادة تجفيف المصادر المالية، ومنْع المؤسّسات الدولية من العمل في القطاع، فضلاً عن وقْف المنحة القطرية وسحب تصاريح عمل 15 ألف عامل من غزة، إلى جانب التهديد بمضاعفة مستوى ضرب الأهداف المدنية، ولا سيما الأبراج السكنية والبنى التحتية. وتُدافع تلك المصادر خيار حماس بأن «اختيار إسرائيل توقيت المعركة وتجهيزها لها على النحو الذي صفّرت فيه الأهداف على حدود القطاع البحرية والبرّية، هو ما دفعنا إلى عدم التدخّل للمحافظة على أن لا تتحوّل المعركة إلى حرب شاملة ليست المقاومة متجهّزة لها ولم تخترْ توقيتها، كما أن مبرّرات الجهاد لتصعيد الموقف ليست منطقية».

حماس تناقض نفسها..
لكن حماس عندما تبرر عدم المشاركة بعدم الاستعداد فإنها تناقض خطابها السياسي والإعلامي الذي كان يهدد الصهاينة ويبشر الفلسطينيين بأن سيف القدس مشرع دائما لمواجهة الاحتلال، وأتى توعد زعيم حماس في غزة عندما حذر رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في قطاع غزة يحيى السنوار، في شهر رمضان الماضي، من أن المساس بالمسجد الأقصى ومدينة القدس يعني اندلاع "حرب دينية إقليمية". بل إنه حدد أنهم أعدوا 1111 صاروخا في الرشقة الصاروخية الأولى (نحو إسرائيل)، هذا الخطاب عالي النبرة، الذي بقي "جعجعة دون طحن" بعد أن اقتحم غلاة الصهاينة القدس والأقصى في مسيرتي الأعلام وما يسمى بنزول التوراة،، غير أن ذاك الخطاب الشعبوي الذي هو اساس في ثقافة حماس ساهم في خلق أجواء من فرط الثقة لدى البعض الفلسطيني، ليكتشف هؤلاء بعد ذلك أنهم كانوا ضحية تضليل من حماس.
تفكيك خطاب حماس
لكن لتفكيك خطاب حماس الذي عبر عته السنوار وغيره، يمكن القول إما أن الخطاب يعكس واقعا حقيقيا، وهو في هذه الحالة يكذب ما ذهبت إليه حماس من أن خذلانها الجهاد هو بسبب عدم الاستعداد، وهذا يعني أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد تعمدت خذلان الجهاد وأهل غزة عن سابق إصرار، ولأسباب تتعلق بمصالح حماس كسلطة أمر واقع في غزة، هذا أولا أو أن حماس فعلا غير مستعدة لما تسميها حرب شاملة، فإنها بهذا الاعتراف تنسف كل خطابها ومقولاتها السابقة حول الخطوط الحمراء والتهديد والوعيد للكيان الصهيوني، وتكذب بشكل لا لبس فيه تحذير مسؤولها في غزة، بما يعنيه ذلك من إحباط مضاعف لدى المواطن الفلسطيني، ويضع علامة استفهام حول صدقية خطابها السياسي وماكنتها الإعلامية الخاصة أو الصديقة الراعية لذلك الخطاب الشعبوي ثانيا.
تباين الأجندات
لكن معركة حرب الأيام الثلاثة كشفت تباين أجندات حماس والجهاد مع أنهما في نظر إيران داعمهما الأساس حصانا جر عربة مشروعها السياسي في فلسطين، وهو ما كان القائد العسكري الإيراني غلام رشيد قد كشفه من إن قاسم سليماني قائد فيلق القدس أنشا 6 جيوش خارج الأراضي الإيرانية منها حركة الجهاد هي لـ"الدفاع عن الجمهورية الإسلامية".
ومن ثم يمكن القول إن هذا الخذلان الحمساوي الذي أتي في سياق خذلانها المستمر لجماهير القدس والأقصى، وهو الخذلان الذي ربما تكون له تداعياته اللاحقة في المشهد الفلسطيني الذي مثل فيه موقف حماس السلبي مشاركة للعدوان بشكل أو آخر، وهو الموقف الذي نقدر أن حماس أرادت من خلاله مع ثمنه الباهظ، إرسال رسائل لأطراف إقليمية ودولية وللكيان الصهيوني بأنها مؤهلة لقيادة المشروع الفلسطيني عوض السلطة الشائخة في رام الله. وأنها قادرة على فرض الاستقرار في غزة بعد أن قبلت رشى الكيان الاقتصادية وابتعلت خطابها الذي هددت وتوعدت فيه الكيان الصهيوني طوال فترة ما بعد معركة "سيف القدس" لكنها صمتت صمت القبور عقب خطاب السنوار رمضان الماضي!!.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات -إرهاب الدولة.. حماس.. اللغة المفارقة..!
- -الفيتو-.. أداة للانقسام 1/8
- مشاكسات تهديد بالاغتيال قلق.. !
- ديمومة حق الاعتراض(الفيتو) تضعف الأمم المتحدة 6/6
- الاعتراض(الفيتو) بين حرمان الكثرة ومكافأة القلة 5/6
- عندما تستجدي السلطة الفلسطينية حلا من بايدن.. من تمثل؟!
- حق الاعتراض(الفيتو) بين الفرض والرفض 4/6
- مشاكسات حقوق.. أي إنسان!.. مفردات.. الجعجعة..
- مشاكسات ...تحذير.. !... نار إمارة غزة.. !
- الجذور التاريخية لحق الٍاعتراض(الفيتو) 3/6
- مشاكسات.. توصيف موضوعي.. بايدن.. أنا مسيحي صهيوني..!
- مصطلح حق الاعتراض 2/6
- مشاكسات وقاحة قنصلية أمريكية.. تموضع القاهرة..!
- كولومبيا.. فوز اليسار.. المتغير الاستراتيجي
- حق الاعتراض(الفيتو).. بداية المأزق ( 1/6)
- مشاكسات أي عمالة..!.... ناتو.. الأدوات المحلية..!
- مقاربة في موقف حماس من اجتياحات الأقصى والقدس
- الأمم المتحدة وسيطرة الخمسة الكبار(4)
- الأمم المتحدة وسيطرة الخمسة الكبار(3)
- الأمم المتحدة وسيطرة الخمسة الكبار(2)


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حرب الأيام الثلاثة.. تباين أجندات حماس والجهاد