أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - الفلسفة والدراسات الثقافية؛ علاقة تكاملية














المزيد.....

الفلسفة والدراسات الثقافية؛ علاقة تكاملية


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 7263 - 2022 / 5 / 29 - 10:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان لدي حدسا داخليا بأن الدراسات الثقافية بوصفها نسقا معرفيا جديدا في حقل العلوم الإنسانية بما فيها التاريخ والأدب والسياسية والإعلام واللغة والجغرافيا هي أقرب إلى الفلسفة منها إلى أي علم أخر إذ تتموضع على تخوم العلوم الإنسانية والاجتماعية كلها؛ لا داخلها ولا خارجها على تخومها من منظور تكاملية المعرفة الإنسانية فهي معنية بالبحث في تنويعة واسعة من المشكلات الحيوية البينية منها؛ سوسيولوجيا الفنون والآداب وسوسيولوحيا العلم والتقنية والدراسات النسوية والهجرة والهوية والشباب وثورة الاتصالات والمعلومات والعنف والتطرف والإرهاب وسوسولوجيا اللغة والانثربولوجيا الثقافية وعلاقات الهيمنة والتفاعلية الرمزية والممارسات الحياتية للفاعلين الاجتماعين في مختلف مجالات الحياة وتصوراتهم الكلية عن العالم وعن الحياة والموت والتاريخ والمجتمع وذواتهم والآخرين وأشياء كثيرة أخرى تقع في صلب الثقافة بوصفها " ذلك المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه أو نقوم بعمله أو نمتلكه كأعضاء في المجتمع» بحسب باستيد إذ تنطوي الثقافة بهذا المعنى على ثلاثة عناصر أساسية هي؛ التحيزات الثقافية: التي تشتمل على القيم والمعتقدات المشتركة بين الناس والعلاقات الاجتماعية: التي تشمل على العلاقات الشخصية والرسمية التي تربط الناس بعضهم ببعض وأنماط وأساليب الحياة: وهو الناتج الكلي المركب من التحيزات الثقافية والعلاقات الاجتماعية. ذاك الحدس الداخلي هو الذي حفزني لاقتراح إعادة تأهيل وتنمية قسمنا ؛قسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة عدن تاهليا هيكليا ومنهجيا بحيث يكون قسما للفلسفة والدراسات الثقافية. كنت حينها رئيسا دوريا للقسم عام 2007م. قدمت المقترح مكتوبا في مجلس القسم وتم مناقشته باستفاضة من الزملاء والزميلات اعضاء القسم وتم إقراره ورفعه إلى مجلس الكلية الذي وافق عليه حينها وعملنا برشور بالاسم الجديد وضاع كل شيء في مهب الرياح التي لم تكن مؤاتية للإصلاح الأكاديمي اصلا. تذكرت ذلك وأنا بصدد إنجاز مقالة عن الدراسات الثقافية لنشره في مجلة دولية محترمة. إذ أكتشفت أن الكثير من الموضوعات التي شغلتني خلال السنوات الماضية ومنها؛ سوسيولوجيا العلوم الإنسانية ودراسات المرأة والمجتمع المدني والإعلام الجديد والهجرة والهوية وعلاقات الهيمنة والشباب والقيم في عالم متغير والتاريخ الجديد ومناهجه والأدب والفن ووظائفه معظمها يتمني إلى حقل الدراسات الثقافية والنقد الثقافي. وتؤكد نظرية الثقافة والدراسات الثقافية أن الأدب والفن والكتابة ليس مجرد قصة أو قصيدة أو رواية أو مقالة فكرية أو نقدية نقرأها للمتعة والتسلية ثم نتركها وننساها، بل هي روح الثقافة وسداها والأدباء والكُتَّاب هم ألق المدنية وذاكرتها، والثقافة بوصفها ذلك الكل المركب الذي يشكل تفكيرنا وخيالنا وسلوكنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا تعد الرهان الاستراتيجي لكل تنمية سياسية اجتماعية ممكنة. فضلاً عن كونها مصدراً حيوياً للإبداع والابتكار وتهذيب وتخصيب القيم الأخلاقية والجمالية الإنسانية وتنمية الذوق العامة، وهي مصدر للطاقة والإلهام والتنوع والاختلاف والتسامح ورحابة الأفق والأنوار والتنوير والشعور بالهوية والانتماء .. وغير ذلك من وظائف الثقافة الحيوية وهكذا كانت ومابرحت وظيفة الثقافة في التنمية المستدامة. وإذا "كانت السياسة في كل الأزمان قد جعلت الناس مجانيين أو متوحشين أو بكلمة واحدة فاقدي العقل" كما قال دوبرية في كتابه المهم( نقد العقل السياسي) فإن الفضل الأول يعود للثقافة بوصفها القوة الإبداعية في التاريخ تشتمل على العلم والفن والأدب إذ هي من إعادت لهم عقولهم وجعلتهم متحضرين، بعد صراع مرير عبر التاريخ بين السيف والقلم والعقل والجسد فانتصر العقل والقلم أخيرا كما تروي قصة الحضارة الحديثة والمعاصرة التي كان للثقافة الدور الرئيس في تأسيس مشروعها المنتصر اليوم في العالم أجمع ! وهكذا باتت العلاقة بين السياسة والثقافة شديدة التكامل والتفاعل والتأثير والتأثر فإذا كانت وظيفة السياسة هي تدبير الشأن العام فإن وظيفة الثقافة هي نقل هذا التدبير من القوة الى الإمكان فلا سياسية ممكنة وقابلة للاستقرار والدوام بدون تنمية ثقافية عقلانية مستدامة للإنسان الذي لا يمكن له أن يكون إنساناً بدون التربية والتعليم والثقافة. ولازالت الحاجة إلى فتح أقسام أكاديمية للدراسات الثقافية في الجامعات العربية تزداد إلحاحا في زمننا هذا.



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجديد الفلسفة وفلسفة التجديد
- في التاريخ والذاكرة ووظيفة العقل
- في معنى الحضارة والتحضر
- بريطانيا ظاهرة تستحق الدراسة
- ملاحظات عابرة في الدراسات الثقافية
- في تأمل الزمن والتغيير والمستقبل
- أولفين توفلر في الجمعية الفلسفية المصرية
- العلم والإنسان على مدى خمسين عام
- دوائر التحريم حينما تهسهس اللغة
- تأملات في فلسفة الاحتفال والموتى لا يحتفلون
- دوائر الهوية ومداراتها الثقافية
- فلسفة المستقبل في مؤتمر وكتاب
- المرأة هي رهان المستقبل لانسنة العالم
- موقفان متناقضان من التاريخ أنجبا فكرة المستقبل
- العرب ؛ استئناف الدهشة والشغف الجديد
- محمود السالمي الفنان المؤرخ
- السياسية هي الزمن الذي لا يمر!
- الفلسفة؛ سؤال الكينونة الدائم الحضور
- الذات عينها كآخر في فلسفة التسامح والتضامن
- أحمد برقاوي من نقد الفلسفة إلى فلسفة النقد


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - الفلسفة والدراسات الثقافية؛ علاقة تكاملية