أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موريس صليبا - تساؤلات (4) المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن















المزيد.....

تساؤلات (4) المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن


موريس صليبا

الحوار المتمدن-العدد: 7241 - 2022 / 5 / 7 - 18:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هوبار لومار يسأل: أيّها المسلمون، هل تعرفون حقيقة مكّة والمدينة؟

دائما في إطار هذيان الوهم الإسلامي، فبينما يقدّم التقليد الإسلامي مكّة كمكان للحجّ كان مأهولا منذ زمن بعيد قبل الهجرة ويتوهّمون بأنّ آدم هو الذي بنى الكعبة (!)، تفاجئنا الأبحاث العلميّة الجديدة مشكّكة بوجود هذه المدينة في نفس المكان. كذلك تشكّك هذه الدراسات بوجود "المدينة" التي لم تكن سوى واحة عرفت باسم "يثرب"، أو باسم "مدينة النبيّ" أو "مادينَتا" أو "طابا". والغريب أننا لا نجد إسم "مكّة" ولا "المدينة" على أيّة خارطة جغرافيّة قبل القرن التاسع. كذلك لا توجد أيّة إشارة لهما في المراسلات المتعلّقة بتلك الفترة الزمنيّة، حيث تبرز "الطائف"، و"يثرب" و"خيبر" لدى العديد من زبائن القوافل التجاريّة التي كانت تعبر المنطقة. لم تر هاتان المدينتان النور إلاّ بعد مرور خمسين سنة على الأقلّ على موت محمّد، ومن المحتمل أن تكونا اختراعا جاء مؤخرا لتبرير حاجات الميتولوجيا وأسطورة الوهم الإسلاميّ.
إليكم ما جاء على لسان الباحثة الشهيرة "باتريسيا كرون": "لا نجد أي أثر لإسم "مكّة" لا في اليونانيّة ولا اللاتينيّة ولا السريانيّة ولا الأراميّة ولا القبطيّة ولا في أي نصوص من خارج شبه الجزيرة العربيّة قبل زمن الفتوحات. هذا الصمت مدهش ومؤثّر وبليغ للغاية."
يلاحظ في كل أنحاء أوروبا أن بقايا الآثار القديمة (الأركيولوجيا) ما زالت تزيّن معالم المدن. حتّى في الشرق الأوسط، تبرز مدينة القدس، مهد اليهوديّة والمسيحيّة كمنجم لا ينضب للتنقيب عن الآثار. وفي العالم أجمع يكشف علم الآثار الجويّ ويحدّد أمكنة بقايا الآثار القديمة، حتّى عندما لا يُبحث عنها. أما بالنسبة لمكّة والمدينة، فلا شيء يُذكر. هناك فراغ تام وانعدام لأيّ أثر أركيولوجي أو لأيّ إشارة مرئيّة. فأعمال الحفر فيهما لبناء مشاريع ضخمة لم تبرز شيئا. كما أنّ التصوير الجوّيّ الفائق الدقّة لم يكشف النقاب عن شيء إطلاقا. والغريب أن قادة الإسلام لا يعيرون أيّ اهتمام تاريخي لماضي هاتين المدينتين اللتين يُفترض أن تكونا قد شهدتا ولادة ونشأة وحياة وموت المعبود المؤسس لعقيدتكم. غير أنّ أقبح ما في الأمر هو الحظر المفروض على أيّ تنقيب أركيولوجيّ في هاتين المدينتين.
وإذا تساءلنا: لماذا هذا الحظر؟ يأتي الجواب حالا: لأنّهما مدينتان مقدّستان. ولكن هل نسيتم أن "القدس" هي أيضا مدينة مقدّسة، وقدسيّتها لم تمنع التنقيب الأركيولوجيّ المتواصل فيها؟ إذا، لماذا الخوف في الإسلام لحظر التنقيب الأركيولوجي في مكّة والمدينة؟ هل تخافون من أن يكتشف العالم أنّ الإسلام ليس إلاّ خدعة ووهم جرى اختراعه لتبرير وإخفاء حقيقة تعطّش نفوذ عصابة من الكواسر البشريّة، تختبئ وراء عمليّة استنباط إيديولوجيّة فتّاكة؟ أم أنّكم تخافون من أن تصبح أكاذيب الإسلام أدوات تضليل إضافيّة تغرّر بكم فتخدعكم أكثر فأكثر، أيّها المسلمون؟
في الواقع، ووفق مؤرخين كثر، يحتمل كثيرا أن تكون هذه المغامرة قد بدأت في غرب سوريا وفي فلسطين. لربّما كان موقع مدينة "يثرب" في الشمال، في مكان قريب من سوريا، في بلاد "مَديَن"، حيث قام ملك بلاد ما بين النهرين، "نابونيد"، ببناء هيكل قرب "حرّان" للإله "القمر"، توأم "الله"، إلهكم الوحيد والصنم معبود القرآن.
أما مدينة مكّة فيعود اسمها إلى أصل سرياني يعني بالأراميّة "المدينة السفلى" ويشير في الأصل إلى مدينة "مَديَن" السفلى أو "دمشق" حيث نشأت فكرة القرآن والإسلام. لذلك يتساءل اليوم كثيرا البحّاثة حول واقع هذه المدينة في الجزيرة العربيّة في الفترة التي بدأت فيها الأسطورة المحمّديّة، إذ ليس من مبرّر منطقيّ لقيام مدينة في صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا نبات، خاصّة إن لم تكن واقعة اقتصاديّا على طرق القوافل التجاريّة. فهذا هو السبب الوحيد الذي يمكن أن يبرّر وجودها.
*
لذلك أصبح من البداهة بمكان أن لا يكون تاريخ مكّة إلاّ خدعة كبيرة، كما هو الحال مع كلّ الأمور في الإسلام. فلا عجب إذا كان هذا المخادع قد نجح في فرض نفسه وخدعته في بيئة قرووسطيّة. فهذا أمر فيه نظر. أما عندما يقبل ويتبنّى أناس مثقّفون في القرن الحادي والعشرين هذه الخدعة الخرافيّة الإسلاميّة، فهذا مؤشر انحدار إلى عمق الخبث أو دليل غباء تعصبيّ لا مثيل له. لو سُمح بعمليات تنقيب أثرية، لانكشفت الأمور سريعا. ولكن الحظر عليها ما زال سيّد الموقف خوفا من سقوط الأقنعة، وذلك لأنّ الأرثودكسيّة الإسلامية لا ولن تجرؤ على السماح بمثل هذه المغامرة التي من شأنها القضاء نهائيا على أسطورة عقيدتها. نعم تخشى من ازدراء العالم أجمع بالإسلام بسبب جسامة هذه المهزلة الشيطانيّة المسؤولة عن مئات الملايين من ضحاياها منذ أربعة عشر قرنا. والحبل ما زال على الجرّار، بسبب الإرهاب المستمرّ باسم هذه الخدعة الجهنميّة والدماء التي تُسفك بغزارة كلّ يوم باسم الدفاع عن إله الإسلام "الله أكبر"...
*
أنتم تعلمون والعالم أجمع شاهد على ذلك، ما أن يُكشف في شبه الجزيرة العربيّة عن أيّ مؤشّر أو معلم أركيولوجي أو أدبيّ له علاقة بالفترة الأولى لنشؤ الإسلام أو بالعصور السابقة له، حتّى يتمّ إخفاؤه سريعا بعناية فائقة. فيدمّر أو يُطمس بصفائح من الإسمنت المسلّح. وإذا ما قام بحّاثة غير مسلمين بأبحاث تاريخيّة موضوعيّة عن الإسلام، يستنكرها المسلمون حالا ويحاربونها ويعتبرونها محاولات مختلقة لاحتقار عقيدتكم الإلهيّة المزعومة. لذلك لا يشجّع المسلمون إطلاقا الأبحاث العلميّة عن نشأة الإسلام، بل يهمّشونها أو إذا أمكن الأمر، يفرضون الحظر عليها. هكذا يُلاحظ أن الخبث أو الخداع الإسلاميّ يواجه مشكلة كبيرة مع الحقيقة التاريخيّة التي تسيء له وتنزع عنه القناع. أليست هذه هي الميزة الرئيسيّة لكل التوتاليتاريّات التي تحدّثت عنها بإسهاب"حنّة أراندت" في كتابها "أصول التوتاليتاريّات"؟
*
لم يتوقّف الإسلام إطلاقا عن رفض وتدمير كل ما سبقه. فالأرثودكسيّة الإسلاميّة، سعيا للحفاظ وصيانة عقائدها الفاسدة والمفسدة، لم تتردّد إطلاقا عن الإساءة للتراث الثقافي لكل الحضارات الماضية. هدفها واضح وجليّ. فهي لا تريد إعطاء أيّة فرصة لمواجهة رهيبة بين أسطورة الإسلام والحقيقة التاريخيّة. فتدمير تماثيل بوذا الجبّارة في وادي "باميان" في أفغانستان من قبل تنظيم "طالبان" ليس إلا واحدا من الأحداث العديدة المماثلة التي أقدم عليها الإسلام، والمعبّرة عن هذه الإرادة المستمرّة في محو وتدمير كل أثر غير إسلاميّ في أي أرض يحتلّها أو يستولي عليها الإسلام. أما تنظيم داعش فلم يأت بجديد. فقد واصل هذا النهج الشيطاني في كلّ من سوريا والعراق. فليس من مسؤول آخر غير الإسلام تقع على عاتقه مسؤوليّة التخريب والتدمير والسلب والنهب للتحف الفنيّة والأثريّة، وذلك بحكم الغباء والتعصّب الأعمى والكراهيّة لكل ما هو غير مسلم وخوفا من تجلّي الحقيقة. هذا مصير التحف التي تشكّل جزءا من تاريخ وتراث الإنسانيّة في أرض الإسلام! فهل تستحقّ الشكر على ذلك يا إله محمّد والقرآن والإسلام؟
نعم، لا شيء في الإسلام إلاّ خداع وأوهام.

سنتابع نشر تساؤلات هذا المواطن الفرنسيّ في حلقات متتالية.



#موريس_صليبا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات (3) المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام
- تساؤلات (2) المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام
- تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام (1)
- تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام. حلقة تمهيدي ...
- الإسلام وتجارة العبيد في إفريقيا من منظور باحث مسلم سنغالي ( ...
- الإسلام وتجارة العبيد في إفريقيا من منظور باحث مسلم سنغالي
- -الإسلام يُعرّيهِ بنو جِلدتِهِ-
- -لا دموع في سبيل الله-، كتاب السعوديّة خلود بريده
- من اختلس مليارات دول الخليج التي دفعت إلى فرنسا بعد تحرير ال ...
- – الكافر سعيد – ومهاجمة الصحافة المغربيّة له (18)
- - الكافر سعيد –ومؤسساته (17)
- - الكافر سعيد - يواجه المسلمين (16)
- - الكافر سعيد – يلتزم في خدمة المسيح (15)
- - سعيد الكافر - وأزمة المسلمين في أوروبا مع هويّتهم (14)
- -الكافر سعيد- يصارح والديه بحبّه للمسيح
- -الكافر سعيد- يتصالح مع الذات والأهل
- الكافر سعيد يقبل المعموديّة (11)
- الكافر سعيد، و صرعة حبّه في يسوع المسيح (10)
- -الكافر سعيد- يعود إلى التمرّد والتشدّد والإنحراف (9)
- الكافر سعيد يشكّك في الإسلام (8)


المزيد.....




- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موريس صليبا - تساؤلات (4) المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن