أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - دعوة لمن لا يستحقون وطنهم















المزيد.....

دعوة لمن لا يستحقون وطنهم


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 06:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايها السادة الكرام :
رؤساء ومرؤسين .. حكام ومحكومين .. عقلاء وجهلاء .. سراق ومسروقين .. راشين ومرتشين .. ملثمين ومفضوحين .. ذباحين ومذبوحين .. يساريين علمانيين واسلاميين سلفيين .. تقدميين ورجعيين .. هيئآت وحوزات ومرجعيات .. مليشيات طائفية وقومية وعرقية وحزبية .. بعثيين ومعارضين سابقين .. والى كل عراقي وعراقية قد بلغ سن حمل السلاح واتقان فن القسوة وجنون التقتيل ويحسن التصويب بأتجاه الوطن والآخر ..
دعوناكم للمشاركة في عملية ذبح العراق وتقاسم اجزائه ( لشته ) ’ يفتتح الأجتماع ببرنامج اعده المندوب السامي الأمريكي ’ ويستمر بأدارة الأجتماع حتى نهايته ’ تلقى كلمات مكتوبة لممثلي الطوائف والقوميات والأعراق والأحزاب وممثلي المليشيات المجاهدة وزمر الأرهاب الشريفة .. ويواصل المجتمعون مهماتهم حتى آخر قطرة دم عراقية تستحق ان تسفك .
ايها السادة : امامنا مهمة انهاك العراق ثم اعادة تقسيه بالعدل والمساوات بين الفرقاء المحليين ’ ليأخذ كل حصته طرداً مع حجم جرائمه ويمتلك حق التصرف بها على شكل جمهوريات وامارات ومحميات ’ وقد قرر المندوب السامي ان تكون القسمة على الشكل التالي .
1 ــ جمهورية وسط وجنوبستان بنظام ولاية الفقيه .
2 ــ جمهورية كردستان بنظام ديموقراطية العسكر والعشائر .
3 ــ امارة المثلث الغربية بنظام طالبان التكفيري .
4 ــ تقسم بغداد الى محميتين اسلاميتين .
ا ــ محمية الكرخ الأسلامية وتكون ادارة شؤونها ومليشياتها تابعة الى امارة طالبان للمثلث السني .
ب ــ محمية الرصافة الأسلامية وتكون ادارة شؤونها ومليشياتها تابعة الى جمهورية وسط وجنوبستان الشيعية .
من اجل النقاء القومي والطائفي والعرقي للتقسيمات الجديدة نقوم بعملية تطهير على شكل ابادة وتهجير للمكونات والأقليات لما كان يسمى العراق .
يباشر المندوب السامي بأعادة تفصيل الأجزاء على مقاس النوايا للأصدقاء المحررين بعد الحرق النهائي للحروف الأربعة للعراق القديم .
تفتح ابواب لعبة الصراعات والنزاعات والغزوات والتصفيات الدموية بين دويلات الأشقاء سابقاً .
جمهورية وسط وجنوبستان الأسلامية وبعد تحديد جغرافيتها وحدودها بالدم المشترك ’ تتفجر داخلها صراعات دموية بين مليشيات وجيوش مراكز القوى على الشكل التالي .
ا ــ اقتتال وحشي بين المليشيات المسلحة للطائفة الشيعية من اجل تقاسم الآرض والثروات ومراكز القوى .
ب ــ يبداء النزاع والأقتتال بين عرب الجنوب والوسط وفرسه ’ حيث ستصطدم نوايا الجناح الفارسي بالأنضمام الفوري الى جمهورية ولاية الفقيه الأيرانية برفض الجناح العربي بعد يقضته المتأخرة ومطالبته بالعودة الى ما كان يسمى الوطن بعد خراب البصرة والعراق معها ’ مع ذلك تستمر جمهورية وسط وجنوبستان بمواجهاتها الشرسة على جبهة ما كانت تسمى بغداد وحدودها مع الأمارة الغربية .
جمهورية كردستان :
بعد التقسيم وعودة القيادات الى داخل حدود جمهوريتهم الكردية تبداء وحدتها ( الملزوگه بعلج اصلاً ) بالتفكك والأنفراط , وتلعب الحقيقة التاريخية دورها بمطالبة كل حزب وعشيرة ومدينة بحصتها واسلابها من الجمهورية الكردية ’ فتلعب الأطماع وضيق الأفق دورها في تقسيم الجمهورية الى :
ا ــ جمهورية اربيل المدعومة والمخترقة خارجياً .
ب ــ جمهورية السليمانية المدعومة والمخترقة خارجياً ايضاً .
ومن المحتمل ان تنبثق محمية ومحميات طفيلة لجحوش الأمس . .
يعيد التاريخ نفسه مهزلة مضحكة ويندلع صراع واقتتال الآخوة ’ وتخسر الجمهورية معاركها القومية على جبهات كركوك مع امارة طالبان الغربية المدعومة عروبياً وتحترق جمهورية كردستان بنيران الأطماع والأبتلاعات البشعة لدول الجوار العروبي الأسلامي ’ فيستيقظ ابناء كردستان متآخرين يبحثون ــ ربما عبثاً ــ عن وطناً كان مشتركاً بينهم وبين اشقائهم .
3 ــ امارة طالبان في المثلث العروبي السني ’ تجد نفسها منهكة في صراعاتها المميتة على جبهات كركوك وبغداد ومواجهاتها المضنية عند حدودها مع جمهورية وسط وجنوبستان الأسلامية ’ وتجد نفسها ايضاً اتفه ادات ودور لنهاية اشتركت في صنعها وربما سوف لن يشفع لها ندمها ومحاولاتها للبحث عن وطن متهمةً في قتله بعد ان اصبحت لا تصلح للأنتماء اليه .
ــ اين ستقف امريكا ’ مصالحها .. مشاريعها .. اطماعها .. جيويشها على الأرض من كل هؤلاء اللاعبين الأغبياء ’ وكيف ستستحلب آخر رجفة ونقطة حياء لأدواتها المحلية ..؟
ــ اين ستقف دول الجوار من مستقبل تلك اللعبة القذرة ’وكيف ستستنفذ آخر طاقات وكلائها .. ؟
قد تكون امريكا هي اللاعب الأكثر دهاء ومناورة وقدرة على التحكم بقوانين اللعبة وتحديد الملكية النهائية لأجزاء العراق المقسم ’ لكنها ايضاً لا تستطيع التحكم بكامل ادوار الجوار الذين لا يقلون عنها طمعاً وشراسة .
تبداء امريكا بأعادة فصال وخياطة ما مزقته وما مزقه الآخرون من ذلك العراق المقتول ’ لكن عملية التمزيق والخياطة ثم تكرارها تبقى غير واضحة المعالم والنتائج ’ وتبقى حصيلة الخراب ومحاولات الألغاء الكامل للهوية التي كانت وطنناً مجهولة ايضاً ’ كذلك الأنتصارات في المعارك حول العراق وطريقة تقسيمه بالكامل غير محسومة ’ لكن وفي جميع الحالات ستكون نتائج اللعبة اغلبها لصالح المحتلين ’ بنفس الوقت ستستمر الأختراقات وتدخلات دول الجوار ضاغطة مكلفة للنفوذ الأمريكي ومستقبل لعبتهم ’ رغم النفوذ العسكري والدولي ’ وتبقى التطورات القادمة حبلى بأحتمالات ومفاجئآت غير محسوبة في الواقع وقد تولد احداثاً وفواجع وتغييرات غير واردة في حسابات الذين اشتركوا في قتل العراق وتقاسمه .. لكن ما يحدث وما سوف يحدث يجب ان يدفع ضريبته ما كان يسمى العراق .
قد يستيقظ متأخراً من شارك معنا بقتل العراق وتقسيمه.. هكذا بداء يعلق المندوب السامي .. وقد تجدون ما كان بلدكم مدمراً وهويتكم ممزقة وعورة ضعفكم ووضاعتكم مفضوحة ’ لا انتماء ولا اصل ولا شرف لكم وقد يبسق التاريخ لعنة في وجوهكم ’ فليكم وفي جميع الحالات يجب ان تعتبروا ذلك بعد فوات الآوان ’ ونحن سنجهزكم بكبسولات ومخدرات الصلافة وقلة الحياء ’ هكذا اختتم المندوب السامي الأمريكي اجتماعه موجهاً وعيده ووعوده لأدواته المحلية .
كنت حينها بين المتفرجين .. وكغيري اشعر بالتفاهة والحقارة ودناءة الصمت ويعذبني يقين بأنه هكذا يكون خسيساً نكرة منبوذاً وتافهاً من يساهم صمتاً وجبناً وفرجة ولا ابالية في قتل وطنه .
خارج قاعة الأجتماع ثمة شيئ غير عادي يحدث .. ثمة غيوم ورذاذ مطر وملامح اعصار قادم .. هناك هلال ونجوم تبتسم .. وبيرغ بهيئة الشمس’ جميل الألوان مستطيلاً استقرت على اركانه اربعة نجوم لامعة متحركة تشبه الحروف .. على اديمة ملامح حزن التاريخ وبقع من دماء الأنتكاسة والفضيحة والأحباط .. اقترب الأعصار ’ كان من البشر الهائجة .. اقتربت من احدهم فصفعني وبسق في وجهي .. اعترضه القائد قائلاً .
ــ لا.. لاتهين اهلك . سقطت دموعي .. كانت اسنة لا تشبه دموع الحزن العراقي .. يد تمسحها برقة ثم تسحبني اليها .. كانت امي .. عانقتها وسألتها .
ــ من هذا القائد الرقيق الوسيم المنفعل .. اسمه .. ؟
ــ انه تموز ياولدي وقد نفذ صبره .
اقترب القائد تموز من قاعة الأجتماع ..هذا ما كنا نخشاه ’ قال المندوب السامي ثم هرب .. صاح القائد تموز بالحاضرين وبسق على طاولتهم .
جئنا ندفع ثمن فضائحكم بدمائنا .. ونسترجع الوطن لأهله بعد ان نغسل وجهه الجميل من اوحال عاركم .. ونخيط الهوية المشتركة التي مزقتموها مع غيركم .. ثم ارتفع صوته .. خزياً لكم .. ما كنتم ولله يوماً تستحقون هذا الوطن الجميل .
الأعصار البشري يتسع ويقترب وتنبعث منه اصوات واحاديث وجدال .. سألت امي عن ذلك .
ــ انهم يقاتلون ياولدي .. انهم يسترجعون العراق ويعيدون بناءه .
ــ لكنهم عزلاً من السلاح .
ــ السلاح والجيوش والجنرالات قد تحمي وطناً قائماً ’ وفي حلات قد تصبح سبباً لتدميره ’ الوطن يشيد ويدوم بالكلمة والفكرة ووجهة النظر .. بالتسامح والمحبة والسلم الأجتماعي .. بالعدل والمساوات وسيادة القانون .. بالثقة وقبول الآخر واحترامه .. بالأخلاق وثقافة حب الأرض والأنسان .. بتلك القيم فقط نستطيع استعادة الوطن واعادة بناءه .
هل لي ان اشارك معهم ..؟
انك من جيل الصامتين المتفرجين على قتل الوطن .
اقسم لك اني وطني .
اذهب وجرب
جرفني الأعصار .. شعرت اني لم املك منطق الآخرين .. بداءت اصرخ .. واصرخ .. دفعني احدهم " اخرج ان هذا صراخ من فرطوا وفقدوا الوطن .. سقطت على الأرض .. واصلت صراخي .. سحبتني يد " بابا . شبيك تصرخ اكعد غسل وتريك ..
حزنت .. خفضت رأسي وسمحت لما تبقى من دموعي ان تواصل مسيرتها على خدودي .. سقطت واحدة .. نظرت اليها .. كانت تتطلع الي بأشمئزاز ة فاقتنعت اني انتمي الى جيل لا يستحق ذلك الوطن الجميل .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البديل الوطني الديموقراطي.. ما العمل.. ؟
- التيار الوطني الديموقراطي .. صعوبات جدية
- الجالية العراقية في المانيا : مبادرات ودلالات
- ماجد فيلي ... يعاتب الوطن عشقاً
- اليسار العراقي: رقع جديدة في ثوب عتيق
- العراق : بيضة في قبضة الأحتلال
- البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .
- الجرح اللبناني ... والموت العراقي .
- نتبرع لكم ... وتتبرعون الينا . !!! .
- العراق ... لبنان .. واشكالية الموقف
- ايها الوطن الجميل : محنتنا عراقية
- مهازل اختنقت بها رئة الوطن
- اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!
- 14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها
- حكومات بالمراسلة !!! .
- وأخيراً .. تصالح المتصالحون !!!
- الكرد الفيلية ... جرح يعشق العراق..
- الأرهاب والمصالحة ...
- المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة
- قُتل الزرقاوي ... ماذا عن الأزارقة ... ؟


المزيد.....




- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- مصدر: مستشارو السياسة الخارجية لترامب التقوا بنتنياهو
- 7 مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية الموريتانية
- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - دعوة لمن لا يستحقون وطنهم