أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - تشييع الشيوعي














المزيد.....

تشييع الشيوعي


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7132 - 2022 / 1 / 10 - 12:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خطأ شائع
تشييع الشيوعي
جورج حاوي كان يتحدث بلغة الأمثال.خلال أعمال التحضير للمؤتمر السادس، استعان بالشاعر امرئ القيس في قوله، كجلمود صخر حطه السيل من علٍ، ليشبه به انهيار الحركة الشيوعية الذي، بحسب تقديره، لن يتوقف في وسط المنحدر، ولن يوقفه شيء قبل بلوغه القاع.
وثائق الحزب الشيوعي اللبناني التحضيرية للمؤتمر الثاني عشر هي القاع. كأنها تستبطن دعوة الجيل الجديد من اليساريين لكي يبادروا، متحررين من سطوة قيادتهم ومن سطوة الأممية، بحسب تعبير جورج حاوي أيضاً، إلى مغادرة السفينة الأممية وبناء سفينتهم اليسارية والإبحار نحو تأسيس يسار جديد، لا شك في أن وطنهم في أمس الحاجة إليه.
للحزب تاريخ وتراث وأمجاد. بدأ مع الرواد في عشرينات القرن الماضي، أي مع الولادة السوفياتية، وانتهى بانتهائها،أي بالتزامن مع المؤتمر التاسع. كل ما بعد ذلك هو مما بعد تاريخه بل انقلاب على تاريخه. أضحيته الأولى، أمينه العام فرج الله الحلو، سفحتها الحركة القومية العربية على مذبح أنظمة المخابرات. تعلم الحزب الدرس بالمقلوب وراح يبحث عن مقعد له بين صفوف قاتليه.
في مؤتمريه الثاني والثالث، استنهضته "قيادته التاريخية" ووضعته في قلب "حركة التحرر الوطني العربية" مناضلاً ضد الإمبريالية الأميركية، خائضاً غمار الحروب والحروب الأهلية ضد الاستعمار ودفاعاً عن وحدة لبنان وعروبته وتطوره الديمقراطي، ليفاجأ مرة أخرى بالمجازر تترى على أيدي سفاحي حركة التحرر الوطني فيستشهد له على أيدي حلفائه مقاومون ومفكرون وقادة رأي.
في مؤتمره التاسع وضع المصلحة الوطنية اللبنانية فوق كل اعتبار فكان عقابه اغتيال أمين عام هو درة تاج الأمناء العامين، قتله من قاتل معهم ودافع عنهم، رفاقه في النضال ضد الإمبريالية والصهيونية والاستعمار. هذه الخسارة هي الأثقل ولاسيما أن حزباً بناه على صورته ومثاله مقداماً وشجاعاً ومبادراً وطليعياً ومنفتحاً، لم يتعلم لا منه ولا من أصدقائه ولا من حلفائه ولا من القتلة بأية طقوس احتفالية كان ينبغي تكريمه بعد اغتياله.
المؤتمر التاسع انعقد في غمرة الانهيارات الكبرى، الاتحاد السوفياتي والتجربة الاشتراكية المحققة، حركة التحرر الوطني العربية بعد مشاركتها في الهجوم الأميركي على العراق ومشاركتها في مؤتمر مدريد، الحركة الوطنية اللبنانية بعد أن سلمت قرارها الحر للوصاية السورية.
أبرز البداهات المستفادة من الاغتيالات ومن الانهيارات اثنتان، من أجل ماذا يناضل الحزب وضد من؟ حقيقتان سوفياتيتان سقطتا بسقوطه. الأولى، بعد أن كان هذا العصر، باللغة السوفياتية، عصر الانتقال إلى الاشتراكية، صار عصر انهيار تجربتها المحققة، لا بل عصر التوسع الأفقي للرأسمالية بحسب ترسيمة مهدي عامل. والثانية، أن الاستعمار الذي قاتلناه انطلاقاً من لبنان على امتداد القرن لم يكن موجوداً، (https://www.nidaalwatan.com/article/64643 مقالتي في نداء الوطن في 27-12-2021 بعنوان خطأ شائع)
الوثائق التحضيرية للمؤتمر الثاني عشر عودة إلى نقطة البداية. كأن الحزب لم يخض تجربة الحرب الأهلية ولا تجربة الصداقات الدموية مع حلفاء ألداء وكأن السقوط المدوي لتجربة الاشتراكية المحققة لم يبلغ أسماعهم.
العمود الفقري في الوثائق البرنامجية ما زال هو هو، النضال من أجل بناء الاشتراكية، وكأنها مهمة موضوعة على جدول عمل التاريخ اليوم،أو كأنهم لم يشهدوا انهيار التجربة المحققة، أو كأنهم لم يصغوا إلى النصائح بإعادة القراءة وبالمزيد من الأناة والصبر والبال الطويل والخطط الستراتيجية.
أما فك التبعية، بحسب مصطلح مهدي عامل، والاستقلال الاقتصادي بحسب سمير أمين فقد أثبت الانهيار وما بعده بأنهما مهمتان مستحيلتان قبل تعميم الاشتراكية على العالم، وأن علاج التخلف يبدأ ببناء الدول والأوطان سيدة حرة مستقلة على أساس الدساتير والقوانين. إذن كان أولى بوثائق الحزب الشيوعي أن تشارك الثورة اللبنانية نضالها لإعادة بناء الوطن والدولة لا أن تشكك بالمجتمع المدني وتحكم على بعضه، اقتداء بأحكام الآخرين، بالعمالة للسفارات.
بعد أن بدا خطر الحلفاء الملموس على حياة الشيوعيين وعلى نضالهم أشد وأدهى من خطر الاستعمار، حملتني قراءتي النقدية للتجربة لا على القول فحسب بأننا كنا نقاتل عدواً وهمياً حين كنا نقاتل ضد الاستعمار، بل على كتابة مقالتين في جريدة المدن، حملت الأولى عنوان، حاجتنا إلى الاستعمار(5-10-2013) والثانية عنوان جاذبية بلاد الاستعمار(12-10-2013)، وما زلت متمسكاً بمضمونهمها، وعلى نشر كتاب عن الربيع العربي، عام 2016، أثبتت فيه أن العائق الأساس أمام نهضة بلداننا العربية هو استبداد الأنظمة بالشعوب، وأن التصويب على الاستعمار والعدو الخارجي ليس سوى وسيلة خبيثة لإشاحة النظر عن الاستبداد والخطر الداخلي، وتبرير لشن الحرب على الديمقراطية وعلى الدولة ومؤسساتها.
في الوثائق التحضيرية نكوص عن الانجازات وانقلاب على قرارات المؤتمر السادس، الذي هو بحق أهم محطة في حياة الحزب الشيوعي. بل إن فيها رائحة العودة إلى لغة البدايات في عشرينات القرن الماضي، بل إلى حكايات قديمة ومنها أن الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد حمل بيده رسالة قتله وسلمها إلى قاتله.
أيها الشيوعيون انتبهوا. هذه الوثائق تشبه تلك الرسالة. لا تحملوها معكم إلى تشيّع الحزب في جبهة الممانعة ولا إلى تشييعه على مقصلتها.
الاستعمار، فك التبعية، الاستقلال الاقتصادي، التحرر الوطني، كلها أخطاء شائعة. سأحدثكم عن هذه الأخطاء المصطلحية القاتلة في مقالات لاحقة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام ليس طائفياً أهل النظام طائفيون
- الاستعمار خطأ شائع
- حين يصير القاضي وزيراً
- لبنان الكبيرخطأ شائع ؟
- خطأ شائع كميل شمعون وعبد الناصر
- -خطأ شائع- حروب الآخرين
- صاحب الغبطة: يمثلني، لا يمثلني؟
- الرميلة بين المناضل والميليشيوي
- الثورة والانتخابات
- علاقات حزبية أم مخابراتية أم إنسانية؟
- من مآثر موسى الصدر
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي (3من4)
- ضرائب نضالية: حين يكون القرار بيد القاعدة الحزبية
- الشيعية السياسية: تعلموا من أخطائكم
- نبيه بري الخاسر الأكبر
- الشيعية السياسية وليس الشيعة
- حبيب صادق: مفرد بصيغة الجمع
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(2من4)
- الخروج المبكر من الجامعة
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(1من 4)


المزيد.....




- مصر.. حركة من السيسي وعباس كامل في القمة العربية تثير تفاعلا ...
- تفاعل على تقدّم محمد بن سلمان والسيسي للقادة العرب بالممر ال ...
- -ربما يستعد لوظيفة جديدة-.. ضابط استخبارات أمريكي يسخر من حف ...
- قراء -لوفيغارو- يقدرون عاليا التزام روسيا والصين بحل الأزمة ...
- الجزائر.. تحرك جديد من القضاء في قضية الرجل العائد من الموت ...
- الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة
- -خطوة نحو العيش إلى الأبد-.. علماء صينيون ينجحون في إعادة دم ...
- الجيش الروسي يستخدم روبوتات -العقرب- لتدمير مخابئ القوات الأ ...
- خبيرة تغذية توضح لماذا لا يمكن تجنب تناول السكر بشكل كامل
- الخارجية الصينية: بكين ستواصل الترويج للحل السياسي للأزمة ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - تشييع الشيوعي