أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدن - مفاتيح الذاكرة














المزيد.....

مفاتيح الذاكرة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 11:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


خلال الأيام القليلة الماضية، وفي ظروف الحراك الجماهيري الواسع الذي يغطي أرض فلسطين التاريخية من أقصاها إلى أقصاها، واستمرار العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، موقعاً القتلى والجرحى والدمار، مرت الذكرى السنوية للنكبة الفلسطينية، والعربية بالنتيجة، وكما في كل سنة، حين تمرّ هذه الذكرى المشؤومة، لوح فلسطينيون، ومن أجيال مختلفة، بمفاتيح بيوتهم، أو بيوت أجدادهم وآبائهم التي هجروا منها بالقوة عام ،1948 عند إقامة الكيان الصهيوني .
ليست الفكرة في المفاتيح، وإنما هي الذاكرة التي لا تدع نفسها تلغى، ورغم أن للنسيان سطوته التي لا سبيل لنكرانها، لكن حين يتعلق الأمر بالذاكرة الوطنية الجمعية، فانها تمتلك مقاومة لا توصف لأهواء الفتك بها، فهي تنتعش وتجعل حفظتها ينبعثون، أما كيف يحدث ذلك، فان أحد من كتبوا في الموضوع يرى أن "الحفظة الأولين يصونون تقديس أماكن الذكرى، إنهم يعارضون بها ناشطي الإنكار الذين لا يريدون أن يظل التذكر باقياً، وأن يكون منقولاً إلى الأجيال الجديدة" .
ما الإنسان إذا لم يكن ذاكرة وفؤاداً . وهذه الذاكرة قمينة بأن تجعله مشدوداً إلى تلك "الدروب التي لا تنسى"، إلى تلك الأماكن التي لا تنسى، "وبوسع أجيال لم تر هذه الأماكن والدروب، أن ترث من الآباء والأجداد الحنين إليها، شيء ما ينتقل عبر الدم أو الجينات، بهذا المعنى تغدو الذكرى، لكونها رفيقة اللحظات العادية في الحياتين الفردية والجماعية، مساهمة في بناء الحاضر، في الطريقة التي بها يصلان إلى تماس وأحدهما بالآخر" .
وللذاكرات الجماعية قدرة مدهشة على مقاومة وثبات التاريخ، ففي غضون أسوأ المراحل، تقي نفسها بالانكماش والانطواء في حياة خفية حين يشتد عليها ضغط الظروف أو القهر أو الاستبداد أو الاحتلال أو مصادرة الحرية، ولكن ما إن تخف وطأة هذه الظروف حتى "تنبجس وتتوصل إلى وجود متفجر بمقدار ما يكون قد طال زمن كبتها" .
في مثل هذه المناسبة يجري الحديث عن النكبة، لكن العقود الماضية لم تكن سنوات للنكبة وحدها، وإنما كانت، أيضاً، عقوداً من المقاومة الشجاعة في سبيل الحرية والكرامة والأرض، للملايين من الشباب العرب في فلسطين وفي لبنان ومصر وسوريا وغيرها من البلدان العربية الذين اجترحوا البطولات في سبيل حياة كريمة لأوطانهم وشعوبهم .
ويظل حق العودة عنوانأً جديراً للاحتفاء الدائم به، ترسيخاً لحق ثابت، لا يسقط ولا يتقادم، لأن في سقوطه محواً للذاكرة الوطنية وتغييباً للتاريخ، من أجل مصادرة المستقبل . صانت أجيال من الفلسطينيين هذه الذاكرة بالنضال، وثمة أجيال لم تولد بعد ستبلغ بالحلم أقاصيه .



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة كبرى في ذكرى (صناعة) الكيان الإسرائيلي
- بين المعري وطه حسين
- الصاروخ الصيني
- النفط ليس ظاهرة خليجية فقط
- المتشائل
- حديث عن الخسارة
- عزاء النساء
- عيد العمال في زمن كورونا
- الجولاني في البذلة
- الكتّاب يقومون من أضرحتهم
- تخليص الإبريز
- تحوّلات المدينة الخليجية
- القرية الكونية: عولمة لم تتعولم
- مبارزات المثقف النقدي
- بحثتُ ذلك بنفسي
- ألبرتو مورافيا في الصين
- الفلسفة تأتي في الصباح
- في الفرق بين الحشود والجماعات
- رفات لوركا
- عائد إلى القدس


المزيد.....




- بيان الحزب الشيوعي العراقي: إجحاف آخر بحق ثورة 14 تموز 1958 ...
- تجاهلت الحشود سؤالها.. عجوز بريطاني بين متظاهرين دعما لفلسطي ...
- بوتين يضع الورود على نصب تذكاري لجنود سوفييت قضوا دفاعا عن ا ...
- رئيس المكسيك ينصح بقراءة دوستويفسكي وتولستوي ولينين
- للمطالبة بالتثبيت.. احتجاج موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسيوط
- طلاب الجامعة الأمريكية يتظاهرون لمطالبة الإدارة بمقاطعة الشر ...
- عزالدين اباسيدي// حتى لا تدمر التضحيات
- 76 سنة بعد النكبة، لنعمل لبناء حركة دولية من أجل فلسطين!
- ما بين نكبتين
- عشرات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإقالة جالانت


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدن - مفاتيح الذاكرة