أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدن - في الفرق بين الحشود والجماعات














المزيد.....

في الفرق بين الحشود والجماعات


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6864 - 2021 / 4 / 9 - 22:07
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يفرق علم الاجتماع الثقافي بين ظاهرتين مختلفتين هما: الجماعات والحشود. وهو تفريق يهمنا في اللحظة الراهنة من تطورات أوضاعنا العربية.
وعلى ما يظهر من تشابهٍ في الشكل بين المفهومين، فإن الأمر ليس كذلك أبداً، فالمجموعات هي كتل كبيرة من السكان تتسم بالرسوخ والثبات، وهي وإن كانت غير عصية على التغيير، إلا أن هذا التغيير يتم في إطار دينامياتها الداخلية، فلا يطال من جوهر ثباتها ورسوخها، حتى وإن أحدث شيئاً من «التعديل» في شكل أدائها ودورها.
أكثر من ذلك فإن الحشود لا تظهر إلا على هامش الجماعات الكبيرة، في لحظات تأزم هذه الجماعات، وبالتالي فإن الحشود ظاهرات لا اجتماعية، وتتكون من أناس غير اجتماعيين على نحو ما يبسط لنا منجي الزيدي في مؤلفه: «جماهير الثقافة».
الحشود بحكم كونها طارئة، وخارجة عن نطاقات التوقع في نشوئها، حيث تنطوي على مقادير كبيرة من الفجاءة، تكون محكومة بالفوضى والميل إلى التطرف، وقد تصبح في بعض حالاتها عدوانية، حين تستشعر في نفسها قوة، توهم أصحابها بأنهم أقوى مما استقرت عليه الجماعات، فلا يترددون عن الإقدام على ما لا يمكن تخيل أنه ممكن من ممارسات.
لكن الجماعات، من حيث هي ظواهر تستند إلى مؤسسات وسلطات تحميها وتنظم آليات عملها، بصرف النظر عن طبيعة هذه الآليات، إيجابية كانت أو سلبية، سرعان ما تستعيد المبادرة، فتفكك الحشود، أو تحتويها، أو تجيرها لصالحها، ريثما تفقد مبررات وجودها، لأن من طبيعة الحشد أن يكون مؤقتاً، فيما الجماعة دائمة.
لا يمكن أن يدور الحديث حول هذه المسألة دون تذكر الكتاب الشهير: «سايكولوجيا الجماهير» لمؤلفه غوستاف لوبون، الذي قرن فيه الحشد بمفهوم الجماهير.
ومع أنه جرى النظر إلى مؤلف هذا الكتاب بصفته داعية يمينياً معادياً لحركة الجماهير كونها رافعة للتغيير نحو الأفضل في المجتمعات، ما يقود إلى اعتبار الثورات الكبرى التي غيرت التاريخ مجرد حركة غوغاء ودهماء فاقدة للرشد والبصيرة، إلا أن أشد مخالفيه في الرأي، من الضفة التقدمية، كما هو حال بعض رموز مدرسة فرانكفورت اليسارية، أقروا، لاحقاً، أن أطروحات لوبون تعيننا على فهم ظواهر نشأت في أوروبا كالنازية والفاشية، التي كانت الحشود الجماهيرية روافع لها في البداية.
ربما يسعفنا هذا في فهم ظواهر تنتشر في عالمنا العربي - الإسلامي اليوم، كالجماعات المتطرفة والتكفيرية التي تتوافر على حواضن شعبية واسعة لا يمكن الاستخفاف بها، وتمتلك مقدرة على الاستقطاب الواسع للشبان، رغم همجية أساليبها وتخلف ما تحمله من برامج معادية للسوية الفكرية والمجتمعية.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفات لوركا
- عائد إلى القدس
- لماذا أكتب؟
- التاريخ الخفي
- شفافية الدولة الاستبدادية
- حرب باردة -كورونية-
- تفاؤل الفكر وتشاؤمه
- نساء على دروب غير مطروقة
- حضارات لم تقل كلمتها بعد
- العرب والغرب .. النقطة الزائدة
- أوجاع سوريا
- مجتمع الفرجة
- نجيب في عين نجيب
- هوس الموت.. هوس النهايات
- النساء ونجاة المجتمعات
- مصالحة الذاكرة أم التوبة؟
- سايكس بيكو من جديد
- من شروط بناء الإنسان
- تحوّلات في الكوكب
- تخليص الإبريز


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدن - في الفرق بين الحشود والجماعات