أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - مجتمع الفرجة














المزيد.....

مجتمع الفرجة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 13:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كتب جي ديبور كتابه «مجتمع الفرجة»، قبل أن تكون لوسائل التواصل الاجتماعي سطوتها الراهنة، فلم تعد الصور تصلنا عبر الصحف والمطبوعات وإعلانات الشوارع وبرامج التلفزة فقط، كما كان عليه الحال قبل أقل من عقدين من اليوم، وإنما عبر عددٍ لا يحصى من وسائل التواصل التي باتت منافساً قوياً للإعلام التقليدي. ولهذه الصور تأثيرها السحري في تكوين الانطباع أو الميل العاطفي السريع، رغم أنها قرينة المدة القصيرة، بل اللحظة الخاطفة.
برأي ديبور يعيش البشر اليوم في ما يوصف ب «مجتمع الفرجة»، الذي وصفه أيضاً ب «مجتمع الاستعراض»، الذي تؤدي الصور فيه دوراً أساسياً، وإن كان ديبور لا يرى في الاستعراض مجرد مجموعة من الصور، فهو أهم وأوسع من ذلك، بوصفه علاقة اجتماعية بين الناس، تقوم فيها الصور بدور الوسيط.
مرةً قال ريجيس دوبريه ما يمكن تلخيصه في التالي: «من يملك الصورة يملك البلاد»، في إشارة إلى أن الصورة في هذا العصر الذي هو بامتياز عصرها، الوسيلة الأهم في التأثير في الجمهور الواسع، عبر تدفقها الهائل، الذي يفوق حاجة هذا المجتمع للاستهلاك البصري، أو قدرته عليه.
وإذا كان دوبريه قال هذا الكلام قبل عقود فقط، فإن الفيلسوف الألماني فيورباخ سبقه، قبل قرون، في التأكيد على أن عصره هو، أي عصر فيورباخ، «يفضل الصورة على الشيء، النسخة على الأصل، التمثيل على الواقع، المظهر على الوجود، وأن ما هو مقدس ليس سوى الوهم، أما ما هو مدّنس فهو الحقيقة (...) ويتزايد الوهم بحيث أن أعلى درجاته تصبح أعلى درجات المقدس».
لم تنتف صحة كلام فيورباخ، ولكن ما نعيشه اليوم أمر آخر. إن منتجي الصور ومن يبثونها عبر الوسائل المختلفة لا يريدون لها أن تكون وهماً، ولا أن يجعلونا نعتقد أن الحقيقة في مكان آخر، في المجتمع أو في الحياة، كي لا نحمل الصور على محمل الجدّ، وإنما بالعكس تماماً، فالمطلوب هو أن نصدّق أن الصورة هي نفسها الواقع، فالأمران اتحدا حدّ التماهي، ولعل هذا ما عناه أحد أبرز مفكري ما بعد الحداثة، البريطاني جيمسون، حين رأى أن القيمة الاقتصادية والبنى المادية تتحول إلى قيم ثقافية عن طريق تعميم القيم الاستهلاكية، وما يتطلبه هذا التعميم من قدرات تواصلية إعلامية وثقافية هائلة.
في «مجتمع الفرجة» الذي عناه جي ديبور، تتفوق الصورة على الكلمة، فالأخيرة، رغم عمقها وغزارة معانيها، لا تفلح في إحداث الأثر الفوري والسريع الذي تحدثه الصورة الخاطفة للأبصار والنفوس.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجيب في عين نجيب
- هوس الموت.. هوس النهايات
- النساء ونجاة المجتمعات
- مصالحة الذاكرة أم التوبة؟
- سايكس بيكو من جديد
- من شروط بناء الإنسان
- تحوّلات في الكوكب
- تخليص الإبريز
- عبداللطيف اللعبي وحرقة الأسئلة
- كلمات أدخلها سلامة موسى
- قوة الكوابيس
- غير المفكر فيه
- نقلات على رقعة الحياة
- مُريد الذي أرانا رام الله
- تنويعات على إجتراح الأسئلة الكبرى
- الحقيقة ليست بيضاء
- شكري بلعيد يعود
- المدينة في الرواية
- سايكولوجيا الجماهير .. سايكولوجيا السلطة
- رسائل غرامشي إلى أمه


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - مجتمع الفرجة