أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عريم - قراءة لرواية مستر نورگة للكاتب نوزت شمدين














المزيد.....

قراءة لرواية مستر نورگة للكاتب نوزت شمدين


غادة عريم

الحوار المتمدن-العدد: 6820 - 2021 / 2 / 21 - 19:44
المحور: الادب والفن
    


مستر نورگة
للكاتب نوزت شمدين
((المجتمع أشبه بسفينة في عرض البحر, وواجب على كل من فيها أن يكون مستعداً لتولي الدفة وقيادتها)) إنها مقولة لهنريك إبسن الكاتب المسرحي والأديب الشهير في مملكة النرويج من مسرحية عدو الشعب, والذي يُعد رمز من الرموز الوطنية في النرويج . هذا القول الذي أستخدمه الكاتب نوزت شمدين في روايته الجديدة مستر نورگة والتي تعني النرويج باللغة النرويجية, ولكن الكاتب لم يستخدم المقولة عبثاً بل طبقها بكل حرفية ومسؤولية عالية في معاني الرسائل التي تضمنتها فصول الرواية. فالكاتب الذي ينشر رواية في هذا الزمن أشبهه بقائد سفينة في بحر الحياة المليء بالكتب المطبوعة في زمننا هذا لكن أن يكون الكاتب قائد مستعد لتولي القيادة وتوصيل الفكرة فهذا نادر الحصول لأنه يتطلب الايمان بالفكرة وتجسيدها بطريقة أدبية غير مملة وقد أجاد الكاتب ذلك. إنه الكتاب الثاني الذي أقرأه للكاتب و الذي أود أن لا ينتهي لأنني استمتع بالفكرة والنص الادبي.
المقارنة الصعبة ما بين مملكة النرويج و العراق والتي تكاد تكون مستحيلة تجسدت بشعور نافع إنه ينتمي الى الكاتب إبسن و بأنه جده الحقيقي و بين وجوده على ارض العراق. لم يعد لنافع في العراق من عالم الاحياء سوى أخته, انطباع بأن الروح تسكن مكان و الجسد في مكان آخر, الامر الذي اجاده الكاتب بأسلوب عميق الافكار متين البناء و الذي يشد القارئ.. وأنا اقترب من النهاية شممت رائحة الموت تقترب من نافع في يومه مغبر الحظ, انها النهاية الحتمية لكل من يحاول ان يصل الى الحقيقة في بلاد سيطر عليها الظلم.
الجهد الذي بذله الكاتب لتنسيق الفترات الزمنية والحقب التي مر بها المستر نورگة تسير في كلا البلدين بتناغم واقعي, جهد يستحق عليه الثناء و رفع القبعة لذلك. منذ لقاء نافع بالرحالة ثور هايردال الى دخول المنظمات الارهابية الى البلد مرورا بالحروب و تعاقب رؤساء الوزراء في النرويج , انما يدل على ثقافة الكاتب العالية بمحيطه و محاولة ايصال الواقع بأمانة أدبية.
ملخص الفكرة ان نافع الفتى الذي لم يستمتع بطفولته والذي تلقى انواع الظلم والقهر من والده, يلجأ الى عالم آخر متصوراً ان جده الاديب النرويجي هنريك ابسن. طريقة الهروب تلك فكرة ذكية من الكاتب فاللجوء ليس فقط بتغير موقع الجسد الى بلد آخر. انها رحلة الروح الى ملجأ تقتنع بانه مكانها واستقرارها. تشخيص حالة الشيزوفرنية التي أصابت نافع هي ما تصيب كل المهاجرين لكن تشخيصها يصعب الا على من يتأمل الروح و يتعمق بتفاصيلها.
حصل نافع على تعاطف الجيران وابناء الحي الذي يقطن به بسبب ما تعرض له من قبل ابيه من ضرب واهانات. وينقلب كل هذا التعاطف الى عداء و قسوة ما ان يعلموا قدراته الفائقة بالحفظ و الذاكرة القوية و كأنه ملفات حفظ متنقلة. تلك الامور التي تحدث يوميا بحياتنا التفاتة قيمة ما بين سطور الكاتب والتي تصيب المثقفين و غيرهم على حد سواء. انها طبيعة البشر بنسبة الانانية التي تطغى عليهم. وما ان يبدأ المستر نورگة بتقليد اصوات الموتى وكلماتهم ومواساة الاسر الثكلى يعودون لمحبته و الدعوات له , تحليل النفس البشرية بتلك الطريقة الذكية اعجبتني.
يقول الكاتب : واحدة من اسباب نقمة ابسن على مجتمعه انه لم يلق المساعدة التي يرجوها منه وهو في بلده فغادرها محطما وعندما نجح و ذاع صيته, لقى الحفاوة كلها في بلده حين عاد اليها سنة 1891. وحارب الامراض المجتمعية في ذلك العصر و التي تعود و تجد مكانها في بلاد الرافدين لتتراكم فوق بعضها ونتخلف شيئا فشيئا عن العالم. ( اقتباس من الرواية). فكرة المقارنة الصعبة للبلدين بسهولة شرحها في تلك الاسطر البسيطة.
قيادة الدفة في الرواية للوصول الى الهدف مهارة يتمتع بها الكاتب نوزت شمدين .القيادة كفاءة وخبرة, لقد وصل نافع لهدفه ووصل الكاتب قبله.



#غادة_عريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لرواية النوم في حقل الكرز للكاتب أزهر جرجيس
- رواية ديسفيرال للكانتب نوزت شمدين
- العالم بلا حدود
- حُلمٌ مُراكشّي
- رواية 12
- الرومانسية من المحرمات
- نخلةٌ على رصيف الحياة ..
- وطن الأنتظار
- صمت الشفاه


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عريم - قراءة لرواية مستر نورگة للكاتب نوزت شمدين