أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عريم - قراءة لرواية النوم في حقل الكرز للكاتب أزهر جرجيس














المزيد.....

قراءة لرواية النوم في حقل الكرز للكاتب أزهر جرجيس


غادة عريم

الحوار المتمدن-العدد: 6656 - 2020 / 8 / 24 - 13:59
المحور: الادب والفن
    


النوم في حقل الكرز
أزهر جرجيس
إذا سقط الجندي سقطت الأوطان من بعده!! عبارة من الصفحة 160 من الرواية, وهي ليست العبارة الوحيدة التي استوقفتني من الرواية. كثير من العبارات تحمل المعاني التي تعايشنا معها طوال عمرنا لكننا فشلنا بالتعبير عنها فأجاد الكاتب أزهر بذلك.
تبدأ الرواية بعبارة للكاتب( جاك بريفر ) الحياة حبة كرز نواتها الموت!!
الحياة تبهرنا بلونها البراق ولكن بعد وقت قصير تنتهي حبة الكرز ذات النكهة الحلوة و تبقى نواتها الميتة, حتى لو غرسناها لا نعلم هل ستحيى أم تموت وتبقى بتلك الأرض التي نقلناها لها.
الرواية عبارة عن قصة مهاجر تصله رسالة من الوطن بها طلب للحضور لاستلام جثة والده الذي لا يتذكر حتى شكله. وتبقى صورة الأب مبهمة تمثل الوطن الضائع مجرد إطار يخلو من التفاصيل وحتى صورة ركام العظام الذي يجده يفقده, الأب هو الوطن المفقود.
لماذا هاجر الشاب (سعيد) ؟ السؤال الذي نعرف إجابته كلنا و لا يهم إذا اختلفت بعض التفاصيل يبقى السبب واحد وهو الخوف من الظلم. يجسد الكاتب انتقال الشاب في البلدان. في كل بلد معاناة مميزة. فالرواية توثيق لتلك المراحل, فلو أردت عزيزي أن تعرف تفاصيل الهجرة فعليك بقراءتها.
ويبقى صوت الاحداث يدوي في عقل و فكر الشاب سعيد حتى وهو في وطن يحتضنه و يقدم له كل أنواع الرفاهية . فكل صوت و كل صورة تحمله الى ما مر به من أحداث لا يمكنه الانفصال عنها. ولكنه وكما يقول في الرواية ان الاوهام تجعل الحياة قابلة للعيش. والعراقي بالذات يصفه مثل السمك الذي ان خرج من النهر شعر بالاختناق لكنه يصنع لنفسه الاوهام فيتقبل الحياة ويدمن على ركلات الحياة حتى لا يكترث.
المهاجر يحمل أسماً نرويجياً نسبة الى حبيبته التي فضلت البقاء وحيدة تصارع الموت. تحليل الشخصيات و أعماق النفس التي أستخدمها الكاتب أعتبره سجلا يُستعان به لتعريف الشخصيات الغربية والعربية من حيث التفكير والتصرف , الحقيقة رواية عميقة تحتاج لقراءات عديدة وقد عمدت خلال قراءتي أن أضع بعض القصاصات الورقية للرجوع الى النص ثانية.
القفز عبر الأزمان أو خداع الأزمان, تقنية جديدة أقرأها إنها ليست الرجوع بالزمن الى الوراء فقط بل هي التواجد بمكانين بنفس الوقت . في حين يجد المترجم الرواية يستمر الراوي الثاني بالسرد فنتعرف على سعيد ينسن لندخل السخرية السوداء و كسر قيود الزمن و تلك النمطية الجديدة في الكتابة التي تنقلنا عبر المحيطات والاحداث شكلت ملحمة حين تبدأ بقراءتها لا يمكن أن تضع الكتاب جانباً إلا وانت تحاول الوصول الى النهاية وتقنط لأنه أنتهى فتمسك الكتاب لتقرأه ثانيةً لتتأكد إنك فهمت صح. أو لعلي أصف انطباعي حين قرأتها.
كما يصف نفسه الكاتب إنه ابن دار السلام ,حفيد كالكامش و ابن خال حمورابي و لكنه نشأ في مدن لا تعرف متى تنتهي حرب لتبدأ أخرى وبالنهاية لا يكون سوى رقما من ارقام اللاجئين فيكون طريق الراحة النوم في حقل الكرز, إنها سريالية عجيبة.
(حين يختلط البكاء بالضحك, يدل على أن منسوب التفاهة في الحياة قد أرتفع , ولا حلّ لديك سوى المضي معها ) جملة من الرواية ولكنني أقول أن هذا يعني نسبة الوجع أصبحت عالية فأنتجت هذا الإبداع.



#غادة_عريم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ديسفيرال للكانتب نوزت شمدين
- العالم بلا حدود
- حُلمٌ مُراكشّي
- رواية 12
- الرومانسية من المحرمات
- نخلةٌ على رصيف الحياة ..
- وطن الأنتظار
- صمت الشفاه


المزيد.....




- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عريم - قراءة لرواية النوم في حقل الكرز للكاتب أزهر جرجيس