أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عريم - العالم بلا حدود














المزيد.....

العالم بلا حدود


غادة عريم

الحوار المتمدن-العدد: 5966 - 2018 / 8 / 17 - 09:51
المحور: الادب والفن
    


العالم بلا حدود

العالم بلا حدود هذا ما تعلمته من زيارتي إلى متحف كون تيكي في العاصمة النرويجية أوسلو. قصة القارب موجودة على مواقع الأنترنيت ولست بصدد ذكر تفاصيلها. لكن العِبر التي تعلمتها من هذه الرحلة كثيرة.
إصرار هذا الرجل المدعو ثور هايردال على تحقيق ما أقتنع به وهو إن الحضارات كانت متصلة مع بعضها والشعوب تسير بطرق متوازية والهدف منها هو الإنسانية لهو درس كبير. فالرحلة التي تبلغ مسافتها خمسة الف ميل ما بين البيرو الى البولونيز تثبت إن الاقوام كانت أنتقلت من الشرق الى الغرب بلا حدود.
البحر طريق كما هي الحياة فهي طريق ما بين المعاش والممات به الأمواج الهادئة وبه الأمواج العاتية ومن يصمد أمام التيارات المتغيرة هو الأنسان الذي يتأقلم مع الظروف. المجذاف بداخلنا نتحكم به, لا عداء بين الشعوب فمن أراد أن يجره الموج إلى الغرق أستسلم للتيار ومن تحّكم بالتيار في الأعماق تمكن من الوصول إلى برّ الأمان.
أختار هذا العالم أسماء آلهة الشمس من الحضارات لتسمية القوارب التي صنعها, مابين الشروق والغروب أقوام تنام وأخرى تصحو الفرق الوحيد هو المكان فنور الشمس تساوي ينشر على البشر مع أختلاف المواقيت , كل تلك الفروقات التي وضعها الأنسان لنفسه تجتمع في صنع خالق واحد مهما تعددت المفاهيم تعود كلها لتصب في الخير والشر وهنا يقرر الانسان أي مركب يركب.
قارب كون تيكي أثبت تقارب الغرب من الشرق منطلقاُ من حضارة الأنكا. قارب رع واحد أنطلق من حضارة وادي النيل ليبين تشابه الحضارات . قارب دجلة أنطلق من البصرة ليعبر حدود القارات منطلقاً من حضارة وادي الرافدين.
كل تلك القوارب صُنعت ببساطة من مواد بدائية الخشب والقصب والبردي ليثبت هذا العالم إن الأنسان ممكن أن يعيش حياته بكل بساطة وبلا تعقيد. وفي كل مرة يختار طاقم مكون من عدة جنسيات ليثبت إن التعاون أمر مقدور عليه مهما أختلفت الأعراق.
لُقب هذا العالم برجل العالم لأنه جال الكرة الأرضية وأثبت أن حضارات الشرق الاوسط تواصلت مع حضارات العالم في بلاد السند و أمريكا الجنوبية بحكم إختصاصه بعلم الأعراق والدليل القارب البسيط بعيداً عن التكنلوجيا الحديثة التي لم تكن متوفرة حينها.
كوني عراقية ولدت في البصرة سعدت وأنا أرى علم العراق على القارب الذي صنعه حيث أنطلقت الرحلة من القرنة إلى شمال البصرة ثم شط العرب مرورا بالخليج العربي الى خليج عمان ثم المحيط الهندي الى باكستان حيث حضارة وادي السند، ومن باكستان اكمل القارب دجلة رحلته وسط تلاطم الامواج العاتية، عبر المحيط الهندي الى خليج عدن، وحينما وصل قبالة جيبوتي عند مدخل البحر الاحمر منع هناك من المرور الى البحر الاحمر بسبب الظروف السياسية فأحرق القارب وبعث رسالة الى الامين العام يحتج بها على الحدود و الحروب التي تحصل في العالم.
بالتأكيد كانت هناك خلافات وحروب بين الشعوب القديمة لكن هذا لم يمنع التواصل الحضاري بين الحضارات القديمة وهذا ما أثبته العالم برحلته التي قام بها الذي لديه قول جميل يقول ( لم أجد الحدود في طريقي بالبحار و الأرض لكنني وجدتها بعقول بعض البشر.)
ويقول يتعلم الانسان من الإستماع أكثر من الحديث . وأخيراُ (في المجتمع المتحضر ليس هنالك من اعداء , لا يمكن لاحدهم أن يرسم الحدود الغير موجودة اصلا على الخريطة ليقول لنا بأن العدو القبيح يسكن في ذاك الجانب). لكن الحضارة ضاعت في التعنت الفكري المذهبي وعدم سماع الآخر فليتنا نتعلم من دروس الحياة.



#غادة_عريم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُلمٌ مُراكشّي
- رواية 12
- الرومانسية من المحرمات
- نخلةٌ على رصيف الحياة ..
- وطن الأنتظار
- صمت الشفاه


المزيد.....




- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام
- ميغان ماركل تعود إلى التمثيل بعدغياب 8 سنوات
- بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.. مهرجان الأقصر للسينما الأف ...
- دراسة علمية: زيارة المتاحف تقلل الكورتيزول وتحسن الصحة النفس ...
- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عريم - العالم بلا حدود