أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - رواية كل أنواع الحلي لا تفيد الموتى .. محاكاة الواقع بسلطة اللغة .. مدونة فنية لاستدعاء وقائع متوارية














المزيد.....

رواية كل أنواع الحلي لا تفيد الموتى .. محاكاة الواقع بسلطة اللغة .. مدونة فنية لاستدعاء وقائع متوارية


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 6819 - 2021 / 2 / 20 - 20:21
المحور: الادب والفن
    


قراءة / صباح محسن
عمد الروائي واثق الچلبي في بناء رواية كل انواع الحلي لا تفيد الموتى بتراتبية اسلوبية تقترب من القص ببناء روايته في جانبها الفني ، بإضفاء التقطيع المونتاج كما تتعامل السينما في جانبها البصري ، عبر اختصار الواقعة بتقطيع المشاهد ، وحصر الفعل ، او الحركة ، اي المشهد المقترح بأداة بصرية مُعرّفة ، لتوكيد فاعليته الجمالية ، وابراز ثيمته بقدر عال من التمكن ، والفرادة ، والايجاز ، وقد برعت السينما بذلك . ولأن التناولات الحديثة في الرواية ، والمتغيرات التي طرأت على ابنيتها الفنية والاسلوبية ، دفعت بالكثير من الروائيين من الاستفادة من الفنون المجاورة لفن الرواية ، ونجح الكثير منهم ، في استقدام اساليب وثيم هذا الفن وزجه في متون ادبية تمكنت من اضافة عنصر التقطيع ، او تداخل الوقائع ، وتعدد الاصوات ، وولوج تاريخ الفعل او الحادثة بمحايثة غاية في البراعة .
وما كان من الروائي واثق الچلبي في اشتغالاته السردية إلا التقرب من افياء وطروحات باقي الفنون ليقدم لنا قطعة أدبية محاطة بمحمولا جمالية وفنية يشير له ويوثقها برمزية جهاز التسجيل التقليدي ، وعبر محاكاة ذلك الجهاز من جانب البطل المقترح ، وانثيالاته ، الرمزية الثانية مكان المطبخ ، والذي يشير لمكمن الجوع والطعام ، في غيابه وحضوره ، وثالث تلك الاشارات بتعدد اصوات ابطاله الذين تم زجهم في فصول العمل الستة عشر ، ويرتبطون كلهم بانثيالات البطل الرئيس وباعترافاته المغلفة بتاريخ غير مستقر ، ووقائع تتقافز هنا وهناك ، للتدليل على خساراته المتوالية ، والأزمنة و الفقد ، بكل اشكاله ، الجسدية ، والجنسية ، والضنك ، والعزلة ، والخوف ، ومديات اخرى قابلة للتأويل حسب مجريات حواراته الداخلية مع نفسه ومع آخرين مفترضين ، كما هو حال العالم الازرق الفيس بوك والذي يشير له في اكثر من تصريح له في متون الرواية .
ان استخدام الروائي واثق الچلبي لاسلوب تيار الوعي في اعمال روائية استندت في طروحاتها من هذا الفتح المبهر في واجهة الرواية العالمي ، قد فجر الكثير من الكشوفات في جوهر روايته ، في بناءاتها الفنية ، من خلال ابتكار ابطال يتحركون ، ويتنفسون على هامش اعترافات البطل الرئيسي في العمل ، لتغدو افعالهم ، وتاريخهم. وانثيالاتهم ، ونزقهم ، وحتى ميولهم يتحكم بها الراوي الرئيس في الرواية .
وقد نجح الكاتب كثيرا في ترسيخ وارشفة ثيمة الرواية في زج أداة التسجيل ، كإشارة لخلود ، ونمو ، الحدث عبر توثيقه ، ليكون مرادفا واقعيا مقبولا ، وبإحكام قبضته اللغوية على تفاصيل وظروف المحاكاة بين البطل وجهاز التسجيل وبتغير زمن المحادثة ، حسب ذاكرة البطل ، وحصرها في مكان المطبخ والذي اعلن عن رمزيته في بداية الرواية ليضفي عليه هالة من القوة ، والاستحواذ ، والفعل ، ليجعل منه محركا لكامل الاحداث المروية .
هناك ، وفي العديد من الاعمال الروائية ، قدم الكثير من الروائيين اشتغالاتهم ، وبتناولات مختلفة ، لكن جامعها كان رمزا فنيا ، مثل اللوحة ، وقطعة من موسيقى ، او قصيدة ليتم بناء الرواية من تلك الاجتراحات ، وليس بعيدا عنا ، كقراء ، ومتابعين رواية البحث عن وليد مسعود لجبرا ابراهيم جبرا في ارشفة ثيمة روايته واشارته في آخر صفحة فيها على وجود شريط قد تم فيه تسجيل كامل وقائع وحياة بطل الرواية اثناء البحث عنه ، ليخلص من خلال ذلك لرمزية خلود الاحداث عبر الشريط الذي يرمز للفن .
وقد مرر الروائي بوعي ، وحنكة ، جميع ابطال العمل ، مثل شوقي ونيفين وندى ونيسان ووائل وماجد ضمن اعترافات البطل لزوجته المُغيبة قسرا في الرواية ، من خلال جهاز التسجيل ، ليخلق لنا معادلا دراميا ملفوفا بذاكرة بطله الذي يئن من جراحات متعددة ، وعميقة .
إن اسقاط الواقع ، وبكل ثقله على عمل ادبي ، يحتاج للكثير من الانتباه ، والحذر ، كي لا يقع السارد في معمعة وقائع مجاورة تتفتح على وثائقية واقعية ، مما قد يُلحق التشويه في اي عمل ادبي يبتغي التكامل في البناء الفني ورسم معالم متخيلة تنتهج من ظلال الواقع القاتم شيئا من طروحاتها ، وهذا ما فعله السارد واثق الچلبي في مخططاته لعمله من اضافة عناصر جمالية باستخدام مفردات شعرية ، مع تلاعب فطن في الوصف والذي غلب عليه المناخ الشعري ايضا في بناء الجمل المتناثرةعلى طول واجهة الرواية .
ونجح الروائي واثق الچلبي في صنع الايهام ، لسد الطريق امام قناعاتنا كقراء بتسلسل الاحداث ، وليحطم فكرة القراءة التقليدية في احداث الرواية ، وليطيح بكل ما ورثناه عن بطل يهذي في مكان يعج بروائح الطعام ، ومن ثم ينتهي به المآل لجثة هامدة تتدلى يديه على كرسي بلاستيكي ابيض وحيدا إلا من آلة تسجيل مغطاة بتراب زمن أفل وأفل رمزه معا..!
وكان التحول الكبير في جوهر الرواية ، حين يتم اقتحام البيت من جانب زوجته وولده اللذان يتكرر ذكرهما في اعترافاته ، مع تأكيد الكاتب والراوي على موت الزوجة وتغييبها من احداث الرواية ، إلا حال اقتحامها مكان البطل الميت في مكانه الاثير (المطبخ) ، وقيام الزوجة باستبدال ملابسها وارتداء قطعة من الكيموني كان البطل يتوددها لارتدائها حال لقائهما الحميم ! وقيامها بالرقص شبه عارية وبطريقة غاية في الفرادة والغرابة ، وكانت محاولة مضافة واخيرة لتأكيد السارد على قيام وبقاء وخلود ثيمة الرواية بتعادلية جهاز التسجيل ورقص الزوجة المُغيبة قسرا في الرواية .
لم تزل الرواية ، وفي حثها المحموم بطريق ابتكاراتها ، تنحو باتجاه رسم معالم جديدة في بناءاتها ، لتسجل سبق التفرد في تناولاتها ، وهذا ما ينشده الروائي واثق الچلبي في عمله هذا .



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقيه الطين .. تحت مواشير العدم والوجود في المخفي وفي المعلن
- فقيه الطين ورحلة البحث عن الخلود
- انثيالات فلسفية في رواية -فقيه الطين-
- ابداع متجدد
- رواية ( كل انواع الحلي لا تفيد الموتى ) تسلط الضوء على المطب ...
- عويل آدمي معلن يخرق متون العفة في اوقات الاندحار
- رواية ( يوسف لا يعرف الحب ) للكاتب واثق الجلبي .. قميص يرفض ...
- واثق الجلبي .. حفريات معرفية - - متوارية
- حمامة .. ولكنها غراب
- اجيال الرفض
- خارج الزمن
- لا تزعجوا الفيس
- العراقي دمه حار جدا
- الم أقل لكم ؟
- من هو الفاشل ؟
- اجبني يا أبا ذر
- القمر
- هيلا .. ترامب
- وصية
- تنكلوشا


المزيد.....




- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - رواية كل أنواع الحلي لا تفيد الموتى .. محاكاة الواقع بسلطة اللغة .. مدونة فنية لاستدعاء وقائع متوارية