أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس: ماذا حدث في 17 ديسمبر 2010














المزيد.....

تونس: ماذا حدث في 17 ديسمبر 2010


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6787 - 2021 / 1 / 13 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة ليست مفهوما علميا إلا إذا كنا نقصد بالمفهوم العلمي: العلوم الصحيحة ولكن كما نعلم هناك علوم اجتماعية وعلوم سياسية وعلوم مستقبليات ووو وأعتقد أنه لتعريف ما حدث في 17 ديسمبر وما تلاه يمكن الاستناد لهذه العلوم للاقتراب أكثر ما يمكن من فهم ما حدث وطبعا مثلما في كل مقاربة علمية يبقى الأمر دائما قابل للتعديل بما أن هناك تطورات ونقاط وموضوعات قد نكون تغافلنا عنها أو ظهرت فيما بعد ولها ارتباط بالحدث يمكن أن تساعد في محاولة إمساكنا بكل جزئيات تلك اللحظة. والمهم في كل ما ذركرتُ هو أن لا شيء يظهر مكتملا منذ لحظة ولادته وهذا تثبته العلوم الصحيحة وعليه فالثورة كحدث لا تفلت من هذا المنظور وهناك فقرة لماركس من "الثامن عشر من بروميير لويس بونابارت" يتحدث فيها عن الثورات ما بعد الثورات البرجوازية وكيف ستتقدم في اتجاه هدفها النهائي الذي عبر عنه في نص آخر ـ بأطروحة الثورة التي تقلب الأمور جميعاـ حيث يقول "فهي... تنتقد ذاتها على الدوام، وتقاطع نفسها بصورة متواصلة أثناء سيرها، وتعود ثانية إلى ما بدا أنها أنجزته لتبدأ فيه من جديد، وتسخر من نواقص محاولاتها الأولى ونقاط ضعفها وتفاهتها باستقصاء لا رحمة فيه، ويبدو أنها تطرح عدوها أرضا لا لشيء إلا ليتمكن من أن يستمد قوة جديدة من الأرض وينهض ثانية أمامها وهو أشد عتوا، وتنكص المرة تلو المرة أمام ما تتصف به أهدافها من ضخامة غير واضحة المعالم، وذلك إلى أن ينشأ وضع جديد يجعل أي رجوع إلى الوراء مستحيلا وتصرخ الحياة نفسها قائلة بصرامة:
Hic Rhodus, hic saltal
هنا الوردة، فلترقص هنا!
ومن هذا المنظور فما حدث لم يكن إلا ثورة ولكنها عجزت أو بالأحرى عجر القائمون بها عن جعلها تتقدم في اتجاه هدفها النهائي وأسباب ذلك كثيرة ويطول شرحها هنا وأعتقد أن ما يجري منذ عشر سنوات هو هذا التعثر المتواصل للأغلبية صاحبة المصلحة في قلب الأوضاع جميعا لصالحها في الإمساك بالوضع الجديد الذي قال عنه الألماني أنه وضع " يجعل أي رجوع إلى الوراء مستحيلا". طبعا فعندما يعجز الفاعلون لا يعني أن كل شيء سيتوقف فهناك قوى أخرى ستعمل على أن تطيح بالجديد وتقبره وتحاول ترميم الأوضاع حسب مصالحها ليستمر القديم ولو بأشكال هجينة متأزمة وهذا ما نجحت وتواصل فيه هذه القوى الأخرى (الخوانجية واليمين بكل اتجاهاته) تحيدا. مسألة أخرى لابد من التطرق إليها وهي مسألة كيف ننظر للتغير الجذري أو كيف العمل لجعل الحياة نفسها تصرخ قائلة بصرامة هنا الوردة فلترقص هنا حسب تعبير ماركس. في تقديري إن ذلك ليس مرتبطا بحدة أزمة النظام بقدر ما هو مرتبط بغياب مشروع التعيير الجذري نفسه لذي المعنين به جمهور المقهورين فالثورة يمكن أن تحدث وفي كل وقت فأغلب شروطها الموضوعية متوفرة ولكن التغيير الجذري هو الذي لا يمكن أن يحدث إلا إذا توفرت شروطه والتي على رأسها اليوم ضرورة استقلال الأغلبية عن كل بيروقراطيات النظام وخوض معركتها لصالحها وليس لصالح طرف من أطراف هذا النظام وهذا يتطلب رؤية متجاوزة للقديم ولكل المشاريع التي وقفنا على فشلها فالاستقلالية التنظيمية و السياسية للأغلبية والتي لم تعد "خدامة" فقط والانخراط في مشروع مقاومة مستقل صار أساس كل تقدم ولكن مثل هذا الكلام يبقى مجرد كلام نظري لا يقدم ولا يؤخر إذا لم يقترن بمشروع سياسي واضح يحسم مع القديم المتهاوي ويؤسس للجديد مع هذا القوى ومن داخلها مشروع "يخلص الحي من الميت" يسائل الحاضر ويطرح الحلول المناسبة لأزمات الحاضر الذي عمليا يظهر أنه متوقف أو يعيد تكرار نفسه دون أن يتقدم.

13 جوان 2021



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور القذر الذي تلعبه اليوم بيروقراطية الاتحاد العام لتونسي ...
- تونس:زمن راشد الغنوشي وعبير موسى
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- مأزق بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل الآن
- مبادرة الخروج من الأزمة... لقيادة إ.ع.ت .ش: محاولة يائسة لاس ...
- أزمة الفوق الفاسد وحدها لا تصنع التغيير الجذري
- لا مقاومة جذرية دون شبكة مقاومات ودفاع ذاتي في المحليات على ...
- اعتصام الكامور: استنتاجات مختصرة
- كرة القدم -طقس- لتجييش الجماهير والهدف دائما إضفاء -الشرعيات ...
- في تونس في ما تختلف قوى وأحزاب الفوق الفاسد وشخصياته السياسي ...
- تونس: حقيقة معارضى تحوير الفصل 20 من قانون اتحاد الشغل؟
- تونس أين تتجه الأوضاع بعد استقالة إلياس الفخفاخ من رئاسة ال ...
- حركة النهضة في تونس لا تسقط إلا بسقوط الانتقال الديمقراطي
- لمن لا يرون سوى القلعة: انتبهوا قليلا للعنكبوت المعشش داخلها
- أقوال ناظم الحصري أياما قبل أن يفقد عينه الثانية
- المعركة حول الشرعية والترتيب للطور القادم من الانتقال الديمق ...
- إلى أين تتجه الأوضاع السياسية في تونس في الأشهر القادمة: توا ...
- لا مشروع جذري للمقاومة دون شبكة مقاومات ودفاع ذاتي في المحلي ...


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس: ماذا حدث في 17 ديسمبر 2010