|
ألاعيب الرباط -- Les magouilles de Rabat
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6333 - 2019 / 8 / 27 - 14:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النظام المغربي لا يتوان يردد ، كون طوكيو تؤكد عدم اعترافها بجبهة البوليساريو ، كما يؤكد ان هذه لن تحضر مؤتمر ( السيكاد ) ، لان اليابان لم توجه لها الاستدعاء . ما يجري في الأرض ، وامام اعين النظام المغربي الذي المختص في التعتيم ، وقلب الحقائق ، والبارع في تحويل الهزائم الى نصر سريالي ، ان البوليساريو سيحضر المؤتمر ، نعم ليس كجبهة ، بل سيحضره كجمهورية معترف بها ، عضو بالاتحاد الافريقي ، والخطير ان حضور الجمهورية لم يحصل صدفة ، او حصل تطفلاً ، بل ان الحضور كان نتيجة استدعاء رسمي وجهته اليابان الى كل دول الاتحاد الافريقي . المفاجئة الطامة التي تكذب ، وتدحض دبلوماسية النظام الفاشلة ، حضور وزير الشؤون الخارجية الصحراوي ، الاجتماع الوزاري للشراكة بين الاتحاد الافريقي واليابان . فهل حضور وزير الشؤون الخارجية ، كان باسم الجبهة ، ام كان باسم الجمهورية ؟ الجواب هو ان الحضور كان باسم الجمهورية ، وهذا ما أكدته اليابان عند تعاملها مع الجمهورية ، كمكون من مكونات الاتحاد الافريقي . إذن كيف سيكون الحال بالنسبة للنظام المغربي ، الذي يعتم على ما حصل ، بالتركيز على تصريح لمدير ، وليس حتى لوزير ياباني ، بان اليابان لا تعترف بجبهة البوليساريو ، لكن دون ان يضيف ذاك المدير ، ان اليابان تعترف بمغربية الصحراء ،،، عندما سيجلس إبراهيم غالي كرئيس للجمهورية في المؤتمر ، الى جانب ممثل النظام المغربي ؟ إذن اليس التصرف الياباني استخفافا ، وضحكا ، واستهزاء بالنظام المغربي ، الذي يبحث عن اية قشة ، تمكنه من هضم الصدمة ، لإخفاء الفشل والاخفاق ، خاصة وانه يلوح براية عدم اعتراف اليابان بالجبهة ، لإخفاء اكبر صدمة ، وهي اعتراف اليابان بالجمهورية . إذن . هل يمكن ان نلوم اليابان ، على هذه الازدواجية في التعامل ، من جهة يصرح شخص فقط من درجة مدير ، بان اليابان لا تعترف بجبهة البوليساريو ، ومن جهة الدولة اليابان تتعامل وبالنهار الجهار ، مع الجمهورية الصحراوية ؟ ان ما تقوم به اليابان ، ليس اختراعا من قبل قانونييها ، وسياسييها ، بل هو نتيجة منطقية تأخذ بعين الاعتبار ، ما سار عليه النظام المغربي نفسه ، لأنه ومن خلال تتبع كل المسارات التي قطعها النظام في معالجته الفاشلة لنزاع الصحراء الغربية ، فالنظام المغربي حقا لا يعترف بجبهة البوليساريو ، لكنه في سنة 2016 ، اعترف اعترافا صريحا بالجمهورية الصحراوية ، كشرط لدخوله الاتحاد الافريقي . ولو لم يعترف النظام بالجمهورية الصحراوية ، هل كان له ان يظفر بعضوية الاتحاد الى جانب كل الدول المكونة له ؟ القانون الأساسي للاتحاد الافريقي ينص ، على ان اية دولة خارج الاتحاد ، تريد الانضمام اليه ، عليها الاعتراف الصريح ، والعلني بكل الدول التي تكونه ، وان تعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار . ورغم جميع الشطحات ، اعترف النظام المغربي مرغما بالجمهورية الصحراوية ، وهو الاعتراف الذي مكنه من حجز مقعد ، الى جانب مقعد الجمهورية بالاتحاد الافريقي . إذن التصرف الياباني جاء متناغما مع تصرف النظام المغربي الذي لا يعترف بجبهة البولياسريو ، لكنه يعترف بالجمهورية الصحراوية . والسؤال : هل يمكن للنظام المغربي ان يمنع عن اليابان ، او عن الاتحاد الاوربي ، ما يقوم ، وما قام به هو نفسه ؟ فكيف ان يعترف النظام بالجمهورية الصحراوية ، وفي نفس الوقت يعترض على دول أخرى اعترافها بالجمهورية ؟ هل حلال على النظام المغربي الاعتراف ، وحرام على غيره القيام بنفس الاعتراف ؟ ان الخطورة انه بعد آخر جلسة لمجلس الامن في أكتوبر 2020 حول الصحراء ، وبعد ان يعلن مجلس الامن عجزه ، او فشله في حل نزاع عمر لأكثر من خمسة وأربعين سنة ، أكيد انه سيحيل النزاع الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ، واكيد ان هذه ستخطو نفس خطوة النظام المغربي الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية ، فستتجاوز من ثم مطلب حل الاستفتاء وتقرير المصير ، لتطرح مباشرة على التصويت الاعتراف بالجمهورية الصحراوية اقتداء باعتراف النظام المغربي بها .. إذن اليابان في تعاملها مع قضية الصحراء الغربية ، فهي لم تقم الاّ بما قام به النظام المغربي .. الذي لا يعترف بالجبهة ، لكنه يعترف بالجمهورية ... واليابان بدورها تؤكد انها لا تعترف ولا تتعامل مع الجبهة ، لكنها تعترف وتتعامل مع الجمهورية ، شأنها في ذلك شأن الاتحاد الأوربي ، وشأن الولايات المتحدة الامريكية ، وكندا ، وروسيا ، والصين .. لخ .. على نفسها جنت براقيش ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألاعيب طوكيو -- Les magouilles de Tokyo
-
دعوى التخلي عن الجنسية المغربية ، وخلع عقد البيعة من العنق
-
تحليل بسيط لخطاب الملك -- ne petite analyse du discours du R
...
-
الدكتاتور -- Le dictateur
-
القرصنة -- La piraterie
-
جيل السبعينات
-
الاعتقال السياسي
-
الشعب المُفترى عليه
-
إبراهيم غالي يهدد بالحرب ويعتبرها محطة اجبارية
-
لا ثورة بدون ازمة ثورية
-
مقتل قايد تابع لوزارة الداخلية
-
الشعب المغربي -- le peuple Marocain
-
حيّا على الثورة ، وحيّا على الثوار
-
Est ce la ( gauche) va gouverner هل سيحكم ( اليسار ) ؟
-
قرار تاريخي لملك المغرب ( منع رجال الدين من السياسة )
-
حزب من اجل الجمهورية المغربية
-
العلمانية والديمقراطية ( 3 ) La laïcité et la démocratie
-
La laïcité : العلمانية ( 2 )
-
العلمانية – اللاّئيكية ( 1 ) La laïcité
-
جبهة البوليساريو في مفترق الطرق
المزيد.....
-
-حماس- تعلن وفاة أسير إسرائيلي يحمل الجنسية البريطانية
-
فيضانات مدمرة تضرب أفغانستان وتخلف 200 قتيل
-
ما صحة المزاعم المحيطة بمقتل رجل الأعمال الإسرائيلي في الإسك
...
-
-الوقت ينفد-.. حماس تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي في غزة
-
أكثر من 300 قتيل في فيضانات مفاجئة في شمال أفغانستان
-
قناة إسرائيلية تشبّه الليلة الماضية بالأيام الأولى للحرب في
...
-
بوتين يصدر مرسوما بهيكلة الحكومة للهيئات الفدرالية للسلطة ال
...
-
-يوروفيجن-: تأهل إسرائيل إلى النهائي يفاقم الانقسام ويؤجج من
...
-
شاهد.. سرايا القدس تسقط مسيرة إسرائيلية وتسيطر عليها بغزة
-
تفكيك الكيان الصهيوني على مستوى النموذج
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|