أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عذري مازغ - تساير عصية على الموت















المزيد.....

تساير عصية على الموت


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6194 - 2019 / 4 / 7 - 21:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اللغة المغربية تساير عصية على الموت، كم يكفيكم من الوقت لقتلها؟
حتى في الرسائل القصيرة، يستطيع أي مواطن أن يكتب بها مهما بلغت أميته سواء بالأحرف اللاتينية أو العربية، والناس تقرأها استنادا إلى إيقاعاتها في الكلام الشفهي، (يفترض نظريا أن لأي إيقاع قواعد) الكلام الذي لينه الصرف اليومي ، الكلام الذي عند البعض "ليس له قواعد وليس مكتوبا" كما يقول "اللسني" جحفة، مع كامل تعجبي من لسني يفترض فيه أن يكون علميا، بمعنى ان يتاسس تصريحه كلسني على نظرية، كيف يمكن أن تكون لنا ظاهرة اجتماعية، "كلام يحيى فيه المغاربة" "اوال" ونكتبه بلغة أخرى (عزيز ذكي، ناقد تشكيلي)، كيف لا يمكن ان تكون لظاهرة ما عندنا "أساس وقواعد"؟ . وطبعا لان الدولة غارقة في إنشاء معاهد وأكاديميات تؤسس قواعد لغات أخرى ، دولة تؤسس معاهد للكتابة بلغات أخرى (ولا يهم هنا بالنسبة لي من يدافع عن الفرنسية ولا عن العربية)، أي تؤسس ذلك الذي استحال عندنا في لغتنا الشفوية، أي تلك القواعد التي يتكلم عنها عبد المجيد جحفة الملقب بلسني (1)
يطرح سؤال بديهي: هل الذاكرة الشفهية في المغرب لا تؤسس أدبا شفهيا لائقا؟ والجواب على هذا السؤال شيزوفريني : يمكن كتابة هذا الأدب بلغة العم فرانسوا أو بلغم العم عمرو، وللإستدلال يمكن حتى كتابة الشفهي بلغة العمين نفسهما أي وضع هذا الكلام الشفهي بخرق قواعد الكتابي في لغة العمين إلى وضعه بنفس اللغتين وفقا لنسق إيقاعه الشفهي ، في هذا السياق تطرح مشكلة اخلاقية عانيناها طيلة النصف قرن من القرن الماضي ولا زالت مطروحة حتى الآن وتتجلى في مسالة سرقة هذا الإبداع الشفهي: الكثير (على سبيل المثل فقط) من فناني الاطلس المتوسط في الغناء الامازيغي ادعوا ملكيتهم لأغاني بعينها برغم انها كانت موجودة حتى قبل ولادتهم، وفي نموذج الدارجة المغربية، الكثير من اغاني مجموعة جيل جيلالة وناس الغيوان كانت أيضا موجودة في الذاكرة الشفهية قبلهم (قبل ولادة عناصر هذه المجموعات نفسها)، فهل يكفي أن تضع إيقاعا موسيقيا (تؤسس قاعدة عبر آلات) لتتبنى ملكية هذه الأغاني؟
وما يلاحظ في الأغنية يلاحظ في الرسم، (أشهر رسامة مغربية هي أمية تماما وتم تقديمها بلغة الأجنبي ) ويمكن رصد نفس الامر حول الملكة الفنية، فالكثير من اللوحات لرسامين معروفين لم تقم في الحقيقة سوى نقل موضوعات رسم أشكال موجودة في الزخارف التقليدية (الصناعة التقليدية عموما: الخزف، النسيج، النحت الخشبي) (الملكة الاخرى التي لم يوجد المشرع المغربي لها قواعد في حفظها كما اللغة الشفهية)
بعبارة أخرى، هل كتابة هذا الأدب الشفهي مؤسسا على قواعد لغة اخرى (هي في واقع الأمر، هذه الكتابة له، عبر لغة اخرى هي ترجمة له) تسمح بتملك الملكة الجماعية لهذا الأدب، كما نعمل أيضا على تملك أراضي الجموع على أساس قواعد القانون والإقتصاد والإستثمار (أي نفس الاساس لتأسيس قواعد الكلام، وبنفس منطق الإقتصاد تسهيل الإستثمار للآخر وتشجيعه)
كل ما لم تضع له الدولة قواعد وأسس يسرق ببساطة وأكيد ان شيزوفرنيتنا تسمح وسمحت أيضا بسرقة الآثار والرمال وحتى العظام .

تلخيص ضروري لخطاب التعريب والتفرنيس: اللغة الفرنسية لغة استعمارية بالنسبة للمغرب، وهي لغة تفتح بالنسبة للبرجوازية المغربية، يمكن ببساطة قلب المعادلة بالنسبة لخطاب التفرنيس مع تعديلات في المضمون: اللغة العربية أيضا لغة استعمارية، وهي لغة هيمنة بالنسبة لمن يتوخى تعجيز شعب باللغة بشكل يجعل فهمه كمين بفهم لغة القرآن، لكن مايميز الخطابين هو انهما يلتقيان في الهدف الذي هو الهيمنة السياسية لواحد من الفريقين وهما معا من البرجوازية الكولونيالية الفرنسية ممن أشرفو على توقيع اتفاقية إيكس لوبان ، والفريقان معا يختلفان شكليا في آلية الهيمنة لغويا وهما يتفقان قالبا ومضمونا حول اي من الأشكال أكثر نجاعة لتابيد هيمنتهما، لذلك لا نستغرب أنهم يدافعون ظاهريا على العربية فيما ابناؤهم في المعاهد الاجنبية الفرنسية والتركية والإنجليزية .
داخل هذا الخطاب نلمس المسكوت عنه او بعبارة أدق، نلمس مشكلا مغلفا في التنصير للغتين، بشكل تظهر ميزة حسن بالنسبة لهذه اللغة او تلك وكأن لغتنا نحن المحلية، المجالية ايضا هي لغة قرود وهنا لن ندخل في جدال من يعتقد انهم قرود سامية كسبت اللغة اولا ثم بغريزتها الفتحية الدينية أكسبت القرود الأخرى لغتها لكي تستانس بالحضارة (حضارتها) وهو ما يفعله الكثير من غوريلا المشرق ..
عينات من النقاش في الفضاء المفترض تنطلق من نفس المشكلة لتصل إلى تنصير هذه اللغة او تلك (في السياق ذاته كل الفريقين يعرف في كنهه ان اي لغة قادرة على التحصيل العلمي) (ونفس الامر بشكل متفاوت طبعا نجده عند رفاقنا في المشرق: يتغنى الإنجليزية أو الالمانية وربما اليابانية لو كانت قريبة على حساب لغته الحية في إقليمه المجالي) (أنفة ديك رومي ).
الكل يقر بمشكلة التعليم وهي أساسا مشكلة برامج وادوات وتجهيز ومواد التعليم التي تراد للمغاربة، ثم بعده هي مشكل اولويات علاقة بها(أقصد باللغة) بالإقتصاد والتنمية والتحصيل العلمي ، يعني قاعدة المشكل المادية الحقيقية ليست لا اللغة ولا التحصيل بل فقر التعليم أساسا (غياب آليات التلقين والمناهج العلمية في التحصيل)، والفقر هذا ليس في اللغة بل في المعدات الضرورية لتحصيل المعرفة) وسابقا كنا نشرح الرياضيات والفيزياء والعلوم لبعضنا البعض بالدارجة المغربية وب"الشلحة" أيضا ..
هناك لغات مزاحمة اخرى لم تظهر بعد في الصراع لكن أثارها موجودة، فبعد معاهد باستور الفرنسية نجد ايضا معاهد سيربانتيس ، ويقال ان المغرب ثاني بلد توجد به هذه المعاهد بقوة ، يعني اننا اكثر درجة من كثير من بلدان امريكا اللاتينية، وبالضبط هذه المعاهد الإسبانية لها قواعد اجتماعية ايضا تحضنها (شمال المغرب ومناطق النفوذ الموريسكية بالمغرب ومنهم من يتوأم بينها وبين العربية أيضا وخير دليل على هذا بيان لمؤتمر معاهد سيربانتيس بالمغرب ونشر سابقا بجريدة أكسبريس يدين التهميش ومناهضة اللغة الإسبانية) وطبعا لن نتكلم عن معاهد "الكوكوت مينوت" الأنجلوساكسونية في الإقتصاد والتدبير والمعلوماتية وكلها معاهد تتسيد بالمال أكثر مما تعطيه عمليا في التحصيل العلمي، يكفي أن تكون لك شهادة من هذه المعاهد وتتكلم بطريقة الزواحف اللغة الإنجليزية وتصبح خبيرا دوليا ..
كل هذه التيارات التي تدافع عن تسييد لغة معينة لها ارتباطات كولونيالية ومدعمة ماليا وآليا على حساب لغتنا الحية، وفيما هم يتصارعون نحن الشعب ننتصر لهذا الطرف او ذاك على حساب وجداننا اللغوي ، لكن الغريب أكثر هو ان هذا النزاع الطبقي يرمي إلى تسخير الموارد المغربية التي هي من ضرائبنا إلى تنصير هذا الطرف او ذاك
مع الأمازيغية ومع اللغة المغربية التي هي مزيج لغات كل هذه التيارات (الدارجة المغربية يطغى عليها منطق اللغة الامازيغية وتجد فيها العربية والفرنسية واليونانية والإسبانية وكل لغات حوض البحر الأبيض المتوسط وحتى الإنجليزية ايضا )
مشكل التعليم هو مشكل فقره ومشكل ضعف آلياته ومشكل دعمه من طرف الدولة نفسها التي اطرها اللاوطنيون الذين يفكرون في تسييد لغة يستأسدون بها
ملاحظة: أقصد باللغة المغربية (الدارجة والامازيغية)، ولست ضد أي لغة على الإطلاق بما فيها اللغات الهندية بامريكا اللاتينية ، يمكنني في المغرب أن أدافع عن اللغة العربية لو كنا نحن في المغرب عمليا وواقعيا شعب عربي يتكلم العربية حقيقة.
(1) http://www.blafrancia.com/node/463



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكل اللغة مرة أخرى
- حسين مروة
- حول الإسلام المثالي
- لا أومن بإله يهتم اصلا بأخطائنا
- مهدي عامل الرائع
- كلمة شكر إلى الأستاذ سعيدي المولودي
- يسار البؤس
- دائرة المشردين -مريم ملاك-
- جمال خاشقجي ومثلث بيرمودا
- الغاشيات
- اشكالية اللغة العربية هي إشكالية طبقية وليست عجز في اللغة (م ...
- اللغة المغربية وخرافة الخدش للحياء العام
- الكلب المهجور
- حول عمل التنسيقيات والمنتديات الاجتماعية
- جار القردة
- حول عسكرة الحسيمة
- ماركس في المغرب، لم يمت بعد!
- سكت دهرا فنطق كفرا
- المقاطعة المغربية وردود الفعل
- حول المقاطعة المغربية


المزيد.....




- حلم كل مسافر.. هذا المطار لم يفقد قطعة واحدة من الأمتعة منذ ...
- الإعلام الإسرائيلي يفضح نتنياهو ويقلب الطاولة عليه: لن نلعب ...
- عنف المستوطنين يضيق الخناق على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ...
- نتنياهو يريد بقاء حماس في السلطة، -ودوافعه الخفية كُشفت- - ج ...
- الاعتداء على ساسة ألمان ـ شولتس يندد وفيزر تبحث تشديد إجراءا ...
- مصرع سائق بعد اصطدام سيارته بإحدى بوابات البيت الأبيض (صور) ...
- كل مرة بمليون..الحظ يحالف أمريكية مرتين في أقل من 3 أشهر (ص ...
- عبد اللهيان: احتمالات توقف الحرب في غزة باتت أكثر من السابق ...
- صفقة التبادل تعمّق أزمة نتنياهو وتبدد شعار -النصر المطلق-
- ترقب لمباحثات القاهرة وحماس تتمسك بدور تركي روسي ضامن


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عذري مازغ - تساير عصية على الموت