أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - غضب .... ليس على وقع الجمر _ قصة قصيرة














المزيد.....

غضب .... ليس على وقع الجمر _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 30 - 02:45
المحور: الادب والفن
    


صحت السيدة الكبيرة من نومتها الغير معتادة على وقع أصوات ناعمة تدل على حضور زائر من النوع المحبب لها، رفعت الغطاء الخفيف الذي يلف جسدها الممدد تحته لتبصر أمرا طارئا، كان الشخص الذي يقف بقربها غريبا ولم يسبق أن رأته من قبل، أعادت الغطاء لتستر فيه وجهها المنكشف على غريب.... تذكرت أنها أعطن الأمر لمن معها في البيت ألا يدخل أحدا عليها دون أن تأذن له....
_أه يا للهول هذا الغريب يحمل سماعة الأطباء ... لا بد أن أحدهم قد أصيب بعارض صحي.
_خيرا يا دكتور ما الذي جرى ... من أصيب أخبرني رجاء فأنا لا أتذكر أن أحدا يشكو من شيء قبل قليل عندما خلدت للنوم.
_لا عليك سيدتي الموضوع جرى على خير مجرد أزمة عادية كالسابق بحاجة إلى من يتابعها كي لا تتطور أكثر.
_لا لا هذا الأمر يقلقني لا بد لي أن أعرف ماذا حدث بالتحديد.
_أتركني قليلا لأضع غطاء الرأس وأجلس لتتم لي بقية ما حدث.
_أتمنى ذلك فقد تكون المعجزة قد حدثت.
بين رغبته في الأستماع لشجاعة السيدة وتأكده أنها تعيش بعض من هلوساتها القديمة خرج ليلتقي بأبنة السيدة التي رأت الأبتسامة تعلو وجع الطبيب وكأنها بشارة ما.
الحقيقة أن الرجل مصدوم من حديث السيدة المرتب وكيفية شعورها بما يجري حولها، لقد كان الأمر فعلا صادما له ولذوي السيدة، فهي غائبة عن الوعي منذ أشهر ولولا العناية الفائقة التي يؤمنها وجود ثروة كبيرة ورثتها من عدة أزواج أثرياء تعاقبوا عليها لم يكن بالإمكان أن تبقى على قيد الحياة إلا بضع ساعات، سألته السيدة الصغيرة هل من جديد دكتوري العزيز.....
_الحقيقة الأمر معقد فما زال للسيدة من بقية عمر فقد تكلمت معي والان تريد أن تضع شيئا على رأسها وتنهض من فراشها لأكمل لها حكاية المريض الذي جئت من أجله.
_يا للفظاعة ماذا تقول تنهض من الفراش هذا شيء لا يشبه حتى المعجزة .... كلمني بوضوح أكثر هل ما حدث حقيقة أم مجرد مزاح.
_يمكنك الدخول لها وتسأليها عما جرى.
الحقيقة لا يمكنني الدخول أو حتى التفكير بأن السيدة الوالدة على قيد الحياة وليس على قيد الحركة والنهوض، أنت تعرف تماما ماذا يعني أن تكون حبيس هذا المكان لأن هناك شخص ما يرتبط معك بالاسم ولابد من مراعاة قواعد البرتوكول الأجتماعي، لقد أمضت عمرا طويلا من اللهو والسعادة والمرح، لقد تزوجت خمس مرات وهي في عمري الآن لقد نالت كل ما تتمنى والآن تحاصرني هنا في ورقة مكتوبة عند رجل بارد ألا أرث منها شيئا لو تركتها ساعة واحدة أو تزوجت دون علمها..... أليس من السخف أن يكون وجودي تتحكم به عجوز خرفة شمطاء....
_هدأي من روعك صديقتي فقد تكون تسمعك الآن وقد أستردت وعيها فتتصل بمحاميها لتتبرع بثروتها لجهة أخرى وقد يضيع كل نضالك من أجلها بلحظة غضب.
_لا يهمني الآن ولتسمعني جيدا سأقول لها بوجهها أنني أكرهك أيها الغنية المتعفنة، لا أريد منك شيئا فقط سأناضل لأجل حريتي ....
_ولكن....
_من غير لكن سأفعلها وليكن الجحيم نصيبي أو نصيبها..... لا فرق فقد قرفتها وقرفت كل ما يتصل بها من تسلط وعدوانية.
كانت ثائرة جدا وقد جن ذلك الشيطان الذي يمسك بمركز الأعصاب في دماغها وهي تضرب باب الغرفة بقوة...... ما زال الطبيب يضحك سعيدا لأجلها فقد عرف الخاتمة وصورها عندما وجد أن جهاز نبضات القلب في الداخل لم يعد يؤشر بشيء.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين الأجتماعي وقضية الحرية في المجتمع الإسلامي
- حروف للقاء ..... لقاء أخر بيننا
- العمامة والزي الديني توظيف للأنا المتضخمة وخداع للمؤمنين بأن ...
- هلوسات رجل مهزوم ..... لكنه يحلم
- أحلام الوطن البديل
- عوامل التغير وطريق الثورة
- العصر مفردة الزمن في دلالات النص الديني
- يوميات عاشق .... مسافر مع الحروف
- صندوق جدتي وسفينة نوح
- قوة الأصالة الأجتماعية ونجاحها في مواجهة التغيرات الفكرية وا ...
- مكة والمدينة وجوهر الصراع الأجتماعي الأول في المجتمع الإسلام ...
- مكة والمدينة وجوهر الصراع الأجتماعي الأول في المجتمع الإسلام ...
- مفهوم النسقية الأجتماعية والنمطية الاجتماعي ودورهما في بلورة ...
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح3
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح2
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح1
- أول الخطوات .... أخر الكلام
- مرة أخرى الإنسان خالقا ......
- لعنة موت متنقل
- الخديعة


المزيد.....




- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - غضب .... ليس على وقع الجمر _ قصة قصيرة