أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كوسلا ابشن - من بول البعير الى رسم الهويات















المزيد.....

من بول البعير الى رسم الهويات


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 00:16
المحور: كتابات ساخرة
    


من المعروف ان الانظمة الاستعمارية من زيفت تاريخ الشعوب المستعمرة (فتح الميم ), الغالب كتب تاريخ المغلوب حسب اهدافه الاستراتيجية.
جغرافية شمال افريقيا ( تامازغا) من بين البقع الارضية الاكثر تعرضا للاحتلال الاجنبي, ولهذا تعرض تاريخ الامة الامازيغية للتزييف والتشويه وخصوصا على ايدي الحكواتيين العرب, من دون الادلال بأية براهين علمية تثبت صحة حكاياتهم الخيالية, الحكايات التي ستأخذ الطابع الاكاديمي بعد السيطرة الكولونيالية العروبية على السلطة السياسية في بلاد ايمازيغن في اواسط القرن العشرين.
ترسيخ الخرافة وتوغلها في الوسط الشعبي تم بدعم قوة السياسة والايديولوجية, اصتدم بالحقائق العلمية في زمن التمدن وانبعاث الانسان الحر للاعلان عن ذاته المادية والروحية والتحرر من الاغتراب المفروض على العقل الاسير.
بروز النضال التحرري الامازيغي على جغرافيته بعثر اوراق الكولونيالية العروبية في مستعمرة الشمال الافريقي, ليمتدى الخوف من نهاية العروبة الاستعمارية الى المركز المقدس, الاعراب التاريخية والطبيعية (الحجاز والنجد), لتنطلق صيحات مدمني على شراب بول البعير تعلن عن مكروباتهم واوساخهم المترسخة في عقول البعير عبر الزمن الاستعماري المتخلف, لتستمر في شكلها الرجعي النازي المضطهد لكل الاصوات الحرة المطالبة بالحرية والاستقلالية عن العروبة الاستعمارية.
انخرط البول المقدس في الحرب ضد ايمازيغن والامازيغية بكل ثقله المالي والدعوي والسياسي, وبشكل سافر يتدخل البول المقدس في الشؤون الداخلية للمجتمع الامازيغي, ويحث خصوصا العقل الاسلامي المتزمت لابادة ايمازيغن والامازيغية هوية واللغة تحت ذريعة كاذبة وخيالية من هلوسات شاربي بول البعير سميت (((المؤامرة اليهودي - الامازيغية))) , وباسلوب الاميين معرفيا, اشهر الاعرابي سلاح الشتم والسب ضد من ادعى انه يعرفهم جيدا ( ايمازيغن), ب "انهم بلا نسب ولا اصل وان بعضهم يهودي الاصل والديانة ".
اذا كانت الامة الامازيغية بلا نسب ولا اصل, وجزء منها من اصل يهودي, فلماذا تبذرون الملايين من الاموال الورقية لانتاج ايديولوجية الانتماء العربي, لخداع العالم عامة وايمازيغن خاصة بحكاية الاصل العربي للامازيغ؟؟؟.
ابن بنية الثقافة البدوية الحجازية-النجدية, لا شك بفضل البترو-دولار استفاد من المنتوج الاستهلاكي اليهودي صانع " التحضر" الاعرابي, (ناطحات سحاب, كمبيوتر, هامبورغة, جينس, اثاث منزلي, ... ), لكن ثقافته المتخلفة ( النص الايماني) حاصرت تفكيره في معتقداته البدوية و نصه الايماني وبالتالي لم يستطيع تحديد العلاقة بين تفكيره البدوي والظاهرة الاستهلاكية المعاصرة بمنتجيها ومنظيرها, وهكذا يرفض البدوي الاعتراف بصانع " مجده" المزيف او " حضارته" المزيفة, بل يوظف ما ليس ملكه بل مستهلك له فقط في معاداته لاصحاب الفضل عليه, وتوظيفه بشكل عنفي في معادات اصحاب الرؤيا المناقضة للايديولوجية العروبية الاستعمارية ( ابناء الاوطان المحتلة من كورد, اراميين, اقباط وايمازيغن ), لتكريس الوهم الغيبي ( خير امة اخرجت للناس) في عملية غسل الادمغة من جهة, ومن جهة اخرى تبرير الاضطهاد القومي والاجتماعي لشعوب الاوطان المحتلة. من هلوسات شرب بول البعير عند "النخبة الابجدية " المتكررة على لسانهم كلما ذكروا ايمازيغن, (الامازيغ الحقيقيين الشرفاء, طارق ابن زياد ويوسف بن تاشفين وعبد الكريم الخطابي و...) اما الباقية فهم لانسب لهم ولا حسب. لنذكر السفهاء الاعراب, فان الذكر ينفع, وباختصار الامازيغ الحقيقيين الشرفاء, لا يرون في طارق ابن زياد الا بربري خائن لشعبه وارضه, ومات موتة الخونة, مذلول ومحقور. اما يوسف بن تاشفين سلطان الامبراطورية المرابطية الامازيغية او رئيس جمهورية الريف محمد الخطابي اوغيرهم من شرفاء ايمازيغن, فلجهل اقلام الاستعمار العروبي بتاريخ لهؤلاء, تراهم يستغيثون بهم في حربهم ضد الامة الامازيغية, من دون ادراك ان يوسف من انهى الحكم الاموي العروبي في الاندلس, وان يوسف من وحد ارض ايمازيغن في امبراطورية شمال افريقيا وضم الاندلس اليها, و لم يعترف بالحكم العروبي القريشي العباسي في بغداد, ولم يبالي بالوجود العباسي لا ايجابا ولا سلبيا.
هلوسة البول جعلت الابجديين يتحدثون في كل شيْ, في النسب والاصل والكثافة السكانية ورسم الهويات والحدود, متفاهة احد السفهاء: "فهل كان المغرب العربي صحراء قاحلة لا يسكن فيها إلى الثعابين والعقارب والجرابيع وقليل من الأمازيغ، لأن قبل 1400 سنة أكيد لم يكن عددهم 50 مليون. أكيد كانوا 5000 شخص يسكنون بهذه الأراضي الشاسعة وأصبحوا الآن 50 مليون".
وللتعقيب على التفاهة اشير الى حقائق من كتابة المؤرخين يقول:
Neumann, W: " Die berber, Vielfalt und Einheit einer alten nordafrikanischen kultur" köln 1987:
" في القرن 2 و3 م كان في شمال افريقيا اكثر من 200 مدينة وكانت آهلة بالسكان"
ويقول ابن خلدون في المقدمة, ص.150:"
إفريقية والمغرب لما جاز إليها بنو هلال وبنو سليم منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خرابـًا كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومى كله عمرانـًا تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر ".
المصادر تتحدث عن مدن آهلة بالسكان وعن عمران ومعالم وتماثيل البناء زلم يصلها الخراب الا باجتياح الطاعون والجراد الاعرابي للمنطقة المتمثل في بنو سليم وبنو هلال.
ألاكيد ان تامازغا بلاد ايمازيغن لم تكن قبل 1400, ارض صحراء قاحلة تسكنها الثعابين والعقارب, واكيد لم يكن عدد سكانها ايمازيغن 50 مليون , لكن اكيد انهم لم يكونوا 5000 شخص, لان المدينة الامازيغية الواحدة كان عدد ساكنتها تعد بالعشرات الالاف, و الاكيد ان سكان شمال افريقيا كانوا بالملايين, فالشهادات التاريخية والمعطيات الاركيولوجية تأكد ذلك, وليس تخيلات وهلوسات بول البعير, والابحاث العلمية تأكد بدون شك ولا هلوسات, ان المناطق ذي المناخ المعتدل (شمال افريقيا), اكثر كثافة سكانية واكثر خيرات نباتية وحيوانية ومائية وهذا عامل رئيسي للتزايد السكاني, اما المناطق الصحراوية ( جزيرة العرب, الحجاز والنجد) فهي شحيحة في كل شيْ, وللسبب المناخي كانت ساكنتها قليلة العدد وقليلة الموارد المعيشية, وهذا السبب الاقتصادي هو من كان السبب وراء وأد البنات عند الاعراب, وهذا يؤكد ان عدد الاعراب لم يكن في القرن 7 م الا بعض العشرات الالاف موزعين في بعض الواحات, فكيف اصبحوا مئات الملايين بسحر ساحر ومالكي بلدان اوطان الشعوب المختلفة من الشرق الاوسط الى شمال افريقياو وهذا لم يتم طبعا الا بعملية التحول الهوياتي اللاطبيعية و المنافية للارادة اللاهوتية .
التاريخ يعلم الجاهلين ان هوية الارض والشعوب لا تحددها الانظمة الاستعمارية ولا ارادة السلطات الارتزاقية التابعة للقوميات الاجنبية, فالهوية الامازيغية حددت في صيرورتها التاريخية منذ الانتقال من الصيد الى الزراعة و تربية المواشي والتمدن, كما ان الهوية الامازيغية لبلاد ايمازيغن لا تحدد بالاغلبية و الاقلية, فهي ليست عملية انتخابية ولا استفتاء, رغم ان الامازيغ هم الاكثرية المطلقة في بلادهم وان الاعراب المستوطنين اقلية قليلة, وان القول السوقي : " العرب الذي يبلغ عددهم 100 مليون في المغرب العربي ضيوف عند الأمازيغ الذي يبلغ عددهم من المشرق إلى المغرب 20 مليون " يبين تفاهة قائله, اولا, ان سكان شمال افريقيا في مجموعهم, امازيغ و معربين و يهود وغيرهم من ساكنة المنطقة, من ليبيا الى موريتانيا, يصل عددهم حسب الموقع ويكيبيديا، الموسوعة الحرة الى حوالي 92 مليون و668 الف و364 شخص, وكيف اوصلت الهلوسة البولية عدد ( العرب) وحدهم الى 100 مليون, وثانيا, ان المحسوبين عن العروبة في شمال افريقيا اغلبيتهم العظمي بربر ترمنوا في زمن الاستعمار الروناني و تتركوا في حقبة الاستعمار التركي وتفرنسوا مع الوجود الفرنسي وتعربوا في وقت الدعارة الهوياتية مع العروبة الاستعمارية.
ثالثا, ما هو مصدر الهلوسة في تحديد عدد ايمازيغن "من المشرق الى المغرب 20 مليون", فالمتحدثين في المروك لوحده يفوق 20 مليون نسمة.
رابعا, وكما قلنا الارض امازيغية قبل عشرات الالاف من السنين, و آثارها تتحدث عن قدم الامة الامازيغية في بلادها تامازغا, وقبل ان تتشكل القبائل الاعرابية في الحجاز والنجد وان تتوحد في القرن 7م, لتصبح اليوم اقلية في موطنها الحجاز والنجد, بعد الانصهار التاريخي, فلم يعد يعرف الاعرابي اصله وفصله, فهل هو من اصل فارسي, او كوشي, او بربري, او ارامي, او عبري, او قبطي, او هندي او ...., فهل تستطيع الهلوسة البولية تحديد الاصل الاعرابي الحجازي-النجدي.
اخيرا ان القوى الاستعمارية كيفما كانت قوتها وتعدادها وجبروتها واستبدادها وقوة ايديولوجيتها, فانها لا تستطيع احتلال ارض الغير الى الابد, وشمال افريقيا هو النموذج, رحل الرومان رغم قرون من الاحتلال و من الارمنة, ورحل الاتراك رغم قرون من الاستعمار والتتريك-التعريب, وتبعتهم فرنسا رغم 130 سنة من سيطرتها على المنطقة, وسيكون مصير العروبة الاستعمارية (وليدت الامبريالية الاوروبية في اواسط القرن العشرين) نفس مصير من سبقها في اغتصاب الارض والانسان, الرحيل عن المنطقة عاجلا او آجلا, لأن موطنها الاصلي هو الحجاز والنجد وليس بلاد ايمازيغن, التي حافظت على امازيغيتها لقرون من الاستغلال والاضطهاد والقهر الاستعماري.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقية مبدأ اساسي للزاوية بن كيرانية
- العداء للامازيغ وللامازيغية بين الاسلام والعروبة
- النضال الثوري التحرري وحده من سيغير الواقع الامازيغي
- غزوة جديدة لصبية التمركس العروبي في الجامعة المروكية
- رسالة شعبنا القبايلي الامازيغي في ذكرى تخليد الربيع الامازيغ ...
- من السبايا الامازيغيات الى السبايا الايزيديات
- بلجيكا تدفع ثمن التسامح والتساهل مع العقل الارهابي
- الفرنكوفونية والعروبية, وجهان للغزو الثقافي الاستعماري
- الاسلام وديسبورا الشمال الافريقي بأوروبا
- حوار الاديان ام صراع الاديان
- جروح الريف لن تندمل الا بالاستقلالية
- اغتيال الطالب عمر خالق مناضل الحركة الثقافية الامازيغية بموق ...
- المنتقدين للعرقية هم عبيد لاْسوء المذاهب العرقية
- ذكرى 19 يناير, بين التحقير -الاوباش- والمقابر الجماعية
- السنة الامازيغية رمز القوة في عصر الخنوع
- العرقية, النظرية والممارسة
- الغزو او الفتح النتيجة هي الاحتلال
- من هم عملاء الصهيونية في شمال افريقيا؟؟؟
- سياسة التسامح غير مجدية مع اعداء الانسانية
- السلطة الكولونيالية العروبية وتقرير مصير لقبايل


المزيد.....




- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...
- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كوسلا ابشن - من بول البعير الى رسم الهويات