أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كوسلا ابشن - بلجيكا تدفع ثمن التسامح والتساهل مع العقل الارهابي















المزيد.....

بلجيكا تدفع ثمن التسامح والتساهل مع العقل الارهابي


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 22:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بلجيكا تدفع ثمن التسامح والتساهل مع العقل الارهابي

تساهلت وتسامحت اوروبا مع العقل الارهابي الاسلامي انطلاقا من ثوابتها العلمانية والديمقراطية, سياسة الاعتراف بالتعدد والاختلاف, لم توازيها سياسة تسيير هذا الاختلاف والتعدد وخصوصا الديني, مما أفقدها الادراك في عملية التحكم في ميكنيزمات التوجيه والفرمزة, هذه السياسة الغير المدركة للعواقب و النتائج المحتملة لغض النظر عن نشر ايديولوجية مبادئها الثابتة عنفية واحادية وترهيبية , والسماح لعناصر مؤسساتية بترويجها بكامل الحرية في الاماكن العامة والخاصة.
الخطأ الاستراتيجي للدولة البلجيكية الغير المدروس, آتى بنقيض من متمنيات الدولة, بتخطيطها لدمج المكون الاسلامي في المجتمع البلجيكي, لكن بسياسة خاطئة, فعوض تحقيق سياسة الاندماج, حصل العكس, تمت عزلة هذا المكون من غير وعي, بسبب السياسة "الاسلامية" للدولة البلجيكية, برسميتها للعقيدة الاسلامية ودعمها المالي لبناء المساجد وتكوين الجمعيات الثقافية الاسلامية وتحمل رواتب ائمة المساجد و رواتب معلمي اللغة العربية والسماح للبعثات الاسلامية الارهابية القادمة من دول الاعتناق الاسلامي خصوصا من دول الخليج الفارسي او من المستعمرة العروبية, المروك المستلب, والتساهل مع دعواتها التبشيرية والتحريضية ضد البلجيكيين والاوروبيين (الكفار), هذا الوضع الشاد افرز ظاهرة الكنتونات الاسلامية وخصوصا في بروكسيل (مولنبيك نموذجا), بأسواقه ومتاجره ومقاهيهه ومساجده و..., تتحكم فيه العصابات الاجرامية (المافيوية والاسلاموية), كل من هما مختص في مجاله.
السياسة الخاطئة في احتواء المسلمين وادماجهم في المجتمع البلجيكي ادت الى كوارث لم تكن في حسبان مخططي السياسة الاسلامية, دفع ثمنها ابرياء الشعب البلجيكي بالارواح والدماء, وآخر هذه الكوارث ما سماه الارهاب الاسلامي ب(غزوة بروكسيل), بدأت بانفجارين في المطار الوطني ببروكسيل في الساعة 8 صباحا, راح ضحيته 13 قتيل و81 جريح, تلتها على الساعة 11 والنصف انفجار في محطة مترو (مالبيك) في الحي الاوروبي, بالقرب من المفوضية الاوروبية, سقط على اثره 15 قتيل و55 جريح, وعلى اثر الجريمة الارهابية الاسلامية المروعة, ساد جو من الهلع والخوف في صفوف البلجيكيين, وخصوصا ان الارهاب الاسلامي, قنابل موقوتة مزروعة في تربتهم, قد تنفجر في اية وقت من دون انذار ف( محمد المسلم هو جار جوزيف الكافر ).
الشعب البلجيكي خاصة والشعوب الاوروبية عامة تعاني من موجات الارهاب الاسلامي, بسبب السياسات الاعتباطية والانتهازية للقيادات الاوروبية التي لا تراعي مصالح شعوبها بقدر ما تخدم مصالح القوى البورجواجية وشركاتها الفوق القومية, وذلك بسن سياسة "اسلامية" في دولها ترضي الزبناء (دول المعتقد الاسلامي) ظاهريا وتبقي على الاستغلال الامبريالي لهذه الدول. السياسة الرعوية لمصالح الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسية تنفذ على حساب أمن الشعوب الاوروبية المكتوية بنيران الارهاب الاسلامي, والا كيف تعترف دولة مثل بلجيكا برسمية الاسلام والسماح بتكوين كنتونات اسلامية ب(اعرافها وقوانينها التشريعاتية) فوق التراب البلجيكي والسماح لتأسيس حزب اسلامي " الشريعة من اجل بلجيكا", وغض النظر عن كل تجاوزات هذه المؤسسات وتعارضها مع القوانين البلجيكية وكذا تقديم الدعم المادي والمعنوي للمؤسسات الاسلامية وانشطتها الدعوية التحريضية, مما حذا بالكتلة الاسلامية التجرئ بالمطالبة باسلامية الدولة الاسلامية. من جهة اخرى كيف يعقل للقيادات الامبريالية معرفة وبالاسماء الشخصيات الممولة للارهاب وهويات الدول الممولة والراعية للارهاب الاسلامي, منذ عقود, البلاغ الختامي لاجتماع دول السبع الكبرى المنعقد في اواسط التسعينات في باريس, ولم تتخذ الدول الكبرى اجراءات ردعية ضد الدول الممولة للارهاب مثل السعودية وقطر والامارات, والتي مازالت حتى الان تعد الممول الرئيسي للارهاب الاسلامي العالمي والمتورطة حاليا في كل النزعات الطائفية والاهلية المرعبة والترهيبية لشعوب الشرق الاوسط والشمال الافريقي,وهذا الثالوث بالخصوص هو المسؤول عن موجة النزوح لملايين البشر من قراهم ومدنهم وتشريدهم بين الدول واستغلال معاناتهم للابتزاز المالي وللمساومات السياسية.
يستهدف الارهاب الاسلامي يستهدف الأمن الدولي عامة والأمن الاوروبي خاصة, ورغم العمليات الاحترازية المناسباتية التي تشنها الاجهزية الامنية في بعض الدول, الا انها لم تستطيع انهاء العمليات الارهابية للجماعات الاسلامية, والدليل على ذلك ان كل الاجراءات المتخذة بعد " غزوة " شارلي ابدو, واغتيال 12 صحفيا وجرح 11 اخرين يوم 7 يناير 2015, اقترفت الجماعة جريمة ارهابية اكثر بشاعة وترويعا, بقتل 130 شخص, يوم 13 نوفمبر 2015 وفي نفس المدينة (باريس), ونتيجة تورط الجماعة الارهابية المقيمة في بلجيكا, شنت الشرطة البلجيكية عمليات مداهمات واعتقالات للمشتبه فيهم, وتمكنت الشرطة من اعتقال قبل ايام احد البحوث عنه في قضية الهجوم الارهابي الاخير في باريس, الارهابي صالح عبد السلام, الا ان كل هذه الاعتقالات لم تمنع العملية الارهابية الاسلامية "غزوة بروكسيل" التي ارهبت ساكنة بروكسيل, وشككت في السياسة الامنية الاوروبية الغير كافية للقضاء على الارهاب الاسلامي, مما يستوجب البحث عن حل جذري لانهاء هذا الداء المزمن المهدد لاستمرارية الحياة البشرية.
إنهاء الارهاب الاسلامي لا يتم بالرد على الفعل الارهابي بعد حدوثه, وانما بتفكيك منابعه
الفكرية وقاعدته المادية, من جهة تدمير البنية التحتية والفوقية للارهاب الاسلامي باوروبا, باستهداف المؤسسات الارهابية ( مساجد وجمعيات و ...) وكذا منع الارهابيين من الحملات الدعوية التبشيرية لايديولوجية القتل, طرد دعاة الارهاب من اوروبا, منع العنصر الاسلامي الارهابي من الاستفادة من الوسائل المعلوماتية والتكنولوجية (الغربية اساسا), مثل مواقع الصحافة الالكترونية والمواقع الاجتماعية المقروءة والمسموعة والمرئية وكل وسائل التواصل (الغربي ), ومن جهة اخرى اصدار مذكرات دولية لاعتقال ومحاكمة الاشخاص المتورطين في الارهاب تنفيذا او تمويلا او تنظيرا اودعويا, ومعاقبة اقتصاديا وسياسيا كل الدول المدعمة والممولة للارهاب في شكله المادي او الفكري, ومحاكمة قاداتها.
الخطوات الضرورية لانهاء الارهاب لا يمكن ان تنفذها الامبريالية, ما دامت هذه الاخيرة لا يهمها آمن الشعوب ومصالح المقهورين, بل تستغل الامبريالية بنفسها الفعل الارهابي لتوظيفه لمصلحة الاحتكارات البورجوازية الامبريالية من جهة, ومن جهة اخرى تستغل الظاهرة لقمع الحركات الاحتجاجية ضد الاستغلال والاضطهاد الرأسمالي, ولهذا سيظل الارهاب الاسلامي يحصد الارواح البريئة سواء داخل اوروبا او خارجها.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرنكوفونية والعروبية, وجهان للغزو الثقافي الاستعماري
- الاسلام وديسبورا الشمال الافريقي بأوروبا
- حوار الاديان ام صراع الاديان
- جروح الريف لن تندمل الا بالاستقلالية
- اغتيال الطالب عمر خالق مناضل الحركة الثقافية الامازيغية بموق ...
- المنتقدين للعرقية هم عبيد لاْسوء المذاهب العرقية
- ذكرى 19 يناير, بين التحقير -الاوباش- والمقابر الجماعية
- السنة الامازيغية رمز القوة في عصر الخنوع
- العرقية, النظرية والممارسة
- الغزو او الفتح النتيجة هي الاحتلال
- من هم عملاء الصهيونية في شمال افريقيا؟؟؟
- سياسة التسامح غير مجدية مع اعداء الانسانية
- السلطة الكولونيالية العروبية وتقرير مصير لقبايل
- عقيدة القتل والكراهية
- العودة الى ارض الاجداد حق طبيعي وانساني
- ال علوي سلطة احتلالية
- يشترون الموت بأموالهم
- موقف الشوفينية العروبية المشرقية من الامة الامازيغية
- اللعبة الانتخابية وشرعنة الكولونيالية
- ذكرى مسرحية (( ثورة الشعب و الملك ))


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كوسلا ابشن - بلجيكا تدفع ثمن التسامح والتساهل مع العقل الارهابي