قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 15:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الدونكيشوتية في "محاربة" الأديان ..
يُكرس البعض جل جهده ، لإقناع المؤمنين بالديانات وخاصة المسلمين منهم، بعبثية الاديان وإفتقادها للعلمية.
بينما من يؤمن بأن دينه هو الدين الحق ، لا يحتاج لسماع البراهين على "جهله وسذاجته" من البعض ، بل من المحتمل أن يكون ردُّ فعله غاضباً متشنجاً ، ويتمسك بشدة بمعتقداته وطقوسه ..
بل يذهبُ البعض من "محاربي" الأديان ، الى "مساندة" قراءة للنصوص ضد قراءة أُخرى مختلفة للنصوص . فكثير من "الباحثين" في شؤون الدين الإسلامي ، يغضبون لأن مسلماً ما يُقدّمُ قراءة انسانية للنص ، تتعارض مع "القراءة " الداعشية والوهابية ... ويقررون بأن داعش هي الاسلام والاسلام هو داعش ... فقط لا غير ..!!
لماذا يا تُرى ؟! هل الهدف هو التنوير والإعلاء من شأن حقوق الإنسان ، أم الهجوم على الأديان ،بهدف الهجوم فقط ؟!
الايمان شأن شخصي ، والأديان هي البشر الذين يعتنقونها.. فكلما تقدم البشر في كافة مناحي الحياة والإبداع الإنساني ، كلما كانت قرائتهم للنصوص المقدسة، قراءة "متطورة" وإنسانية أكثر .. إذن الواقع الاجتماعي ، الاقتصادي والثقافي هو الذي يفرض نوعية القراءة ، وليس العكس ..
والايمان هو حاجة انسانية فردية ، فأنا وغيري كثيرون يؤمنون بتحقق مجتمع العدالة الانسانية .. لكن هل تحقق هذا المجتمع رغم كل المحاولات الانسانية ؟!! إننا نؤمن دون دليل مادي محسوس ..بل على العكس من ذلك ، فالفجوات بين الفقراء والاغنياء تتعمق بإزدياد ... الجوع والفقر يتزايدان .. لكننا ما زلنا نؤمن بإمكانية حدوث غير المتوقع ..!! وكذا هو حال من يؤمن بتحقق مجتمع العدل ، بعودة المسيح أو المهدي.. الايمان "بعدالة "قضية ما ضروري لبقائها حية في الأذهان ..
المُلحد هو "مؤمن" بشكل أو بآخر ، فهو يؤمن بأن "التصميم الذكي" ،لهذا الكون ، ليس من عمل إله ، بل نتيجة عملية تطور ..!!
إذن ،"المشكلة " ليست مع "إيمان" هذا الشخص أو غيره ، المشكلة هي في البشر الذي "يفرضون" قرائتهم للنصوص ... قراءة واحدة ووحيدة لا تسمح للرأي المغاير بالتعبير عن نفسه ..
فالتعددية في قراءة النصوص هي دليل صحة وعافية للمؤمنين بهذه النصوص ، كل النصوص ..!!
تعددية القراءة تدل على تعددية فكرية وعلى حرية التفكير ، وهذا ما تحتاجه المجتمعات لكي تتقدم .. التعددية والحرية الفكرية ..
إن محاولات "القضاء" على الأديان بالقوة قد فشلت في اماكن كثيرة .
المجتمعات الانسانية المعاصرة ، تحترم حرية المعتقد ... لكنها فصلت الدين عن الشأن العام ..
الدين شأن شخصي ، فمن شاء فليؤمن بما يشاء ، مع احترام حرية الآخر في الايمان بما يشاء هو ايضا..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟