أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - جنون العظمة وهلوسة السلطة لاردوغان ومقلديه في منطقتنا















المزيد.....

جنون العظمة وهلوسة السلطة لاردوغان ومقلديه في منطقتنا


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 13:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أن جنون العظمة وهلوسة تمديد وتوريث الحكم للسلاطين والملوك أدت وتؤدي الى تخلف الشعوب والحروب والدمار والى إهدار وسرقة ثروات الشعوب والى قمع المعارضين لحكمهم وحتى في خلق حروب أهلية كي يفرضوا استمرارهم في الحكم.

أن السلطان اردوغان وغيره في المنطقة لم يتعلموا من ماضي القريب من النهايات المأساوية للذين تمسكوا بالكراسي والمآسي التي نتجت من توريث الحكم كما هو الحال سوريا في ظل وريث الجلاد حافظ الأسد فقد ورث الحكم الى السفاح ابنه بشار فدمر الدار وقتل العباد وقسم البلاد وإعاد سوريا الى عهود الظلام تتحكم بها الدول الإقليمية في مقدمتهم إيران وتركيا.

أن التحايل على الديمقراطية للبقاء في الحكم ليس حكرا على الدول المتخلفة في منطقتنا فأن قيصر روسيا فلاديمير بوتين تحايل على الديمقراطية بتبادل الأدوار مع رئيس وزرائه دميتري ميدفيدف.

ان قيادات الأحزاب في منطقتنا يتصرفون كقيادات دكتاتورية داخل أحزابهم ولا يجرأ اي عضو من نقد قيادة الحزب او حتى التخاطب مباشرة مع قيادة الحزب، أن السلطان اردوغان هو دكتاتور داخل الحزب فلا يجرأ رئيس وزراءه احمد داود آوغلو تشكيل حكومة ائتلافية لأن السلطان اردوغان يحلم باستعادة أغلبيته في انتخابات مبكرة ليحكم بشكل مباشر كرئيس للجمهورية، وفي العراق فان التواصل المباشر بقائد الحزب محصور بالدائرة المغلقة لقيادة الحزب من المخضرمين والمنافقين، فالوجوه القيادية الحزبية التي نعرفها لم تتغير منذ 2003 الا إذا رفضتها قيادات الأحزاب الأخرى المشاركة في الحكم كما كان الحال عندما رشح نوري المالكي بدل إبراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة، فلم يتقبل إبراهيم الجعفري التغيير فأسس حزبا له ومحطة فضائية تلفزيونية ولا يتنازل عن موقعه كرئيس للتحالف الوطني، لقد أصبحت السياسية والحزبية تجارة وكسب ومغانم وليس لخدمة الأهداف التي ادعوا النضال من اجلها، وأخشى إن التمديد لكاك مسعود يؤدي الى انفصال محافظتي السليمانية وحلبجة من الإقليم والى فشل تجربة إقليم كوردستان وقتل حلم الكورد بكيان مستقل في الغد المنظور.

لا ينكر أحد الاستقرار والتقدم الاقتصادي في عهد حزب العدالة والتنمية حين كان الدكتور عبدالله غل فاعلا في إدارة الحزب، وهو الذي شارك في تأسيس حزب العدالة والتنمية وكان العقل الاقتصادي للحزب وله علاقات عمل سابقة كخبير اقتصادي مع بلدان الخليج ولكن غرور وهلوسة السلطان اردوغان دفعه الى إبعاد الرجل الحقيقي وراء الاستقرار والتنمية الاقتصادية في تركيا واتهامه بشتى أنواع الاتهامات لأنه لم يسايره في جنون العظمة للبقاء في قمة السلطة.

الغريب من تصرفات السياسيين في منطقتنا أن يصابوا بداء الالتصاق بكراسيهم ومواقعهم، فنرى قيادي الأحزاب لن يتركوا المجال للشباب لتحديث وتجديد في قيادات الحزب لعدم توفر آلية انتخابات شفافة داخل الأحزاب بل يعينون من قبل قائد الحزب او نائبه او القيادة المطلقة للحزب، لذلك يدينون بالولاء المطلق لرئيس الحزب ونائبه لإبقائهم في مواقعهم ولا يعيرون اية اهتمام للشعب او لخدمتهم، بل أن الأولويات للقيادات المتقدمة في اي حزب تنصب على:
1. الولاء والتقرب لقائد او قيادة الحزب العليا.
2. جمع اكبر قدر من أموال وعقارات واستثمار الأموال المسروقة في خارج العراق لتأمين استمرارية وضع الثراء المكتسب من نضاله (تجارته) السياسي من خلال حصوله على عمولات او حصص من الشركات والمشاريع التجارية عدا المنح المباشرة من أموال الدولة.
3. التنافس في ارتداء آخر صيحات الموضة العالمية من الأزياء والإكسسوارات وأغلاها وعمل المكياج من قبل أشباه الرجال وصبغ الشعر، فهم يخدعون أنفسهم قبل خداع الشعب الذي يمثلهم، لاحظوا أعضاء المكاتب السياسية والمركزية للأحزاب فترونهم وكأنهم يقدموا عروض للأزياء والتجميل، أن كسب الشعب ليس بآخر صيحات الأزياء والإكسسوارات بل بالعيش مع الشعب والعمل من اجل رفاهيته، لا توجد منطقة في العراق تتمتع بالكهرباء والماء بشكل مستمر الا في المناطق المحصنة للعصابات النخبة السياسية.

أن كل عملية تمديد تعتبر تحايل على الديمقراطية مهما كانت مبرراتها واللذين يتمسكون بالتمديد خائفون من محاسبتهم بعد أن تنتهي حصانتهم، فلا يعلمون بأن كرسي الحكم عبارة عن سجن خمس نجوم حيث يفقد الحاكم التواصل مع الواقع ولا يستطيع أن يسير في الشوارع كالعامة للتسوق ما يشاء والجلوس في المقاهي لشرب الشاي وينتهي حكمه اما مخلوعا او ملعونا من قبل الجميع عدا تهم الفساد التي تتجمع ضده فيفقد كل جميل عمله واي نضال شارك فيه، بينما رؤساء أمريكيا والحكام السابقون للدول الديمقراطية يكسبون من محاضراتهم في المؤتمرات اكثر مما كانوا يكسبون عندما كانوا في الحكم، أن الرئيس الأمريكي السابق بل كلنتون يتقاضى اكثر من نصف مليون دولار على المحاضرة الواحدة وان توني بلير رئيس الوزراء السابق لبريطانيا كسب اكثر من عشرة ملايين جنيه استرليني بعد عام من تركه الحكم من محاضراته.
السؤال: هل يتمكن اي حاكم في منطقتنا بما فيهم السلطان اردوغان الذي لا يجيد اية لغة غير التركية من إلقاء محاضرة في الديمقراطية او في السياسة الدولية او نظرية اقتصادية لتطوير البلدان النامية، فان حكام المنطقة لا يجيدون إلقاء محاضرة في مدرسة ابتدائية ناهيك إلقاء محاضرة في المؤتمرات عالمية غير حكومية، فبماذا سيحاضر عمر البشير الذي تمسك بالحكم لأكثر من عقدين او السفاح بشار الأسد او نوري المالكي او الفيلسوف الملائكي إبراهيم الجعفري الذي يعجز العراقيين عن فهم كلامه باللغة العربية وغيرهم من اللذين لم يحصلوا حتى على الشهادة الثانوية, أن حكام المنطقة محترفون في المواضيع التالية:
o بسط سيطرتهم على القوات المسلحة والأمن والاستخبارات.
o الاستيلاء على الممتلكات العامة وبناء قصور رئاسية بالمئات الملايين الدولارات وكأنه خالد فيها.
o التصرف بأموال الدولة كغنائم.
o الاستمرار بالحكم بخلق التوترات والفرقة بين الطوائف والأحزاب ومكونات الوطن الواحد ومع دول إقليمية.
o التعاون مع الحركات الإرهابية او التغاضي عن حركاتها لأغراض سياسية.
o قمع المعارضين.
o تكريم وإثراء المنافقين حولهم وكل من يؤيدهم.
o تحول أبنائهم الى أمراء وشيوخ والتصرف بكل ما موجود من الممتلكات العامة والخاصة وكأنهم أولياء العرش.

أن الزمان قد تغير وان وسائل التواصل أصبحت حرة غير مقيدة ويكشفون كل صغيرة وكبيرة للتصرفات الغير المسؤولة للقياديين وتكشف حتى المراسلات السرية للحكومات، أن نائب عراقي سابق يرتدي العمامة لم يستطع إخفاء رحلته السياحية الي استراليا متخليا عن عمامته التي يتاجر بها في العراق لمكاسب سياسية ومادية ظنا منه أن استراليا بعيدة عن أنظار العراقيين، فالعيون تراقب قصور القادة وأبنائهم في أوربا وأمريكا وحتى الساعات التي تزين أرسغهم فكشفت الكاميرات ماركة الساعة رولكس السويسرية على رسخ الخليفة ابو بكر البغدادي وهو يلقي خطبة الجمعة في مدينة الموصل المحتلة وغيره من الحكام الصدفة.

كلمة أخيرة:
o على منتسبين الى الأحزاب التحرر من عبادة قياداتها وخاصة على احمد داود اوغلوا التحرر من سلطة اردوغان ليثبت استقلاليته لتنفيذ رؤيته في تطوير تركيا، وعلى الشباب من منتسبين الى الأحزاب قيام بثورة ضد تسلط حفنة تتقاسم قيادة الحزب وامتيازاته وتجري وراء كسب الغائم والحكم باسم الحزب.
o أن الحكام الذين يعيشون في القصور الفارهة تقليدا للسلاطين والطغاة لا تحميهم قلاعهم من غضب الشعب، فان قلاعهم المحصنة ليست سوى أبراج زجاجية قابلة للكسر، انهم فقدوا التواصل مع مواطنيهم، فهم ملعونون من الشعب ومن الله وسيذكرهم التاريخ بصفحات داكنة، ان الفلاحين والعمال والشهداء الذين أوصلوهم الى مقامهم الحالي اشرف منهم وأعلى مرتبة منهم.
o نذكر الطامعين في الحكم والتمديد والتوريث بقوله تعالى " وتلك الأيام نداولها بين الناس" (آل عمران 140)، ولم يقل تلك الأيام نداولها بين الحكام و أبناءهم و أحفادهم، فان السلطان ردوغان كان يبيع السميط وصدام حسين تربى في بيت خاله، فلا حصانة للتوريث او تمديد بل نهاية مأساوية بالخزي والعار.
o أن ثورة الشباب العراقي لن تخمد وستقلع الفساد من جذوره ولن يسلم منها المتحصنين في منطقة الخضراء او الأبراج المحصنة, ولا تسلم من الثورة قيادات المليشيات العميلة اللذين نفذوا التطهير المذهبي في المحافظات العراقية ويعتبرون أنفسهم فوق القانون.
o يجب على ثوار العراق أن يبقوا يقظين بأن لا تتحول الثورة الى خدمة أولئك اللذين يحاولون تحويل النظام البرلماني العراقي الى نظام رئاسي مشابه للنظام الإيراني وتحويل المليشيات الى الحرس الثوري يستولي على ممتلكات الشعب العراقي بدل القيادات الحزبية الحالية.
o آذا كانت قيادات المليشيات صادقة في ولائها للوطن فأن عليها أن تضع قواتها وقياداتها تحت قيادة ووزارة الدفاع لمحاربة داعش، ولا تحاول أن تستغل محاربة داعش لكسب نفوذ سياسي وامتيازات على حساب دماء الشهداء.
o اما آن لنا أن نعيش بحرية وكرامة وبحقوق متساوية لا حزبية لا طائفية لا مذهبية لا عشائرية لا عائلية ولا مرجعية لأحد بل لعمله ونتاجه للوطن.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الدكتور حيدر العبادي
- هل يمكن دحر داعش والإرهاب
- الأطراف الثلاثة الرئيسية من اليمنيين خاسرون
- أين دولة العراق
- التمديد والتوريث وباء الرؤساء في الدول المتخلفة
- العراق بعد داعش
- ماذا لو سقط النظام الإيراني
- مقارنة بين إيران وإسرائيل وعدم الاستقرار في المنطقة
- الاستعمار الإيراني للمنطقة
- كيف تحل الأزمة اليمنية جذريا وسلميا
- أكاذيب والنفاق السياسي
- خوارج اليمن
- توقعات سياسية لعام 2015
- أن القضاء على التطهير المذهبي بيد المرجعية الدينية في النجف ...
- هل يمكن أن نُحجم التجارة بالدين والمذهب
- فشل حكم الأغلبية للأحزاب الشيعية السياسية في العراق
- لعنة الله على نوري المالكي
- ثلاثة أقاليم او 18 إقليما
- الى عبدة الكراسي البرلمانية والحكم
- العنف لغة الجبناء والجهلة وضعاف النفوس


المزيد.....




- عملة تذكارية تكريما لقوات الحلفاء والمحاربين القدامى
- الحرب في غزة في يومها الـ228| معارك محتدمة في غزة وعمليات عس ...
- أوستن ينفي تورط واشنطن بمقتل رئيسي
- فرنسا تعرب عن دعمها -للجنائية الدولية-
- مركز روسي يعلن عن -مكافأة مالية ضخمة- للجنود الروس مقابل الا ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.05.2024/ ...
- شاهد.. لحظة العثور على مروحية الرئيس الإيراني المنكوبة
- ?? مباشر - بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- واقعة جديدة في مصر.. سائق سيارة نقل خاص يتحرش بفتاة والداخلي ...
- فرنسا تدعم سعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة ...


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - جنون العظمة وهلوسة السلطة لاردوغان ومقلديه في منطقتنا