أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - التمديد والتوريث وباء الرؤساء في الدول المتخلفة















المزيد.....

التمديد والتوريث وباء الرؤساء في الدول المتخلفة


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 13:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أن وباء دوام الجلوس على كرسي الحكم هو كإدمان المخدرات فعندما يعيش رئيس او حاكم الصدفة او حتى المناضل السياسي أجواء القيادة واستيلائه على مقدرات الشعب دون حساب ويرى نفسه كرب يأمر فيطاع ويكثر المنافقون حوله كالعبيد طمعا برضاه ويحتل أفراد أسرته المناصب العليا ويفوزون بأعلى الأصوات في الانتخابات و باكبر المشاريع والعمولات التجارية والحصص المجانية في الشركات الاستثمارية فيصاب الحاكم بداء العظمة من الصعب أن يشفي منه إلا إذا كان حكيما او اتعظ من التاريخ القديم والحديث أن كان قد قرأ التاريخ أصلا.

أن الوراثة او البقاء حتي الموت في الحكم كان من اهم أسباب سقوط الامبراطوريات والخلافات الإسلامية بسبب الشيخوخة التي تصيب القيادات والملوك او ضعف الحكام من الأقزام اللذين هم اصغر قدرة من كراسي الحكم، او الدكتاتوريات التي لا ترى غيرها اصلح منها للحكم.

بعض الأمثلة على فشل التوريث والتمديد في منطقتنا في العصر الحديث:
o بعد اغتيال الملك غازي تولى عبد الإله الوصاية على عرش العراق، فكان كحكام الصدفة لم يكن مؤهلا للحكم، فأدت إدارته الضعيفة الى صراع بين الأحزاب السياسية والى سقوط الملكية في العراق.
o انفراد عبد الكريم قاسم بالحكم وعسكرة الإدارات أدى الى سقوطه.
o اختيار عبد الرحمن عارف لرئاسة العراق خلفا لعبد السلام عارف لإبقاء الرئاسة في العائلة والعشيرة، وهو كان من حكام الصدفة أيضا فلم يكن مؤهلا للحكم، أدت إدارته الضعيفة الى ظهور دولة صدام حسين.
o دكتاتورية صدام حسين وحكم العائلة أدت الى تحول العراق الى مستعمرة لأمريكا ولإيران ويحكمه الجهل والعنصرية والطائفية، والفساد يأكل الأخضر واليابس، وتخلفنا عن الدول التي كنا نتصدرها وفقدنا الأمن والأرض والكرامة.
o دكتاتورية القذافي وحكم العائلة قسمت ليبيا الى ولايات وحكومات متحاربة ودمرت ليبيا لتعيش حرب أهلية لا يعلم أحد نهايتها.
o توريث بشار الأسد للحكم في سوريا أدى الى تدمير سوريا والى قرار للرئيسين محمد حسني مبارك وعلي عبدالله صالح توريث أبناءهما جمال واحمد للحكم بعدهما، ففقدتا الدولتان مصر واليمن استقرارهما وخُلعا الرئيسان من رئاسة الدولة مع العلم أن للرئيسين أعمال مجيدة لكل منها، فقد أعاد علي عبدالله صالح توحيد اليمن.
o توريث عمار الحكيم لرئاسة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو يفتقد لكريزما القيادة اضعف المجلس الأعلى فانشقت مليشيات بدر عن مجلس الأعلى الإسلامي. أن للقيادة صفات عرفت منذ القدم فقصة اختيار نبي اليهود صموئيل لطالوت ملكا لبني إسرائيل لأنه اقدر في قيادة الجيش والمعارك من النبي صموئيل، فلم يكن طالوت من عائلته او من السادة في قومه بل كان من طبقة الوسطى فلاحا، اي كان عالم بعلم زمانه الفلاحة وقد ذكر الله في كتابه في سورة البقرة في الآية 247 قصة اختيار طالوت ملكا “وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” أي كان له بسطة (زيادة او تفوق) في العلم والجسم.
o ان إلحاح نوري المالكي على الولاية الثالثة وما زال يحلم بها، وهو كان من حكام الصدفة أيضا كبديل لإبراهيم الجعفري، فأضاع ثلث العراق وأدى الى حرب أهلية باردة وساخنة بين الشيعة والسنة وبين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان.
o بعد إعلان الرئيس الراوندي البوروندي بيار نكورونزيزا عن ترشحه لولاية رئاسية ثالثة في 25 نيسان/أبريل 2015 اندلعت أزمة سياسية في البلاد وفشلت محاولة لانقلاب عسكري لإزاحته عن الرئاسة.

أن الولايات المتحدة الأمريكية حافظت على شبابها لأسباب عديدة منها:
1. رئاسة الدولة لدورتين رئاسيتين فقط، وفي حالة الاستقالة او الإقالة او موت الرئيس يتولى نائب رئيس الجمهورية منتخب مع الرئيس الرئاسة وفقا للدستور وبطريقة سلسة خلال لحظات بعد إعلان وفاة او عجز الرئيس، بينما كان الرئيس جلال الطالباني عاجزا لأكثر من سنة ولم يعين رئيس للجمهورية لتولي رئاسة الدولة.
2. لا تحدد قومية او عائلة او عشيرة او مذهب معايير لتزكية المرشح للرئاسة للدخول في الانتخابات الرئاسية بل برنامجه الانتخابي، فاز جون كندي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وهو كاثوليكي الذين يمثلون أقلية لا تتجاوز 24٪-;---;-- من نسبة سكان الولايات المتحدة الأمريكية.
3. لا سلطان للدين او المذهب على سياسة الدولة الخارجية والداخلية والاقتصادية، يمنع الدستور الأمريكي إنشاء أي حكم ديني ولكن يكفل حرية ممارسة الأديان.
4. الولايات المتحدة الأمريكية دولة اتحادية بكل معنى لكلمة.
5. الانتخابات حرة وشفافة وتعلن النتائج بعد ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع.
6. لا يستطع الرئيس التصرف بمقدرات الشعب والدولة او يبقى في البيت الأبيض بعد انتهاء مهامه وكأنه رب لا يحاسبه أحد.
7. الرئيس الأمريكي يتوسل من الكونغرس ومجلس النواب الأمريكي لتمرير مشاريعه وليس العكس.
8. القانون فوق الجميع، اجبر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون على الاستقالة بسبب إخفاءه لمعلومات عن فضيحة وترغيت، بينما أعلن نوري المالكي إخفاءه لملفات ولم يحاكم على جريرته بل عين نائب لرئيس الجمهورية ووفر له حماية اكثر من 7000 فرد وما زال مقيم في دار الرئاسة محل إقامته كرئيس للوزراء.
9. لا تتدخل دول الجوار في تشكيلة الحكومة الاتحادية.
10. دخلت الدولة الاتحادية (الولايات المتحدة الأمريكية) في حرب أهلية لتحرير أقلية صغيرة من العبيد ومنحهم حقوق كاملة وحق التصويت في الانتخابات وتوج هذا التحرير في الوقت الحالي بتولي اوباما رئاسة الدولة وهو من اصل أفريقي، فلم يجرأ اي رئيس أمريكي أن يقول "‫-;---;--هو منو يكدر ياخذها حتى نعطيها‬-;---;--" كما قالها رئيس وزراء الصدفة نوري المالكي وهي استراتيجية غير معلنة للأحزاب الشيعية السياسية لحكم العراق.
11. إعلان الرئيس لنكولن العفو العام لكل من يلقي السلاح في الحرب الأهلية وبذلك أسس لدولة خالية من الحقد والثارات، بينما الأحزاب الإسلامية الممانعة للمصالحة الوطنية هم الأجدر بتبني العفو العام التزاما بالآية الكريمة:"وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفورٌٌ رحيم " (سورة النور 22).
12. بالرغم من كل جرائم وهزائم أمريكا في فيتنام وأفغانستان والعراق، فان الولايات المتحدة بقت محافظة على شبابها وتقود العالم عسكريا وتقنيا واقتصاديا، بينما انهارت الاتحاد السوفيتي وتخلت بريطانيا العظمى التي كانت الشمس لا تغيب عن إمبراطوريتها (مستعمراتها) عن عظمتها للولايات المتحدة الأمريكية. أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت رأس حربة في تحرير أوربا من النازية ومولت مشروع مارشال لإعادة بناء أوربا بعد الحرب العالمية الثانية.

السؤال: اين نحن من الدول المتحضرة فهل علينا أن نبدأ السير من حيث بدؤوا الآخرون أم نبدأ من حيث انتهوا؟

أما حال منطقتنا:
o كل من يتسلط على الحكم لا يترك الكرسي الا قتلًا او خلعاً او هارباً يجر وراءه الخزي والعار وضياع لكل ما عمله من جميل.
o وفقهائنا يتاجرون بآخر الزمان وكأنه سيطل علينا غدا، لذلك حشدوا الجيوش لظهور صاحب الزمان الإمام المهدي والمسيح والدجال وصوروا المعارك ومواقعها وكأنها واقعة غداٍ، ورسموا وعرفوا شخوص قياداتها ومواقعهم في حرب وكأنهم يعلمون الغيب اكثر من الرسول الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم, خاطب الله في كتابه المبين رسوله محمد صلى الله عليه وسلم " يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا " (الأحزاب: 63). من الغريب أن جيوش الفقهاء الكذبة الحاليين من السنة والشيعة تستخدم الأسلحة والتقنية من صنع أعداءهم (الكفار)، ولكنهم يخزنون الذهب والفضة ويأكلون أموال السحت ويقتلون الأبرياء وسبي النساء وكأنهم معصومون من عقاب الدنيا والآخرة. أن آخر الزمان للفرد كبيرا كان او صغيرا، عاطلاً كان او رئيسا، ملحداً كان او فقيهاً هو ساعة موته وفراقه لحياة الدنيا المادية من جسده الفاني، فيترك وراءه أعماله من خير وشر ويلعنه البعض ويترحم عليه الآخرون ولكل منهم أسبابه.

كلمة أخيرة:
o يجب أن يُعالج الوزراء وحكام الصدفة وحتى المناضلين منهم من قبل أطباء نفسانيين ليشفوهم من داء العظمة والغطرسة والإدمان على الحكم والتسلط، ليعودوا الى أحجامهم الطبيعية كإنسان مثلهم مثل الناس وليس فوق الناس، ويتعلموا من الدول المتحضرة حيث يذهب الوزير الى مقر عمله بالدراجة ويستقيل اذا بدر منه كلمة غير لائقة ناهيك عن إقالة ومحاكمة من اتهم بسرقة او فساد إداري ومالي. أن دولة إسرائيل المحتلة للأراضي الفلسطينية تفوقت علينا بمحاكمة اكثر من رئيس ورئيس للوزراء من دون انقلاب عسكري او تغيير للنظام، وأحفاد حمورابي عاجزون عن محاكمة نوري المالكي رئيس حزب إسلامي الذي تسبب في احتلال ثلث ارض العراق وسبي العراقيات وهدر ترليون دولار.
o ان للشعوب كرامة وقوة كامنة إذا تجاهلوها الحكام فيخلعوا الحكام كما تٌخلع الأحذية من الأقدام، فقد خلعوا قبلهم من حكام المنطقة بالضرب والإهانات.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بعد داعش
- ماذا لو سقط النظام الإيراني
- مقارنة بين إيران وإسرائيل وعدم الاستقرار في المنطقة
- الاستعمار الإيراني للمنطقة
- كيف تحل الأزمة اليمنية جذريا وسلميا
- أكاذيب والنفاق السياسي
- خوارج اليمن
- توقعات سياسية لعام 2015
- أن القضاء على التطهير المذهبي بيد المرجعية الدينية في النجف ...
- هل يمكن أن نُحجم التجارة بالدين والمذهب
- فشل حكم الأغلبية للأحزاب الشيعية السياسية في العراق
- لعنة الله على نوري المالكي
- ثلاثة أقاليم او 18 إقليما
- الى عبدة الكراسي البرلمانية والحكم
- العنف لغة الجبناء والجهلة وضعاف النفوس
- هل المالكي قائد كرزماتي أم عميل ينفذ استراتيجية إيرانية في ا ...
- هل يدرك قادة الأحزاب العراقية نتائج تأخير إزاحة نوري المالكي
- الى قادة الأحزاب السياسية انقذوا العراق قبل فوات الأوان
- دولة العراق ماتت سريريا
- اسقطوا نيرون بغداد قبل أن يحرق العراق


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - التمديد والتوريث وباء الرؤساء في الدول المتخلفة