أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أصول داعش في جذور مصر














المزيد.....

أصول داعش في جذور مصر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 15:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أين تأتي أفكار داعش؟ مَن الذي شكّل وعي وثقافة أولئك الذين ينحرون أعناق البشر ثم يتوضئون ويقدمون لله صلواتهم وابتهالاتهم ودعاءهم ونجواهم، بعدما قدّموا له قرابينَ بشرية وأجسادًا من بني الإنسان، ثم يتكئون على آرائكهم ينتظرون رضوانه ووعده بالفردوس الأبدي بفاكهته وأنهار عسله وجداول خمره وغيده الحسان وحور عيونه؟
هل كان اكتشاف الفقيه الإسلامي المستنير د. أحمد كريمة مدهشًا لنا حين كشف عن كتاب صدر في مصر قبل شهور يحمل أفكار داعش ويبرر أفاعيلهم ويناصرها ويدعو فيه كل مسلم إلى حذو حذوهم واتباع نهجهم في ذبح المسيحيين ومَن رأف بهم من المسلمين؟ بالنسبة لي لم يكن مدهشًا ذلك الكشف المخجل. بل أنتظرُ، إن نحن بحثنا فوق رفوف مكتباتنا، كشفَ مزيد من تلك الكتب والمنشورات التي تغذي عقول أبنائنا بالويل وتمحو النقاء من صدورهم وتئد من أرواحهم بذور السلام والتحضر، وتحقن بدلا منها ويلا وغلا وأحقادًا وظلاما، ينتظر وحسب، زنادًا للضغط عليه، أو سكينًا تجري فوق عنقٍ مسالم، لا حول له ولا قوة.
كشف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن مرجعية تنظيم داعش في أسر المسيحيين وذبحهم والتنكيل بهم وترويعهم وتشريدهم عن ديارهم، تعودُ إلى كتاب صدر قبل شهور عن مكتبة "المحجّة البيضاء"، للشيخ "لطفي عامر"، رئيس فرع أنصار السنّة المحمدية بدمنهور. عنوان الكتاب: “النصارى في القرآن"، وبين متن أوراقه يرقد الخَبَث وتنامُ القنبلة الداعشية تنتظر نزع الفتيل. يجتزئ المؤلف نصوصًا قرآنية وأحاديثَ من السُّنّة عن سياقها ليُكرّس فكرة خاطئة تدعو إلى احتقار المسيحيين وذمّهم واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراض نسائهم. كما لا يكتفي الكتابُ بتكفير المسيحيين بل يُكفّر مَن لا يُكفّرهم، ويهدر دمَ من يودّهم ويبرهم ويصادقهم!
مَن المسيء ها هنا؟ الذي توغّل في متون النصوص الأولى ثم انتقى منها ما يتفق مع رغبته المحمومة في القتل وهتك الأعراض وإشباع شهوات سفح الدم واستحلال ما للغير ثم وضع كتبًا من لدنه ونسبها إلى أقوال الله والأنبياء؟ أم الغرّ البريء الذي اكتفى بقراءة ما قُدم له من ملخصات مُخلّة واجتزاءات مُضلّلة لأن قدراته الذهنية المحدودة وفقر ثقافته وانعدام الرغبة لديه في التعلم والفهم الحق حالت دون أن يقرأ الأصول الصحيحة ليدرك ويميز الصالح من الطالح والسمين من الغث والنور من الظلام؟
لماذا نُسمّي القاتل إرهابيًّا، بينما الأولى بنا أن نسميه طالبًا مجتهدًا قرأ ما قُدّم له من ضلالات ضلّت طريقها عن صواب الأصول، ثم استوعبه، ثم طبّقه فأجهز على ضحاياه؟
السؤال هنا، ماذا نفعل في هذه الكتب والمنشورات التي تلوّث عقول الناشئة؟ المُصادرة ليست حلاًّ لأنها لونٌ من محاربة العنف بالعنف فلا نحصد إلا مزيدًا من العنف. الحلّ في سواء التعليم وضبط عقول النشء من جذور التعليم الأولى. الحل ليس في اجتثاث النبتات الشوهاء وجمع اللطع من الأوراق الصفراء المصابة بالعفن، بل بإصلاح التربة وغرس البذور الطيبة حتى نفوّت الفرصة على النبت الشيطاني فلا ينمو.
الحل في غربلة المناهج الدراسية في التعليم الأساسي العام والتعليم الأزهري وتنقية كل كلمة تحمل مفهومًا دمويًّا أو عنصريًّا فينشأ الطفل صبيًّا مثقفًا ثم شابًّا متحضرًا يعلم يقينًا أن ليس من حقّه أن يتدخل في عقيدة سواه أو خصوصيات طقسه، وأن لا بشريًّا فوق الأرض من حقه أن يكون ديّانًا على أحد لأن أمرنا جميعًا موكولٌ إلى الله، الذي عنده يجتمع الفرقاء والخصوم وأمام عرشه تعالى يقفُ الجميع ليعرف واحدُنا ما قدّم في دنياه وما استحق في عاقبته.
هذا ببساطة ما فعلته دولُ العالم المتحضر، وبعض الدول العربية الراقية مثل دولة الإمارات العربية التي قفزت باستنارتها وصلاح تعليمها من خانة العالم الثالث التعس الغارق في جهالته إلى خانة العالم الأول الذي يبني ويطور، ونأتي نحن أبناء دول الظلام لنهدم ما يبنون، ونقذف مصابيح نورهم بأحجار تخلفنا.

أطالبُ صانع القرار المصري، والحكومة والأجهزة السيادية بإصلاح منظومة التعليم وتنقية منابر الدعاوى والعمل من اللحظة التي أكتب فيها المقال على أن تجعل من تنشئة أجيال سوية مشروعًا قوميًّا يشارك فيه الشعب كافة والوزارات مجتمعة.

من عجائب الزمن أن يخرج علينا إنسانٌ يقول إن الله أمرنا بالقتل والحرق وهتك العرض واستحلال مال الغير، فيخرج إنسانٌ آخر ليقول إن الله أمرنا بالسلام والعدل وصنع الجمال واحترام الآخر، فتنقلب الدولة بكامل أجهزتها وشعبها ومنابرها لمهاجمة الرجل الثاني المصحح، ونصرة الرجل الأول الكذوب على الله، ثم تزعم تلك الدولة بصفاقة أنها تحارب الإرهاب!! إنما تحاربون الجمال وتقتلون العقل وتقطعون الألسن التي تنطق بالحق وتفجرون الأدمغة التي تفكر.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاني شاكر، الطائر الحزين
- غدًا تتحرر سيناء
- الراقدةُ في غفوتِه
- العروس
- هل أنت واحد أم كثير؟!
- أيام الإرهاب الوسطي الجميل
- هل تذكرون راتشيل كوري؟
- الذهبُ الزائفُ على قمم التلال
- درسُ الثراء للصغار
- نحنُ أبناءُ الحياة
- نحن العدوّ الخطأ، أيها الأشاوس
- الزبون دائما على حق
- قدِّموا الأطفالَ للمحاكمة
- آن أنْ أكتبَ عن العصفور
- علامَ يُحاكَم إسلام البحيري!
- عبثيةٌ لم يكتبها بيكيت
- سعفةُ نخيل من أجل مصر
- هل لحرية التعبير قيود؟
- سفاحُ الأطفال، صائدُ العصافير
- الحاجة صيصة وذقن حتشبسوت


المزيد.....




- من هم خلفاء المرشد الأعلى المتوقعون بعد وفاة رئيسي؟
- انتخابات 2024 ودعم إسرائيل.. لمن سيصوت اليهود الأميركيون؟
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- فرحة الأولاد كلها مع قناة طيور الجنة! استقبل التردد الجديد ع ...
- القوى الوطنية والإسلامية تدعو إلى تضافر الجهود لوقف جرائم ال ...
- -فرنسا، تحبها ولكنك ترحل عنها-... لماذا يختار مسلمون ذوو كفا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة لإيران بعد تغريده بالفارسية
- “ثبت وناسة وطيور الجنة”.. أهم ترددات قنوات الأطفال الجديدة 2 ...
- صالحي: الشهيد الرئيس رئيسي خسارة عظيمة للأمة الإسلامية +فيدي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أصول داعش في جذور مصر