أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أطفال الأهوار ومحمد عطية الابراشي ...!














المزيد.....

أطفال الأهوار ومحمد عطية الابراشي ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 12:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



كنت تلميذا في مدرسة الكاظمي الابتدائية في مدينة الناصرية ، وكانت المكتبة المدرسية عبارة عن دولابين خشبيين وضعا في أدارة المدرسة ، وفي اليوم الذي يقرر فيه معلم العربية في الخامس الابتدائي الاستاذ المرحوم عبد الرضا نعمة أن يكون درسا لقراءة قصة ، يرسلني انا لأجلب قصصاً بعدد طلاب الصف وأوزعها على التلاميذ واجمعها في الربع الاخير حيث يختار منا تلاميذا يتحدثون عن مغزى القصة التي قرأوها.
وكنت أحرص حينها أن تكون القصص التي اقرأها التي من تأليف محمد عطية الابرشي ، هذا الفيلسوف والحكواتي والمفكر المصري المولود عام 1897 بقرية العزيزية ــ محافظة الشرقية ، والذي أدين لسحر قصصه بالفضل لتنمو معي ملكة التأليف واصبح قاصا وروائيا وكتابا لعدد من مسرحيات الاطفال .
كانت متعة رائعة حين أقضي نصف الليل في العوم بالأخيلة الاسطورية لقصصه عندما يُسمحُ لنا بأستعارة قصصه من مكتبة المدرسة ليوم أو يومين فكانت قصصه ( أطفال الغابة ، السلطان المسحور ، الأميرة الحسناء ، الأنف العجيب ) والكثير من القصص تمثل بالنسبة لي فضاء من المتعة ، حرصت أن أنقلها من ذاكرتي لذاكرة التلاميذ ابناء القرية التي عُينتُ فيها معلما عند ضفاف شواطئ الاهوار ، فقط لأنقلهم الى عالم آخر غير عالم اسراب القطا والبط وغناء صيادي السمك والتعلم باكرا قيادة قطعان الجواميس ، وأظن أن تأثير قراءتهم لقصص الابراشي فتحت لهم أفاقا اخرى لأجواء لم يألفوها في أحلامهم التي لاتتجاوز بيئتهم البسيطة بمكوناتها ، حتى أن واحدة من قصصه أثرت على أحد الاطفال عندما كانت تتحدث عن ضياع صبي في المقابر الفرعونية المظلمة وخوفه حين نفدت معه اعواد الثقاب ، وفي ضياعه بين الاقبية والمقابر تعثر بتماثيل ملوك وكهنة وصدمت قدماه مومياء وتوابيت.
هذه الحكاية دفعت التلميذ ( عناد ) ليتحدى الحظر بالذهاب الى التلال التي تبعد عن القرية بفراسخ عدة وتظهر منها في الليل أضوية ويسمع قربها الصيادون اصوات غامضة ، ليعتقد المعدان ان هذه التلال المسماة ( الأشينات ) يعيش فيها الجن والسحرة واناس وملوك من ازمنة غابرة ، والصحيح انها تلول اثرية لسلالات سومرية عاشت هنا قبل آلاف السنين.
دفعت عناد ليأخذ مشحوف ابيه ويذهب الى هناك ليعيش اجواء قصة الابراشي على حقيقتها ، وعندما شعر الأب بفعل أبنه وجهة ذهابه جاء الى سكننا قرب المدرسة ليضع اللوم عليَّ فيما كانت الأم خلف الاب تنوح وتولول وهي تعتقد إنَ ولدها أما سيقتله الجن أو يختطفه السحرة ولا يعود اليها ثانية .
هدأت من روع الرجل ، وتطوعت لأذهب خلفه كي أعيده لكن أي واحد من ابناء القرية خاف أن يجيء معي سوى شغاتي عامل الخدمة في مدرستنا تطوع ليكون معي بعد أن جلب سيفا ، وحين سألته لماذا لم يجلب بندقيته .
قال :إن الجن يخاف من السيوف اكثر من البنادق.
قبل ان نصل الى الإيشان وجدنا عناد راجعا بزورقه وحين شاهدنا قال مبتسما :استاذ لم اجد اي شيء هناك ، لا مقابر ولا تماثيل ، لقد وجدت فقط جرارا فخارية متكسرة..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخيرا وصل الى السماء
- بروك شيلدز وبندقية البرنو
- الغضارة وحرب الحليب
- الثناء على معونة الشتاء
- طروادة والمْطارَدْ
- معدان دوائر التجنيد
- سفينة حنا مينه
- أقراط روزا لكسمبورغ
- لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ
- تعال ايها الملك
- أيثاكا كافافيس وأيثاكا شغاتي
- جاموسة موشي دايان
- التوراة تسكن في قلعة صالح
- في فطرة المعدان خلاص العالم
- ذكريات الطير المسافر
- السوابيط ومنصات ناسا
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين


المزيد.....




- عاشت مع قرود الشمبانزي قبل 60 عامًا.. العالمة جين غودال تُله ...
- إصابة أسماء الأسد باللوكيميا.. والرئاسة السورية: العلاج يتطل ...
- ما هو مرض الابيضاض النقوي الحاد الذي أصيبت به أسماء الأسد؟ و ...
- مصر.. مأساة مروعة في مياه نهر النيل
- هنغاريا تخاطب الدول الغربية: ألا تدركون أنكم فشلتم 13 مرة ! ...
- فون دير لاين تنفي وجود حرب تجارية بين الاتحاد الأوروبي والصي ...
- تأثير مكيفات الهواء على الصحة
- -منتدى الأردن للإعلام الرقمي-.. مسار جديد لمساعدة الصحافيين ...
- الحكومة المصرية ترد على أنباء عن بيع مستشفيات البلاد ووقف ال ...
- سوني تقدم روبوت جراحة مجهرية يعمل على نواة الذرة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أطفال الأهوار ومحمد عطية الابراشي ...!