رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 22:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الهجوم الشرس
خلال هذه الأسبوع تم الهجوم على الفنان الفلسطيني سباعة، هذه الفنان يمثل مع أمينة جحا المورد الرئيسي لرسوم لكاريكاتير في جريدة الحياة الجديدة، الرسم الذي بسببه تعرض الفنان للهجوم،يمثل صورة شخص يبذر الماء على الأرض وكتب بجانبه "النبي محمد" الرسم يوحي للمتلقي بان الصورة لا توحي بشيء لهيئة الرسول الكريم، لكنها تعطي دلائل على الخير الذي جاء به نبي الرحمة والسلام، وهو يعطي فكرة عن حقيقة الرسول الذي كان مثلا في الأخلاق والتسامح والعطاء والرحمة.
من هنا لا ادري سبب الهجوم على الفنان سباعنة، علما بأنه يعي بان هناك متربصين كثر يتصيدون في الماء العكر، فهم وجدوا من خلال الكلمات "النبي محمد" ضالتهم فشنوا هجومهم الشرس على الفنان وعلى الصحيفة، وما كان من الرئيس محمود عباس إلا ان أعطا تعليماته بتشكيل لجنة لحقيق، وكأن هناك جريمة وقعت.
اعتقد كان يمكن حل الموضوع مع محمود أبو الهجا رئيس التحرير والفنان سباعنة، لكن الفئة المتربصة لا يحلوا لها ذلك وتريد تكبير الموضوع، علما بان الفنان سباعة قبل اقل من ستة أشهر تم اعتقاله من قبل الاحتلال، وكأن المتربصين يريدون ان يكملوا دور الاحتلال بالتضييق والتنغيص عليه.
من يشاهد الرسم يشعر بالنشوة اتجاه النبي محمد، فهناك محبي كثر له، ومنهم الفنان سباعة الذي ذكرنا به وبأهمية العقيدة التي جاء بها،، الماء المتساقط على الأرض يمثل الخير والبركة والنماء والحياة، فما هو الممنوع في هذا؟ والرسم رغم الكتابة "النبي محمد" لا يشعر المتلقي بان هذا الرسم لهيئة الرسول، وإنما إيحاء لما جاء به الرسول من تعاليم أخلاقية نحن في أمس الحاجة إليها.
اللعب على وتر الدين دائما يثير الجمهور، ويجعلهم يتخذون موقف معادي، حتى قبل ان يعرفوا حقيقة الأمر، هذا ما حدث مع مصطفى العقاد عندما اخرج فلم الرسالة، فقد تعرض الفلم للهجوم قبل ان يشاهده احد، وكانت هناك مطالبات بحرق الفلم ومحاكمته المخرج، لكن بعد ان شاهد الجمهور الفلم ـ على مضض ـ عرفوا بأنه يخدم الإسلام، ومن ثم تحول الرفض إلى القبول والتشجيع، اعتقد بان الرسم كاريكاتير سباعة لا يخرج عن هذا الأمر، لكن على كل من اتخذ موقف متشنج من الصحيفة أو الفنان ان يشاهد الرسم ليعرف حقيقية الأمر ولا يكون من الذين ينساقون خلف فاسق جاء بنبأ كاذب، ليجعلنا على ما فعلنا نادمين"
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟