أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - علَّم الإنسان ما لم يعلم !














المزيد.....

علَّم الإنسان ما لم يعلم !


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 17:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يردِّد المتأسلمون كـ الببغاوات هذه الجملة القرآنية ويتباهون بها، على أساس أن إلههم المدعو "الله" أعلم بكل شيء ، فهو العليم الخبير.... إلى آخر هذا الهزيان.
كنت أود من هذا الإله البدوي الصحراوي أن يقول لنا بالضبط من هو الإنسان الذي علَّمه مالم يعلم ، وماذا علَّمه ومتي وكيف حدث ذلك ، وعلى يد من تمت عملية التعليم المزعومة؟؟
سبق وأن أشرنا في مقالات سابقة أن البدو العربان اشتقوا كلمة "الله" من كلمة "الإله The God" وذلك بحزف الألف المهموزة في الوسط . وهي ليست إسما ، ولكنها صفة كأن تقول : الملك أو الزعيم دون تحديد الإسم أو الهوية . هذا الإله إتبع نفس الشيء عندما تكلم عن "فرعون" مرات عديدة في قرآن العربان دون أن يقول لنا من هذا الفرعون الذي يقصده ، فـ فراعنة مصر العظام كثيرون ، ولكنه كان يريد الإساءة إليهم فقط.
على أي حال هذا الإله الخاص بالبدو العربان "إله ملاكي" تمت فبركته بحيث يعكس كل شيء يرغبون أو لا يرغبون فيه تبعا لأهوائهم ورغباتهم ونزواتهم. وأصبح بالمثل إلها للمتأسلمين الذين يخضعون في خنوع تام لثقافتهم البدوية الصحراوية.
وهنا يجب أن يتساءل المرء عن "الإنسان" المقصود بالتعليم الإلهي ، هل هو المتأسلم أساسا أم غير المتأسلم بصرف النظر عن مكان وزمان وجوده؟؟!!
وما هو العلم الذي لم يكن يعلمه الإنسان ، فعلَّمه إياه؟؟
كل إنسان على سطح الأرض يعرف أن التعليم بوجه عام من العمليات الطويلة والمعقدة وتتطلب أماكن متخصصة ومتخصصين وخبراء إلى جانب الخبرة التي يكتسبها المرء بنفسه. فمن هو الإنسان المقصود بها ومتي وكيف تمت ؟؟!!
إذا كان المقصود بعملية التعليم الإلهي المزعومة هذه هو الإنسان المتأسلم وحده بوصفه ينتمي بالضرورة إلى "خير أمة أخرجت للناس"، فنحن نرى أنه علَّمه كل شيء طالح وضار ، بل ومدمِّر ، له وللإنسانية جمعاء . علَّمه الكذب والنفاق والنصب والاحتيال والقتل والسلب والنهب والسبي والاغتصاب ومفاخذة صغيرات السن ورضاعة كبار السن ونكاح الميتة ونكاح البهائم والتطبُّب بأبوال البعير وأجنحة الذباب والتطيُّب بمخاط نبيه "الكريم جداً" . علَّم الإنسان المتأسلم التنطع وقطع الطريق والفساد والجهل حتى النخاع .... كل ذلك - وغيره الكثير - دونه الله البدوي الصحراوي بأيدي أناس من أخبث وأحط البشر على الإطلاق في مدونات مقدسة ، لتصبح ثوابت من الدين بالضرورة ، ويصبح المساس بها جريمة أمن "أمة مزعومة" بكاملها...
أما إذا كان المقصود بالتعليم الإلهي هو الإنسان غير المتأسلم (الأوروبي أو الأسيوي مثلا)، فقد علَّمه كل شيء صالح ومفيد له وللإنسانية جمعاء. علَّمه التقدم المادي والمعنوي ، ومعرفة حقوق الإنسان والحيوان والنبات ، بل والجماد. علَّمه تقدير قيم جميع الكائنات التي لن يكون له وجود بدونها. علَّمه أن يحترم نفسه ويحترم غيره ، طبعا بعد معانات مريرة وتضحيات جسيمة. هذا على اعتبار أن هناك إله بالمطلق يقبع بعيدا في مكان خفي وراح يعلِّم الإنسان مالم يعلم بـ "الريموت كونترول" الذي احتكره لنفسه آلاف السنين قبل أن يتوصل إلى اختراعه أحفاد القردة والخنازير!!!
فلما الغرور و المكابرة إذن؟؟!! لماذا الادعاء بأننا "خير أمة أخرجت للناس" ؟؟!!
ولما الكذب والخداع بالادعاء أن هذا الإله المفرَك أخرجنا من الظلمات إلى النور؟؟!! وهو بالفعل وضعنا - نحن المتأسلمين - في ظلمات وضلال لا نهاية لهما ، ولا فكاك منهما!!
على المرء فقط أن يمعن النظر ويعمِل عقله فيما يجري من حوله هنا وهناك ليعرف على الفور الفرق بين عمليتي التعليم الإلهي "المزعومة" ، وماذا أسفرت عنه ، ويمكنه أيضاً إذا توفرت لديه البديهة أن يتنبأ بما ستأول إليه إن عاجلاً أو آجلاً!! .
والعقل وحده من وراء القصد .



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسلمة والتأسلم وما حولهما
- متى يقول شيخ الأزهر كلمته الأخيرة؟؟!!
- حماس والجزيرة القطرية تقتلان الأبرياء في غزة
- لماذا لا يستحي المتأسلمون؟؟!!
- صناعة الأبطال وسط الأدغال
- دولة الجهل وجهل الدولة
- لماذا لا يستحي المتأسلمون ؟؟!!
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 11
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 10
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 9
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 8
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 7
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 6
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 5
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 4
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 3
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 2
- الخديعة الكبري العرب بين الحقيقة والوهم 1
- هل الإسلام جاء من بلاد الفرس؟ 5
- هل الإسلام جاء من بلاد الفرس؟ 4


المزيد.....




- روسيا.. محكمة في بيلغورود تقرر طرد كاميروني متورط في دعم جما ...
- من هم خلفاء المرشد الأعلى المتوقعون بعد وفاة رئيسي؟
- انتخابات 2024 ودعم إسرائيل.. لمن سيصوت اليهود الأميركيون؟
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- فرحة الأولاد كلها مع قناة طيور الجنة! استقبل التردد الجديد ع ...
- القوى الوطنية والإسلامية تدعو إلى تضافر الجهود لوقف جرائم ال ...
- -فرنسا، تحبها ولكنك ترحل عنها-... لماذا يختار مسلمون ذوو كفا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة لإيران بعد تغريده بالفارسية
- “ثبت وناسة وطيور الجنة”.. أهم ترددات قنوات الأطفال الجديدة 2 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - علَّم الإنسان ما لم يعلم !