أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا التفاوض(2-2).مهداة الى السادة رئيس الوزراء واعضاء التفاوض














المزيد.....

في سيكولوجيا التفاوض(2-2).مهداة الى السادة رئيس الوزراء واعضاء التفاوض


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
شهد الاثنين (18 /8 ) بدء عملية التفاوض بين ممثلي الكتل السياسية الرئيسة. وكما توقعنا في الحلقة السابقة فان هذه الكتل اعتمدت تكتيك (علّ السقف لتحصل على ما تريد)..اذ قدمت احداهن (19) مطلبا،وأخرى (17)مطلبا..كثير منها من اختصاص البرلمان ولا علاقة لها بمهمة السيد حيدر العبادي المكلف بتشكيل الوزارة..وهذا ناجم عن حالة سيكولوجية كنّا شخصّناها بأن حكومات ما بعد التغيير،لاسيما الأخيرة،كانت منتجة للأزمات،وانها برمجت العقل السياسي العراقي على ان يتفنن او (يتذاكى) في خلق الآزمة للآخر..نجم عنها ان جرى تفعيل لخلايا الدماغ والمراكز الخاصة بالكراهية والخوف والشك بالآخر ،وسبات للخلايا والمراكز الدماغية الخاصة بالحب وحسن الظن بالشريك..وانه ما لم يجر تفعيل معاكس للعقل السياسي المفاوض بفتح نوافذ جديدة للحوار واستعداد نفسي لتقديم تنازلات متبادلة،والشعور بالتفاؤل..فان مهمة السيد العبادي ستكون معقدة وستأخذ وقتا يخدم اعداء العراق..لاسيما لغز (داعش).
كان المفروض في السيد العبادي ان يطرح البرنامج الحكومي لوزارته التي يفترض فيها ان تكون حكومة توافقية ترضي جميع الاطراف،وتلك مهمة صعبة ذلك ان (بريمر) كان قد دق (التثليث في شاصي ) العملية السياسية العراقية.غير ان السيد العبادي اشار الى انه سيعتمد مبدأ الترشيق في تشكيل الوزارة..وهذا اجراء صحيح سيسهل عملية التفاوض مع مكونات (التثليث) ،فضلا عن ان لدينا من الوزراء اكثر من ضعفي نظرائهم في الحكومة المصرية مع ان نفوس مصر ثلاثة اضعاف نفوس العراق.
ان الهاجس السيكولوجي لدى الكتلتين الرئيستين (السنّية والكوردية) وكتل اخرى ،هو الخشية من ان يعمد السيد العبادي استراتيجية سلفه في التفاوض التي تقوم على استنزاف الطرف الاخر واعتماد التسويف والخداع والتمويه..او يعتمد اخرى اخف ولكنها اشد مكرا هي استراتيجية (التشتيت او التفتيت)..سواءا في تفتيت مطالب هذه الكتلة او تلك،او التشتيت بين اطراف التفاوض..التي يلجأ اليها قائد التفاوض مضطرا حين يتعرض لضغط تفاوضي عنيف او مبادرة تفاوضية جديدة ما كانت ضمن توقعاته..او يعمد الى استخدام استراتيجية (احكام السيطرة) على هذا الطرف المفاوض او ذاك بهدف اخضاعه.
تلك ثلاث استراتيجيات تخشى الأطراف المفاوضة ان يعتمدها السيد العبادي فيخلق لديهم رد فعل سيكون مضخما..وهذا من طبيعة الشخصية العراقية عموما..ذلك ان الاحداث اشاعت سوء الظن والشك بالآخر والتأويل السلبي والتضخيم بين السياسيين اكثر من حسن الظن وصدق النوايا في الآخر.
وعليه فان المفاوضات الجارية الآن يجب ان يتوافر فيها حسن النوايا والرغبة المشتركة والحقيقية لدى الاطراف المتفاوضة لحل مشاكلها بالتفاوض واقتناع كل منهم بان التفاوض الايجابي هو الوسيلة الوحيدة بعد عشر سنوات راح ضحيتها الملايين بسبب اعتماد من كان في السلطة استراتيجيات خائبة في التفاوض.
ومن باب المسؤولية الوطنية والحرص على انجاح العملية السياسية، فاننا ننصح السيد حيدر العبادي والاطراف المفاوضة اعتماد منهج (المصالح المشتركة) الذي يقوم على استاراتيجيتين: (التكامل) بان يصبح كل واحد منهم مكملا للاخر ،و(التعاون) بالوصول الى تحقيق مجموعة من الاهداف العليا التي تعمل على تطوير المصلحة المشتركة بين اطراف التفاوض وتوثيق اوجه التعاون .
ان كلامنا هذا قد يبدو خياليا للبعض او غير ممكن عمليا في ضوء (مخلفات) استراتيجيات التفاوض الفاشلة للحكومة السابقة، وما افرزته الاحداث من تعميق للصراع.غير ان واقع الحال يفرض على الاطراف المفاوضة ان لا طريق امامها سوى اعتماد منهج المصالح المشتركة القائم على استراتيجيتي (التكامل والتعاون).صحيح انهم لن يبلغوا الحالة المثالية،لكنها ستشكل البداية شرط توفر حسن الظن وصدق النوايا التي تفضي سيكولوجيا الى المرونة في تقديم التنازلات المتبادلة التي تضمن ان تكون المصالح متوازنه بين اطراف التفاوض،وهذا يتطلب ان يتوافر الاقتناع بالرأي لدى المفاوض،قبل اقناع الآخرين به.


ان الاجواء النفسية قبيل واثناء التفاوض عامل مهم في عملية التفاوض،ليس فقط في اسلوب الكلام الذي ينبغي ان يكون مرنا..بل ولغة الجسد التي يفوق تاثيرها لغة الكلام احيانا.وليسمح لنا السياسييون بالقول انهم جميعا يمتلكون لغة جسد خشنة ترسل اشارات صريحة للمقابل بان هذا الشخص يصعب او لا يمكن التفاهم معه.فمعظهم يمتلكون وجوها مسطحة، مكفهرة، متشنجة،غاضبة،وكأن بينها وبين الابتسامة..خصومة مستديمة!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سيكولوجيا التفاوض (1-2)
- انتحار روبن وليامز..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(144): يخرب بيت الحب!
- 8/8 / 88
- غدا رئيس وزراء جديد للعراق..فمن هو؟
- غطرسة السلطة وسطوتها
- حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة
- سرايا عابدين..ضخامة في الانتاج وتضخيم في المكائد
- رئاسة جمهورية العراق..ب(المزاد)!
- سيذهب المالكي..فهل سنتعلم من الأخطاء؟
- اقبح ما سيكتبه التاريخ عن (داعش) والسلطة
- العيّارون..سلطة العدل خارج القانون(1-4) -بغداد بين زمنين!
- سيكولوجيا كاس العالم
- هيبة الحاكم حين تتضعضع..نصيحة لمن يعنيه الأمر مع التتقدير
- كتابات ساخرة:نكتة لها حكاية موجعة
- الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك
- العراقيون..في يوم الحساب! فنتازيا
- مهدي الحافظ..محرجا
- كتابات ساخرة:العاض والمعضوض في كأس العالم..والعراق!
- الدعاية والاشاعة..تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث


المزيد.....




- المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟
- دراسة: مجرى قديم للنيل ساهم استخدامه ببناء عدد كبير من الأهر ...
- -شريان حياة- بعد إغلاق معبر رفح.. نظرة على الرصيف الأمريكي ا ...
- صحيفة تكشف استراتيجية نتانياهو من أجل البقاء في السلطة
- أولمبياد باريس 2024: كيف يستعد الشباب لتمثيل بلدانهم؟
- وزير خارجية تايوان يقول إن الصين وروسيا تدعمان -النزعة التوس ...
- لقاء الفن والإبداع لرسومات صديقة للبيئة في معرض هونغ كونغ
- -يونهاب-: كوريا الشمالية تزرع الألغام وتنصب الأسلاك الشائكة ...
- الصحف الغربية: تزايد استخدام مقاتلة -سو-57- مع صواريخ -خا-69 ...
- هنغاريا تقترح اعتماد قانون بشأن العملاء الأجانب في الاتحاد ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا التفاوض(2-2).مهداة الى السادة رئيس الوزراء واعضاء التفاوض