أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة















المزيد.....

حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 5 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقامت السفارة الأمريكية الواقعة بالمنطقة الخضراء حفلا حضره سفيرا بريطانيا وفرنسا ووزير خارجية اسرائيل وممثلون عن الاتحاد الاوربي وعدد من كبار المسؤولين الاجانب والعرب ودول الجوار،وكانت المناسبة هي توزيع الجوائز على الذين ساهموا في تقسيم العراق.وكما يجري في تصنيف جوائز الاوسكار حيث هنالك جوائز بطولة واخرى بطولة مساعدة..فقد كانت هنالك جوائز ضخمة واخرى اقل ضخامة..وفقا لمعايير وضعتها لجنة متخصصة في الاستخبارات الامريكية والبنتاغون ،تضم ايضا خبراء بريطانيون واسرائليون.ولوحظ وجود غرفة زجاجية مظللة قالت لنا (العصفورة)انها تضم وجوها سياسية عراقية معروفة بازياء مختلفة بينهم افندية ومعممون ولابسو يشماغات وغتر،ووجوها اخرى غير معروفة بينهم شباب من الجنسين.
افتتح الحفل السفير الامريكي بكلمة جاء فيها: ان فكرة تقسيم العراق كانت حاضرة في عقل الادارة الامريكية منذ نصف قرن.وبناءا على نصيحة من خبراء سيكولوجيين فانها بدأتها اولا باشارات عابرة كي لا تثير حفيظة من كان معظم العرب يعدّون العراق بوابتهم الشرقية،ولأن العراقيين كانوا وقتها موحّدين ويشعرون بالاعتزاز والتباهي والافتخار بوطن يعدونه مهد الحضارات الاولى في التاريخ،وانهم كانوا قد جعلوه فعلا (مقبرة للغزاة)..وعذرا انه صار الآن مقبرة لهم.
غير ان عام 1990 شهد اول خطوة عملية لتنفيذ الفكرة،بأن اوعزنا لسفيرتنا في العراق ،التي قدمناها فيما بعد قربانا لأميركا،ان تلتقي بصدام وتعمل بتوجيهات خبرائنا علماء النفس الذين حللوا شخصية صدام،فاوحت له بما فهمه ان امريكا لا تعارض ان دخلت الكويت..وكنا حبكنا سيناريو يستفز عقليته العشائرية وشخصيته النرجسية وولعه بالتحدي والطموح اللامحدود..ففعلها ودخل..وبدخوله تحولت الفكرة الى واقع على الارض وموضوع على مائدة السياسة..بعد ان نجحنا في تغيير مواقف العرب الجيران من بقاء العراق بوابتهم الشرقية الى الرغبة في تقسيمه ليخلصوا من شرّه.
وبهذه المناسبة التاريخية يتوجب عليّ ان اشير الى ملاحظتين،
الأولى:ليس كل الفائزين بجائزة توزيع تقسيم العراق هم من المتعاونين معنا،او " عملاء امريكا" بلغة الآخرين..فبينهم من هو ليس متعاطفا معنا ومن يجاهر بعداوته لنا،ولكننا درسنا شخصية كل واحد منهم ونجحنا بوضعه على السكة..واقتصرت مهمتنا بعدها على دفعه باتجاه تحقيق الهدف،
والثانية:ليس كل الفائزين حاضرين الآن،فبينهم من لا نريد كشفه لأنه سيكون لهم دور قيادي بعد التقسيم.
واضاف السفير موضحّا:اننا مدينون الى الرئيس الامريكي جورج بوش الابن الذي استطاع،بعد ان عرفنا كيف نشحنه، ان يحشد العالم ويشن هجوما كاسحا كسر ظهر الدولة العراقية واطاح بمؤسساتها العسكرية والاقتصادية ،وفرض حصارا اقتصاديا وعلميا وثقافيا جعل معظم علماء ومفكري ومثقفي العراق يغادرونه الى بلدان منحتهم جنسياتها ليستقروا فيها ويعيشون بحرية وكرامة افتقدوهما في وطنهم،فيما الذي بقى كان غالبية تعيش حالة البؤس والعجز..كنا نعلم انها ستولّد لديهم الكره لواقع لا يطاق..يتحول لاشعوريا الى كره للعراق..ويضمن لنا انهم سينتخبون من سيعمل على تحقيق هدفنا ونحن من فعله بريئون.
ولأننا نعرف ان العراقيين انفعاليين وعاطفيين فقد اوعزنا الى حاكمنا بريمر ان يتعاطف مع الشيعة،فيما اوعزنا الى سفيرنا زلماي خليل زاده ان يتعاطف مع السنة..فكان ان منح الشيعة الحاكم بريمر لقب (ابو حيدر) فيما منح السنة سفيرنا زلماي لقب (ابو عمر)..وكان منحهم هذا قائما على سيكولوجيا الضحية التي عاشها الشيعة زمن الدكتاتورية ويعيشها السنّة زمن الديمقراطية..وكان علينا ان نمضي اكثر ما دام الباب قد انفتح على التقسيم.
كان الأمر يحتاج الى تصعيد..ذلك ان خبراءنا السيكولوجيين افادونا بان الشيعة والسنّة ينّحون جانبا ما بينهم من خصومات وعداوات ويتوحّدون امام من يعدّونه محتلا..وان علينا ان ندخل طرفا ثالثا يتولى هذه المهمة،وكان هذا الطرف حاضرا..اذ اننا كنّا فتحنا حدود العراق حين دخلناه في 2003 وفسحنا المجال للارهابيين في العالم ان يتوجهوا الى العراق..فجاءوا من كل البلدان بما فيها افغانستان ودول اخرى لاتخطر على بال مثل فرنسا وايطاليا والمانيا واستراليا وهولندا..وحدث احتراب طائفي عنيف لسنتين حوّل التقسيم من فكرة سياسية وحالة اجتماعية نفسية الى حقيقة على الأرض..وبحصولها..انهينا (الزرقاوي) الذي أتم هذه المهمة.
ولقد افادنا خبراؤنا بعلم الاجتماع بنصائح ذهبية:ان علينا أن نوظف المعطيات الديموغرافية والتاريخية للعراق ،ونستحضر تجربة تفكيك الاتحاد السوفياتي وتقسيم يوغسلافيا وتوظيفهما في جغرافيته البشرية لخلق ازمة سيسيولوجية للعراقيين..واننا اذا اردنا السيطرة على مجتمع ما علينا باستهداف قيمه الاخلاقية.
وكنّا قد وجدنا ضالتنا في اشخاص انتخبتهم جماهير لا على معيار الكفاءة والنزاهة بل الانتماء العشائري والطائفي والقومي.ولأنهم كانوا محرومين ولهم شهية شرهة للثروة فانهم بداوا خطواتهم الاولى في الفساد المالي،ثم تشجعوا حين وجدوا ان وزراء ومسؤولين كبار سرقوا المليارت وهرب بعضهم بها الى امريكا وبريطانيا وهم محميون..عندها شاع الفساد وصار عند العراقيين شطارة بعد ان كانوا يعدّونه خزيا..وبه تم خلخلة المنظومات القيمية الاخلاقية لدى المجتع العراقي..لتكتمل عوامل التقسيم..سياسيا واجتماعيا ونفسيا ولوجستيا..وايصال العراقيين الى الحالة التي افادنا بها خبراؤنا السيكولوجيون بان نجعلهم يدركون ان العراق صار اشبه بالباخرة (تايتنك)..وانهم ان بقوا فيها سيهلكون..ما يجعلهم في الأخير يقبلون جميعا بالتقسيم..وسارت الأمور بأكثر مما كنّا نتوقع كما تلاحظون.
وقبل ان نبدأ توزيع الجوائز التي سيشاركني فيها وزير خارجية دولة اسرائيل والسفير البريطاني وشخصية اخرى سيعلن عنها في حينه..نود ان نشير الى ان المنفّذ الأكبر الذي وافق على اعلان اسمه بالفوز هو (ابو بكر البغدادي)..الذي كنّا اعددناه نفسيا لهذه المهمة في اعتقالنا له اربع سنوات خرج منها مشحونا بروح الحقد ودافع الانتقام..بعد ان درسنا شخصيته مذ كان صبيا يلعب كرة القدم في شوارع مدينة (الطوبجي) الى حصوله على شهادة الدكتوراه من الجامعة الاسلامية.
السادة السفراء وممثلو من يعنيهم الأمر:
ان انهاء الروح التي توحّد العراقيين بالانتماء الى العراق، هو الضمانة الاكيدة ليكتب التاريخ عندها..كان هنالك وطن اسمه (العراق).ومع اننا مطمئنون الى ان من صاروا مؤثرين في العملية السياسية ساروا في طريق تبادل التهم التي تباعد فيما بينهم ،وأننا اعددنا من سيتعاونون معنا..لكنني لا اخفيكم خشيتي من العراقيين. فحين دخلت قبل ايام بصحبة مترجمي الى كنيسة في الكرادة..رأيت امراة بعباءة قد اشعلت شمعة ووقفت امام السيدة العذراء..تتوسل اليها وهي تبكي:(مريمانه..بجاه ابو الحسنين عليج..رديلي ابني)..وما زاد من خشيتي انها ختمت دعاءها قائلة:...تعالوا قسّموا قلبي ولا تقسّموا العراق!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرايا عابدين..ضخامة في الانتاج وتضخيم في المكائد
- رئاسة جمهورية العراق..ب(المزاد)!
- سيذهب المالكي..فهل سنتعلم من الأخطاء؟
- اقبح ما سيكتبه التاريخ عن (داعش) والسلطة
- العيّارون..سلطة العدل خارج القانون(1-4) -بغداد بين زمنين!
- سيكولوجيا كاس العالم
- هيبة الحاكم حين تتضعضع..نصيحة لمن يعنيه الأمر مع التتقدير
- كتابات ساخرة:نكتة لها حكاية موجعة
- الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك
- العراقيون..في يوم الحساب! فنتازيا
- مهدي الحافظ..محرجا
- كتابات ساخرة:العاض والمعضوض في كأس العالم..والعراق!
- الدعاية والاشاعة..تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث
- بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي
- الخيارات صعبة..ومبادرة للحل
- العراقيون ..وكأس العالم
- الحاكم الفاشل..تحليل شخصية
- ليلة سقوط الموصل!
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (2-2)
- الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة