أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - انتحار روبن وليامز..تحليل سيكولوجي














المزيد.....

انتحار روبن وليامز..تحليل سيكولوجي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 11:00
المحور: الادب والفن
    



ثمة مفارقات او تناقضات في انتحار روبن وليامز ،فالرجل يجيد فن الكوميديا التي وظيفتها الضحك والاستمتاع بالحياة،وهو الفائز بجائزة اوسكار واحد المع نجوم هوليوود ويحضى بشهرة عالمية استثنائية تجعله اكثر تعلقا بالناس والحياة..فلماذا انتحر اذن وهو بعد في الثالثة والستين؟!.بل ان الحالة ذاتها تجعلك تتساءل:من اين تأتي الانسان قوة استثنائية تدفعه في لحظة رهيبة الى قتل نفسه شنقا او خنقا او برصاصة في الراس؟!.هل ياتيه صوت من الداخل؟..من الخارج؟ له هذا الجبروت فينفذ امره؟. أليس الموت بحذ ذاته مرعبا فكيف اذا كان انتحارا؟!

مع ان الحالة تبدو غريبة ،ان ينتحر رجل بهذه المواصفات،الا ان انتحار المبدعين من الادباء والفنانيين صار يشكل ظاهرة..بل انهم يتفنون في اساليب انتحارهم!..فجاك لندن ،وفالترهارزن ،وكورت توخولسكي،وارثر كوستلر وزوجته..انتحروا بالسّم،وستيفان زفايج وزوجته تناولا حبوبا منومة وانتحرا في يوم المهرجان الكبير الذي يقام في ريوديجانيرو!، ومثلهما فعل جورج تراكل الذي انتحر بالكوكائين..فيما انتحر وارنست تولر شنقا ،وكذلك فعل الاديب عبد الباسط الصوفي الذي شنق نفسه بحبل بجامته. ويبدو ان اكثرهم فضل الانتحار بطلقة في الرأس :ارنست همنغواي، رومان جاري، مايكوفسكي ،هنري دي مونترلان، والقاص المصري محمد رجائي الذي انتحر بسيارته قريبا من شقتين يمتلكهما .
والذي تحار فيه أن أسباب قتل هؤلاء المبدعين لأنفسهم غير مبررة، او مثيرة للأستغراب . فالروائية فرجينيا وولف انتحرت خوفا من الجنون، والكاتبة الأرجنتينية مارتا لنيش انتحرت بعمر الستين لأنها لم تطق رؤية التجاعيد بوجهها، فيما كان الانتحار عند الروائي الايطالي سيزار بافيز مناسبة احتفالية..وصف فيها الانتحار بأنه أهم عمل في حياته !. وفي يوم افتتاح معرض الكتاب في ألمانيا ، أعلن عن نبأ انتحار الأديب جين آمري..وكأنه أراد أن يذيع على زوار المعرض ..نبأ رحيله .
الأسباب تتعدد :انعدام المعنى من الحياة على ما يرى علماء النفس الوجوديون،او احتجاج على واقع،او الدخول في نفق اليأس، او خلل عقلي..اكتئاب ذهاني مثلا..او قتل حبيب توحد فيه فهجره، وانه بقتل هذا " القلب " يتم القضاء على " الحبيب ـ العدو "!..على رأي فرويد.
• روبن وليامز
بحسب شرطة مارين كاونتي شمال سان فرانسيسكو فان روبن انتحر بان شنق نفسه في منزله متدليا من حزام معلق على احد الابواب،فيما افاد تقرير آخر بان روبن بدأ أولا بقطع شريان يده اليسرى عند الرسغ بسكين صغير إلا أنه لم يفلح، لذلك لجأ والمعصم ملطخ بدمه الى شنق نفسه بحزام.هذا يعني ان قراره بقتل نفسه في تلك الليلة كان نهائيا ،وانه لم تسبقه محاولات انتحار فاشلة.
اللافت ان روبن كان ،بحسب وكلائه،لم يكن يتعاطى المخدرات او يشرب الكحوليات ،وانه اخذ يتعاطاها مؤخرا،وصار يتحدث عنها علنا.. ما يجعلنا نستنج بانه كان شخصا طبيعيا وانه اضطر على تعاطيها بسبب مشكلة لا يستطيع حلها او ضغوط لا يطيق تحملها ليهرب منها الى المخدرات والكحول حيث تكون وظيفتها الاساسية هي الهروب من واقع لا يطاق الى واقع آخر بديل (متوهم) ينسيه واقعه الذي لا يطيقه.
والسؤال:ما هي المشكلة او الواقع الذي لم يعد يطيقه روبن؟
اربعة اسباب رئيسة ادت الى انتحار روبن،
الأول:ان الشهرة الواسعة والاعجاب الكبير به خلقت لديه عاملا نرجسيا،انه يريد من الواقع الذي يعيشه ان يتعامل معه بطريقة تكون مطابقة لواقع مثالي خلقه هو لنفسه بمواصفات خاصة.
والثاني:وجود تناقض صادم بين حياته الفنية وحياته الأسرية،فهو ناجح تماما في الاولى وفاشل تماما في الثانية.يجد السعادة والارتياح في الاولى ويجد المشاكل والمنغصات في الثانية..بل ان طلاقه لزوجته الثانية كلفه ثلاثين مليون دولارا ليتخلص منها.وان في انتحاره قد يكون سبب في جعلها تشعر بتأنيب الضمير وجعل المعجبين به يدينونها ويحملونها المسؤولية.
الثالث:ان معظم الافلام التي مثلها روبن تمتاز بحدة الانفعالات ورقتها ،نجم عنها انها صارت هي حياته الشخصية،وان توحده بها سببت له تناقضا بين الواقع الذي يمثله في السنما والواقع الذي يعيشه ..افقده القدرة على التحكم الذاتي والسيطرة على الانفعالات.
• الرابع:ان تعاطيه المخدرات وشرب الكحول اضطره الى العزلة عن الناس سببت له صدمة نفسية كبيرة وقارنة بالغة القسوة عليه بين واقع كان يعيشه بين الناس الذين كانوا يمنحونه الحب والاعجاب والتسابق على كسب صداقته وما كان يتصف به من امتلاكه لقلب كبير وروح محبة للناس ،وبين واقع صار يرى نفسه فيه وحيدا منعزلا موحشا..ولّد لديه الشعور باليأس بانه فقد عالما رائعا وشهرة مميزة وانه انتهى عمليا وعليه ان ينهي نفسه جسديا..فانهاها !
تلك تحليلات محتملة ..غير ان التحليل الدقيق يبقى لدى الاطباء النفسيين والعاملين بمركز التاهيل النفسي في مينيسوتا الذي دخله روبن الشهر الماضي لمساعدته في الحفاظ على اتزانه النفسي بعد برنامج عمل شاق..والذي يتحمل،في رأينا،مسؤولية مغادرته له دون ان يضمنوا انه قد تعافى تماما.
*مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية(144): يخرب بيت الحب!
- 8/8 / 88
- غدا رئيس وزراء جديد للعراق..فمن هو؟
- غطرسة السلطة وسطوتها
- حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة
- سرايا عابدين..ضخامة في الانتاج وتضخيم في المكائد
- رئاسة جمهورية العراق..ب(المزاد)!
- سيذهب المالكي..فهل سنتعلم من الأخطاء؟
- اقبح ما سيكتبه التاريخ عن (داعش) والسلطة
- العيّارون..سلطة العدل خارج القانون(1-4) -بغداد بين زمنين!
- سيكولوجيا كاس العالم
- هيبة الحاكم حين تتضعضع..نصيحة لمن يعنيه الأمر مع التتقدير
- كتابات ساخرة:نكتة لها حكاية موجعة
- الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك
- العراقيون..في يوم الحساب! فنتازيا
- مهدي الحافظ..محرجا
- كتابات ساخرة:العاض والمعضوض في كأس العالم..والعراق!
- الدعاية والاشاعة..تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث
- بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي
- الخيارات صعبة..ومبادرة للحل


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - انتحار روبن وليامز..تحليل سيكولوجي