أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الاخوان الفاشيون















المزيد.....

الاخوان الفاشيون


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4184 - 2013 / 8 / 14 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بحلول صباح هذا اليوم ، يكون جيش الشعب المصري قد استجاب لطلب الشعب بإرجاع الامور الى سابق عهدها ، وتخليص مصر من موجة أخونة ، تقودها قطر ، و احفاد العثمانيين الاردوغانيين الفاشيين . لقد عرّت تدخلات الجيش والشرطة عن حقيقة الاخوان الارهابيين عندما لم يترددوا في فتح النار من اسلحتهم الخفيفة والمتوسطة على القوات العمومية ، وعلى الجماهير المصرية التي عانت طيلة الاعتصام ، من تعطيل مصالحها ، وارباك اوقاتها وبرامجها وأغراضها في سبيل خدمة المشروع الإخواني الفاشي ، الحالم بإمارة الخلافة ، والمعادي للدولة العصرية التي تتماشى مع نواميس الكون والقوانين الدولية . هكذا ظهر الاخوان الفاشيون كحزب ومنظمة ارهابية عنيفة في مواجهة دولة بكل مقوماتها ومؤسساتها ، من شعب وجيش وامن وإدارات تعرضت للتعطيل والإرباك بغية تأجيج السعار ومضاعفة الهيجان ، بما يخدم اجندة الاخوان ، وليس اجندة مصر والمصريين ، بل ان هذا الحزب الارهابي لم يتردد في الاعراب عن حقيقته التي هي وجه العملة الصهيونية الثانية المتماشية مع الصهيونية العالمية ومع دولة اسرائيل التي تحتل والى الان الاراضي العربية ، وهو ما ظهر وبالعلن اثناء الرسالة التي وجهها مرسي البرّاح الى رئيس دولة اسرائيل شمعون بيريز مخاطبا اياه ب " صديقنا العظيم رئيس دولة اسرائيل العظمى " ، وهو ما تكشّف عندما حافظ مرسي العياط على العلاقات الدبلوماسية مع تل ابيب ، ولم يخجل وهو يسرع بتقديم خدمة الى حكام قطر و تركيا اردوغان وحكام الخليج بقطعه العلاقات الدبلوماسية مع سورية العربية ، بل ان العياط مرسي قد اكد في جميع كتاباته مع الادارة الامريكية راعي المصالح الصهيونية الاخوانية واليهودية ، بتمسكه باتفاقية الذل والمهانة التي تضرب في الصميم سيادة مصر وشعبها ، ونعني بها اتفاقية الخيانة المسماة " كمب ديفد " .
وإمعانا منه ومن حزبه الفاشي الإخواني في تحقير مقدرات الشعب المصري وقواه الحية الشبابية ، فان حزب الاخوان الذي تردد كثيرا في المشاركة في بداية الانتفاضة المصرية الاولى " 25 يناير " ، فهو لم يشارك فيها إلا بعد ان تأكد وباليقين ذهاب مبارك الشخص وبطانته ، وليس النظام الذي ظل يفعل في المؤسسات بما يعطل ثورة الشباب الراغب في التغيير . هكذا التحقوا بالثورة في مرحلتها النهائية وليس الاولية ، واستغلوا الجو المشحون ووجهوه بخبث للفوز بنسبة جد قليلة في الانتخابات الرئاسية . لكن حين وصلوا الى سدة الرئاسة ودخلوا قصر الجمهورية ، انقلبوا جذريا عما قدموه كوعود قبل الحملة الانتخابية ، وعوض الوفاء بالمساواة بين ابناء الشعب المصري ، وتطبيق الديمقراطية بفلسفتها الكونية ، اختزلوها في فلسفتهم الاخوانية التي تنتهي بالفاشية السياسية والطائفية ، وهو ما نفذه مرسي العياط حين اصدر فتواه المحرضة على القتل لمّا وصف الشيعة بالمجوس ، فكانت عاقبة هذه الفتوى حرق الشيعة المصريين وحرق الكنائس القبطية مثلما حصل اليوم ، جاهلا او متجاهلا ان هذا التوصيف العنصري الخطير لفئة من المجتمع المصري ، هو بداية نهاية مشروعه الاخواني الطائفي ، والذي شكل التدخل الممنهج للجيش ضد احتلال المواقع والساحات احد اعظم انجازاته .
الكل يتذكر الخطاب التهديدي الذي القاء مرسي ضد معارضيه من شباب ثوري وأحزاب وطنية رافضة للاخونة في 17 يوليوز من السنة الماضية حين ترأس شخصيا ولأول وآخر مرة ، حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الكلية العسكرية . ومما قاله مرسي العياط الانقلابي على مبادئ الثورة الشعبية التي لا يؤمن بها " لا يغرنّكم حلم الحليم ، يمكن بالقانون ان نردعكم ، ولكني افضل الحب والألفة والعود الكريم الى الحق " . وقبل ان يختتم خطابه بهذا التهديد وجه حديثه للأسر المصرية التي حضرت هذا الاحتفال قائلا لها ، انها تستحق منه التحية والتهنئة على ما قدموه لمصر من شباب ، مؤكدا انه يتابع بنفسه ما تقدمه الداخلية والقوات المسلحة من حفاظ على الامن الوطني الداخلي .
يبدو ان مرسي وحزب الاخوان الفاشي بحاجة الى التذكير بان الاهالي الذين قدموا اغلى شبابا لمصر ، هم اهالي الشهداء ، ومن اصيبوا ويعيشون الآن بإعاقات دائمة بفعل الرصاص وقنابل وتعذيب ، وربما وفي غمار هستيريا الاحتفال السنوي هذا ، نسي العياط ان آلاف الاهالي ينتظرون منه الافراج عن ابناءهم المعتقلين في السجون في محاكمات عسكرية لن يتجاوز بعضها بضعة دقائق قبل ان تصدر احكامها بسرقة السنوات من اعمارهم ، ولم يحصل الاهالي منه حتى الساعات الاخيرة لإزاحته عن كرسي الرئاسة سوى على لجنة اخرى تضاف الى عشرات اللجان المشكلة التي لم تأت بحق ولم تنصف مظلوم . وهنا نود ان نذكر مرسي بسجنه ولحزبه الاخواني الانقلابي الفاشي ، ان نفعت الذكرى ، انه ما كان له ان ينجح في الانتخابات لولا كراهية الناخبين لمنافسه شفيق ، وان انتخابه لم يكن كاسحا ، وان من انتخبوه قد اختاروا ما بين المر والأمر منه ، ولم يسلموا له البلاد بدون شروط ، كان اولها استلام السلطة من طرف العسكر الذي ظل يغازله ويرشيه بالترقيات والتعويضات ، وعودتهم الى ثكناتهم ، ثم محاسبة كل من اقترف جرما في حق الثورة والثوار . وأخيرا وليس آخرا تطهير البلاد من الفاسدين مع تتريكهم ومحاكمتهم ، وتحقيق مطالب الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية ، فلم يكن على مرسي ولا حزبه الفاشي وقد تسلموا الحكم ازاحة كل من يهدر ثروة البلد ويهدر ثورته ويصعد على اشلاء شهدائه .
لقد تخلى مرسي عن كل شيء في سبيل التمسك برئاسة الجمهورية ، وعوض التحالف مع الثوار مشعلي الحراك ، فضل التحالف حتى مع الشيطان ضد مصالح مصر الاستراتيجية ومصالح شعبها المطالب بالتغيير . فكان للانتفاضة الاخيرة التي خرج فيها الشعب المصري بما يتجاوز الثلاثين مليون محتج ، وقع الصدمة التي عجلت بنهاية تجربة حزب الاخوان ، وانقاد مصر من مشروع فاشي عنصري طائفي يريد الرجوع بها الى الوراء مئات السنين ، ويحكم عليها بالموت المحقق .
ان ما قام به الشعب ، المناصر بالجيش ، الحافظ للثوابت والقيم ، هو وجه الثورة الحقيقية التي ينجزها اليوم المصريون ضد التخلف والرجعية والقروسطوية والفاشية المطبعة مع الاستبداد . ان التضرع بالشرعية الانتخابية لا اساس له امام الشرعية الشعبية التي كانت وراء ما يسمى بالشرعية الاولى . ان الجماهير التي صوتت على الحاكم تملك حق اسقاطه اذا زاغ عن القيم او اخلف بالوعود او انقلب على الاهداف المسطرة ، ومهما تكن المواقف السلبية من تدخل الجيش في السياسة ، فان هذا التدخل يبقى اقل خطورة من فاشية الاخوان . فهنيئا للشعب المصري بتحرير الساحات العمومية واستثبات الامن والعودة الى الشرعية المؤسساتية .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستعارة في اللغة السياسية
- - امرأة عند نقطة الصفر -
- الطب والامبريالية في المغرب
- حين يصبح الانقلاب والتزوير مشروعا
- منظمة -- حزب -- تيار
- ادوات اشتغال المخزن
- دراسة تحليلية لماهية المخزن -- المخزن عقيدة وليس مؤسسة .
- جدل عن غياب العاهل محمد السادس خارج المغرب
- الطريق الاستراتيجي الثوري للدولة الفلسطينية
- المسار الاعرج لمنظمة ( التحرير ) الفلسطينية
- بين جبهة وجبهة خمسة وثلاثون سنة مرت
- برنامج حركة 3 مارس
- كتمان العلم والحق في الاسلام ( علماء ) فقهاء السوء
- اساطير الاولين
- مشروعية الملكية اساس استمرارها
- الاتجار بالديمقراطية يضر القضايا الوطنية
- البطالة
- الجهة المتقدمة -- الحكم الذاتي
- سوق ترويج الوعود والآمال
- اللغة وفن التمويه والتضليل


المزيد.....




- بوتين -خالف البروتوكول-.. فيديو يرصد تصرفا بمراسم تنصيب رئيس ...
- طلبة جامعة أمستردام يطردون سيارة شرطة بعد أن قمعت مخيما تضام ...
- لماذا يجب تجنب شرب الماء من زجاجة بلاستيكية خصوصا في الصيف؟ ...
- نتائج مرعبة.. فيديو من ناسا يكشف ما سيحدث عند السقوط في ثقب ...
- -كل ما يفعله هو الأكل-.. أم تلقي بطفلها الأبكم في قناة مليئة ...
- نقطة النهاية
- إخفاقات القوات المسلحة الأوكرانية تخيّب آمال دائني أوكرانيا ...
- مصر.. مجموعة مجهولة تتبنى قتل رجل الأعمال الكندي في الإسكندر ...
- صحيفة: -الفطيرة الروسية- ألغيت من مأدبة ماكرون وشي
- الولايات المتحدة أنجزت بناء الميناء العائم قبالة غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الاخوان الفاشيون